توفيق أبو شومر
أمد/ استخدمت إسرائيل مصطلح (البوغروم) وخصصته واحتكرته لينطبق فقط على يهود العالم، غذَت إسرائيل القواميس والويكبيديا وكل الموسوعات العالمية بمدلول هذا المصطلح منذ زمن بعيد ليدل فقط على المذابح التي تعرض لها يهود العالم!
مصطلح (البوغروم) مأخوذ من اللغة الروسية وهو يعني المجزرة والمذبحة ضد البشر المخطط لها من الإرهابيين العنصريين!
انتبهوا أيها الفلسطينيون فإن الويكبيديا بلغات العالم أضافت بوغروما جديدا نسبته لحركة حماس في غزة يوم 7-10-2023م، بوغروما منسوبا لغزة في صفحة الويكبيديا بكل لغات العالم!
أشارت الموسوعات إلى أن المجازر ضد اليهود بدأت عام 38 للميلاد وعام 66 للميلاد عندما قتل الرومانُ اليهودَ في الإسكندرية، ثم توالت (البوغرومات) ضد اليهود فقط، ففي عام 1189م جرت مذبحة ضدهم في بريطانيا في عهد الحروب الصليبية، ولم تذكر الموسوعات أن المذبحة تلك لم تكن لليهود فقط، وإنما شملت الأديان الأخرى أيضا!
أشارت الموسوعات أيضا إلى تاريخ 1348م وهو تاريخ انتشار مرض الطاعون في دول أوروبا، وأن اليهود هم فقط كانوا الضحايا، عندما انتشرت شائعات تقول إن اليهود هم مَن نشروا المرض، لذلك تعرضوا للبوغروم والقتل على يد الأوربيين، على الرغم من أن المرض اجتاح أوروبا سنوات طويلة، ولم يكن هناك رصد إعلامي لما جرى!
وفي ضوء تلك الأحداث جرى بوغروم للجالية اليهودية في براغ وفي برشلونة عام 1391م
أما أسوأ البوغرومات ضد اليهود حسب الموسوعات فقد جرت في أوكرانيا وروسيا ورومانيا عام 1881م وفي الأعوام التالية!
تمكنت إسرائيل من تكثيف كل البوغرومات في البوغروم النازي في الحرب العالمية الثانية على يد هتلر!
ما هو أخطر من كل ما سبق أن إسرائيل تمكنت من الانتقام من كل بوغرومات التاريخ فانتقمت من الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، ونفذت مجازر تختلف عن كل المجازر في التاريخ، نفذت إسرائيل كل أشكال البوغرومات في غزة وذلك بتدمير الأبنية فوق رؤوس أهليها، وبوغرومات قتل الأطفال في المستشفيات، ودهس الرجال والنساء تحت جنازير الدبابات، وبالتعذيب والترحيل، والتجويع، والنفي والإبعاد والأسر!
مع العلم أن البوغرومات التي جرت في غزة وقعت تحت أنظار العالم أجمع، وجرت بموافقة أكبر دولة تدعي أنها حامية حمى الديموقراطية!!
ما هو أكثر ألما أن كثيرين من قادتنا الحزبيين غير المثقفين ثقافة وطنية فلسطينية، وكثيرين من المحللين والمعلقين وأشباههم ممن ضخموا في قدرات غزة، وضحوا بإنجازات شعبهم الفلسطيني وألقوا بجماهيرهم في خيام الشتات واللجوء، لم يتمكنوا من فهم خيوط المؤامرة التي تستهدف تاريخ فلسطيني النضالي الشريف، وأوجدوا المبرر للمحتلين ليدعوا بأن الفلسطينيين ليسوا مناضلي حرية، وإنما هم أعداء الحضارة الإنسانية، أي أنهم لا يسعون للحصول على دولتهم المستقلة، ولا يهدفون لمشاركة العالم في حضاراتهم ونهضتهم، بل هم مجرمون سفاحون يُعادون اليهود ليهوديتهم، يهدفون فقط لإبادة الجنس اليهودي، لهذا السبب نسبوا لنا مجزرة جديدة يوم 7-10-2023م، اسمها بوغروم حماس في غزة!
الحقيقة أن الجاليات اليهودية في بلاد العرب وفلسطين عاشت حياة مزدهرة شاركت تلك الجاليات في كل مناحي الحياة، وفشلت محاولات بعض الباحثين الإسرائيليين ممن ادعوا أن العراقيين العرب نفذوا بوغروما ضد اليهود عام 1941م وسموا تلك المجزرة باسم (الفرهود) ليضموا هذه المجزرة إلى سلسلة المجازر، وقد أنكر باحثون يهود وقوع تلك المجزرة، مثل الشاعر اليهودي، عيزرا مراد، كما أن المجزرة وقعت عندما كانت العراق تحت الوصاية والاحتلال البريطاني ولم تكن العراق دولة مستقلة!