د.عادل رضا
أمد/ يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة:
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
ان علينا ك “عرب” الانتقال في واقعنا السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري الى مجالات أوسع وذات قوة أكبر في مواجهتنا للإبادة العنصرية الصهيونية التي تمارس ضدنا منهم، وعلينا ان نعمل على تبني مشروع عربي جديد موحد بهذا الخصوص او على الأقل التضامن ضمن خطة نضالية جهادية سليمة تصنع الامل المستدام للجماهير العربية كما صنعه سابقا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي عاش المشروع على خط التطبيق، وكما فجرها انتصار طوفان الأقصى في قلوب كل العرب.
“لا” طريق لدينا الا ان نعمل على صناعة الاستقلال “الحقيقي” والوحدة العربية السليمة علميا، والعمل في هكذا طريق واتجاه اهم من الهدف نفسه !؟ لأن الطريق نفسه يعني التخطيط والبناء والتفكير والاجتماع والنقاش والجدل حول الوحدة العربية والاستقلال الحقيقي وكيفية الوصول اليه ومناقشة سلبياتنا التاريخية وتثبيت إيجابياتنا القديمة وهذا الامر مطلوب من الكوادر العربية المخلصة وما يسمى نخب ثقافية وجماعات سياسية ان تتحرك في اتجاه وضمن خارطة طريق تصنعها هكذا “حركة” واتجاه الى الاستقلال الحقيقي والوحدة العربية.
هل هناك حل لخروج العرب خارج التاريخ؟ الا هذا الامر؟ وهل نستطيع صناعة الامن والنهضة المستدامة الا بهذه الأمور؟ هل هناك بديل؟ من لديه بدائل فليجاوب وليقول لنا ما هي؟ هي نجحت مشاريع سايس بيكو في صناعة استقلال حقيقي وإرادة خارج رغبات الأجانب؟ هذا سؤال؟ هل استطاعت مشاريع سايس بيكو من إقامة مشاريع حضارية تصنع الابداع الفردي والمجتمعي؟ هل اعادتنا مشاريع سايس بيكو الى واقعنا الحضاري القديم؟ او صنعت لنا المأساة والهزيمة والبؤس؟
ان اعدائنا لن يتركوننا لكي نعيش وهم يريدون ن يقتلونا وييبدوننا من على الخارطة وهم مستمرين في ذلك ولن يتوقفوا، وهذا مثال ما جرى في يوغسلافيا حاضر وبقوة حيث استمر الحلف الطاغوتي الربوي العالمي في الضغط المتواصل لأكثر من خمسين سنة حتى نجح في تدمير يوغسلافيا ولم يفيد يوغسلافيا الابتعاد عن الصراع والانسحاب منه كما حدث أيضا في السودان وسوريا هي امثلة على ذلك، ولا زال الصراع ضد سوريا القومية العربية مستمرا.
ان الحلف الطاغوتي الربوي العالم و الحركة الصهيونية لن يتركون من يعيش “محاولات” الاستقلال وحده، وان انسحب من ساحة الصراع، وأي انسحاب من المسئولية العربية في الوحدة والاستقلال تعنى الموت، لذلك ما قاله المرحوم حافظ الأسد بخصوص سوريا، من ان قدرها ان تكون قومية عربية، هو كلام صحيح مائة في المائة وكان يتحرك ضمن ما هو حقيقي وواقعي، لأن هذا هو نبض الأرض وكذلك هو قانون الواقع الموضوعي، وكلنا شاهدنا ماذا حصل للعرب وواقعهم عندما تخلوا عن القومية العربية والخط الوحدوي، فقد تاهوا بعيدا في الضياع والسقوط خارج التاريخ.
لذلك الثبات والاستمرار ضمن مشروع “علمي” للوحدة وخطة واقعية موضوعية ذات اهداف حقيقية ملموسة هي الحل لمواجهة المشاريع المعادية للأمة العربية , و نقول “خطط” و “مشاريع” و “مؤسسات للوحدة” و خارطة طريق ….الخ و ليس شعارات و ليس ضوضاء عاطفية و كلام خارج نطاق القوانين الموضوعية الأساسية لصناعة الوحدة العربية من إقامة إقليم قاعدة للوحدة ومشاريع الاقتصاد الموحد و التنسيق الأمني و صناعة مجالات حيوية يتحرك فيها المواطن العربي في قطاعات النقل البري و الجوي و البحري و انتقال الأموال والتجارة , و دراسة المشتركات في مجالات الرعاية الاجتماعية و فرض الحالة المؤسسية القانونية في كل منطقة عربية و الانطلاق من مجالات الاتفاق و ليس من مواقع العقدة المستعصية و اهم هذه العقد هو من هو الحاكم ؟ ومن سيحكم؟ وهذه العقدة يمكن تأجيلها والانطلاق مع ما هو مشترك ومتفق عليه لكي يتم بناء “المجال الحيوي” للوحدة العربية وإقليم القاعدة او أقاليم القاعدة، وليحس المواطن العربي في الوحدة العربية خارج نطاق الشعارات وخطابات العواطف، وعلينا ان “لا” نستهين بأن جيشنا العربي في الإقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة والإقليم الجنوبي في مصر لا يزالون يحملون نفس الاسم والمسمى “الجيش العربي” الأول في سوريا والثاني في سيناء والثالث في باقي الإقليم الجنوبي المصري؟
وعلينا ان ندرس لماذا فشل مشروع الجمهورية العربية المتحدة؟ ولماذا فشل الاتحاد الثلاثي؟ ولماذا فشل الاتحاد الرباعي؟ ولماذا فشل مشروع مجلس التعاون العربي؟ ولماذا فشل مشروع الاتحاد المغاربي؟ ولماذا حدث ما حدث؟ من سلبيات وجرائم ومخالفات وأمور غير مقبولة اثناء التواجد “القانوني” الشرعي للجيش العربي السوري داخل أراضي القطر اللبناني؟ ولماذا فشل حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان في صناعة حالة لأقليم القاعدة بين لبنان وسوريا؟ واين هو أساسا من الواقع اللبناني المحلي؟ وكيف لم يستطيع صناعة “وحدة حزبية”؟ لكي يستطيع الكلام عن وحدة بين دولتين؟ والأسئلة هناك مستمرة؟ ويجب النقاش حولها وتحليلها وإعطاء الإجابات العلمية الغير دعائية حولها ضمن عقلية ناقدة تحلل بدون دوافع ذاتية وخوف، لكي يتم بعدها تقديم ثقافة جديدة لصناعة الوحدة العربية؟ لأن “لا” حل لمشكل الامن والتنمية والاستقلال “الحقيقي” عن الأجانب الغرباء عنا الا في انشاء الوحدة العربية؟ لذلك علينا ان نجاوب على سؤال لماذا فشلنا؟ وكيف ننجح؟ وخاصة ان مشاريع دول “سايس بيكو” لا مستقبل لديها و”لا” افق عندها؟ وهي ضمن العمر الزمني للدول ذاهبة للزوال والاضمحلال؟ بين عشرين الى خمسين سنة؟ وخاصة مع الانتقال الامبراطوري الدولي من عالم ذوو قطب واحد لعالم متعدد الأقطاب؟ لذلك العمل على انجاز مشروع الوحدة العربية؟ هو ما يجب ان يتحرك فيه كل عربي نظام رسمي كان او شعوب او نخب تزعم انها مثقفة وصاحبة مشروع؟
ان “استعباد” الحلف الطاغوتي الربوي و الحركة الصهيونية للواقع العربي قد كسره الانتصار العربي في معركة طوفان الأقصى و الذي “لا” زالت فيه المواقع الجغرافية العربية خارج فلسطين تحارب وحدها و أيضا مع صمود الموقع الفلسطيني عسكريا و شعبيا في قطاع غزة المحاصر , و “لا” زال القتل العنصري الاجرامي ضد الفلسطينيين في القطاع مستمرا و كذلك يتناسى العالم الشيطاني الشرير عمليات الخطف و الاعتقال بدون تهمة و “لا” سبب و “لا” داعي لأكثر من عشرة الاف فلسطيني في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر قام بهذا الخطف جيش الاحتلال الصهيوني و هؤلاء المخطوفين كلهم مدنيين , و في نفس الوقت هذا العالم الطاغوتي الربوي المنافق يتباكى على عشرات العسكر الصهاينة الاسرى ضمن معركة عسكرية و انتصار عربي ضد الصهاينة و “لا” يوجد داخل الكيان الصهيوني وهو القاعدة العسكرية السرطانية على ارض دولة فلسطين المحتلة مدنيين فكلهم عسكر و محاربين في تلك القاعدة الشيطانية.
ان علينا في هذا السياق “إعادة” “دراسة” تاريخ الحركة الصهيونية من جديد حيث يجب على العرب رسميا وشعبيا و خاصة من يزعمون انهم “مثقفين” و من هم عاملين في مراكز التفكير في “بعض” البلدان العربية التي فيها مثل هذا النوع من المؤسسات , أتصور ان عليهم إعادة قراءة الصهيونية مجددا من حيث التعريف وشرح مجالات قوتها الشيطانية و السيطرة الدولية الموجودة لديها و أيضا إعادة تثبيت اهداف هذه الحركة العنصرية الشريرة في الرأي العام العربي , و هذه المسألة مهمة و خاصة انهم أعداء لنا و يتحركون في خط ابادتنا كلنا و ان كان هناك من يتحرك في الجاسوسية معهم او العبودية او في خط الخيانة فأن هؤلاء كذلك هم في خط الإبادة و الالغاء و واهم من يعتقد منهم انه سيكون في مأمن و امن و امان.
على سبيل المثال لا الحصر لمواضيع النقاش المطروحة من يقول:
انه احد أسباب اسناد الكيان العنصري الصهيوني من المنظومات الغربية هي عدم رغبتهم في عودة اليهود الى بلدانهم الأوربية الاصلية , لأن هناك حالة استحقار و كراهية أوروبية اصيلة ضد اليهود يعيشها المجتمع الأوربي و المنظومات الحاكمة ضدهم لذلك هم “لا” يريدون لهم العودة و ان يبقوا في قاعدتهم العسكرية التي اقاموها على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة لذلك هناك توافق أوروبي “عنصري” مع الحركة الصهيونية العالمية و هي كذلك حركة “عنصرية” , من هنا نفهم لماذا يخاف الأوروبيين من أي “هزة” امنية او معيشية او خوف و عدم امان ترغم و تجعل اليهود الاوربيين يعودون الى بلدانهم الاصلية الذين هم أساسا مواطنين فيها تاريخيا و قانونيا.
ان الخوف من الموت الذي يعيشه اليهود الأوروبيين ليس فقط تجعلهم يعودون الى بلدانهم الحقيقية بل لأن هكذا خوف من الموت تفقدهم الرغبة في القتال والحرب لأن هؤلاء في العمق ليس لديهم قضية وليس لديهم وطن لأن فلسطين بكل بساطة ليست وطنهم و”لا” بلدهم لذلك لاحظ المراقبين ازدياد استعانة الحيش الصهيوني ب “المرتزقة” من هنود وأفارقه وامريكان “عسكر رسميين” ومن هم ليسوا يهود أوروبيين.
ان المقاومة العربية الفلسطينية قد فجرت هذا التناقض الأوروبي اليهودي وهو أحد مفاعيل ونتائج الانتصار في معركة طوفان الأقصى وكما ذكرنا سابقا هذا الانتصار ثبت “حقيقة” أخرى قالها الزعيم الراحل “المظلوم” جمال عبد الناصر: ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة.
ان الحالة اليهودية العنصرية لا تعرف الا منطق القوة ضدهم وهذا المنطق العربي عليه ان “لا” يساوم و “لا” يتنازل عن أي حق من حقوقه , رغم الموت و القتل الذي قد يحصل و يجري ضمن هكذا صراعات انقلابية و الذي هو حالة “طبيعية” ضمن أي حالة انقلابية ضد الواقع و هي كذلك مرتبط مع حالة عنفية , و بما ان الفلسطينيين يريدون الانقلاب على الواقع لتغييره فهذه المسألة حتما ستكون مرتبطة مع العنف و الدم و الشهادة في سبيل الانقلاب و هذا هو “ثابت” “تاريخيا” في الاغلب الاعم و قانون اجتماعي اذا صح التعبير في أي حالة انقلابية تغييرية و الكلام على ان “الانقلاب” بدون حالة عنف دموي امر غير صحيح و “لا” يحدث ضمن القوانين الموضوعية للحياة و تخالف الطبيعة , لذلك قلنا ان ما يتم ذكره من بكائيات خبيثة على وسائل الاعلام المتصهينة المتكلمة في لسان عربي و محاولات ادانة المقاومة العربية الفلسطينية في انتصارها “الانقلابي” على واقع الهزيمة العربية هي بكائيات و خطابات “استحمار” و اقوال “عمالة” و “خباثة” و اطروحات ساقطة لغسيل الدماغ و من يصدقها يكون من الطيبين و من يعيشون خط السذاجة الفكرية.
ان علينا ان نعرف ونعي وندرك:
ان الكيان الصهيوني واستمرار وجوده السرطاني هو لصناعة حالة إبادة عنصرية ضد كل ما هو عربي ولإيقاف صناعة حالة امبراطورية عربية وحدوية عندها استقلال حقيقي وإرادة تتحرك في خط صناعة النهضة الحقيقية ضد استغلال الأجانب وسرقاتهم و حرمنتهم ضدنا وضد كل ما هو عربي، لذلك الوحدة العربية والكلام عليها ونحوها إيجابيا او حتى ضمن الحوارات الثقافية والإعلامية ممنوعة ب “أمر” الحلف الطاغوتي الربوي العالمي والحركة الصهيونية , وهذه التوجيهات الاستخباراتية الأجنبية نحن نعرفها و نؤكد على انها موجودة وتتحرك في الامر والتوجيه على وسائل الاعلام المتحدثة في لسان عربي , فممنوع الكلام على ان هناك “عرب” و قومية عربية و ان من الواجب العمل على وجود “وحدة” و لعل الترويج الاعلامي للطاغية القذافي كان يتحرك ليس فقط للهجوم عليه شخصيا او لتسقيط نظامه معنويا , بل لأنه كان يقدم الوحدة العربية في شكل تهريجي و تسخيفي و تهريجي اضر ما تمثله الوحدة العربية اشد الضرر و حولها لمشروع “نكتة” و ليس لمشروع انقلاب ايجابي على كل الواقع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي وكل ما يمنع العرب من إعادة دورهم الحضاري و امتداهم الامبراطوري و سيطرتهم في النفوذ و القوة.
طبعا فقدان الحالة الإمبراطورية العربية الوحدوية ليست منتوج هذا العامل فقط ولكن عدة عوامل أخرى ولكن الاستحمار يكون عندما نتكلم عن عامل من هنا ونتجاهل عوامل اخرى من هناك او نلغي عقولنا وحقائق الأرض من ان الأجانب يريدون ان يستمروا في استعباد العرب وسرقتهم والتحكم بهم، نحن علينا ان نناقش ما هو مشكل ومشاكل وسلبيات كانت على ارض الواقع العربي ومنعتنا من الحصول على استقلالنا وصناعة حضارتنا العربية من جديد؟
نحن هنا “لا” نتجاهل ان الأنظمة الرسمية العربية فاقدة للمشروع الوحدوي والنهضوي الحضاري وهي أيضا أنظمة مهزوزة إداريا وفاقدة للمؤسساتية الضاربة في العمق والثابتة امام أي خضات، وهي انظمة بعيدة عن سلطة القانون والدستور الناظم لمؤسسات الدولة والملتزمة في النظام العام وهي انظمة تعيش عقلية السلب والنهب ونقل الأموال المنهوبة للخارج، لذلك تراكمات الغضب زائدة والانفجارات المجتمعية جاهزة في انتظار من يفجر الفتيل؟
وهي انظمة يعيب عنها الادراك الوطني والوعي القومي والالتزام في رافعات ثقافية دينية قومية تعطي أساس وهدف ومرجعية نظرية للدولة، وهي أنظمة كذلك يغيب عنها دور الجامعة والمثقف والمؤسسة الدينية عن تجديد العقل العربي وصناعة تناقضات معرفية نقدية تحرك المجتمع والناس نحو مناطق جديدة في الثقافة وبناء النظريات الحركية التي تصنع الإبداع الفردي والحضاري بعيدا عن ثقافات الاستحمار والاستعباد الاستشراقي.
ان المنطقة العربية مهزوزة و مضروبة من اكثر من موقع والسقوط الحضاري العربي كذلك منتوج تداعيات زمنية لها أسبابها الكثيرة المتنوعة من الاحتلال العثماني و غلق باب الاجتهاد الديني و انكشاف العرب على الاستعباد المغولي و التركي و الأوروبي و الأمريكي و الصهيوني وهذا غير العقد الاجتماعية و مشاكل التنوع الحضاري من منطقة عربية الى منطقة عربية أخرى حيث هناك اختلافات من مكان لأخر حيث بيروت تعيش حالة اجتماعية “لا” علاقة لها في بادية الشام و العكس صحيح والامثلة كثيرة ناهيك عن زلزال الغزو الصدامي لدولة الكويت الذي اخرج قيحا مقرفا من “بعض” الحقد العربي ضد كل ما هو كويتي في شكل شرير ليس معروف له سبب الا ان هناك مجاميع عربية و أنظمة رسمية و أحزاب عربية تدعي العروبة و أخرى تدعي الإسلام عاشت الشر و الحقد و اللذة الشيطانية من جرائم و قتل و إبادة قام بها طاغية ديكتاتور ضد بلد عربي مسالم وشعب طيب لم يؤذي احد.
ما نريد ان نقوله:
ان من يريد ان يتحرك في العلمية في التحليل والقراءة ومن يريد ان يصنع حالة نهضوية عربية عليه ان يدرس المسائل كلها من كل جوانبها السلبية ومن كل معطياتها وحاجاتها ومن ثم يقدم تصور ووجهة النظر بما هو العمل المطلوب فعله وبما يجب القيام به؟
ولكن الكلام عن جانب واحد فقط والغاء كل ما هو أمور أخرى مع بكائيات إعلامية لصناعة ادانة مباشرة او غير مباشرة ضد الانتصار العربي في معركة طوفان الاقصى فهذا كله ضمن حالة الاستحمار وليس ضمن حالة النباهة القرأنية المطلوبة.
ما حدث في انتصار طوفان الأقصى هو انه أحدث انقلاب في الوعي والبصيرة ضد كل هذا الواقع العربي السيء ولعل ان أحد أسباب الهزيمة هو الخوف وعدم وجود رغبة رسمية “عربية” او إسلامية ؟! في الغاء الكيان الصهيوني من الخارطة او الرعب من هذا الكيان لحد التجمد وهذا أحد نجاحات الصهاينة من الترويج أنفسهم ك “بعبع” يخيف النظام الرسمي العربي والاسلامي ويجمده من أي حركة؟! وأيضا أحد نجاحات الكيان الصهيوني في استغلال هزيمة 1967 أحسن استغلال، ناهيك عن عدم اكتمال المشروع الانقلابي الثوري ل “جمال عبد الناصر” نتيجة لوفاته او تصفيته الاستخباراتية الجسدية؟ ودخول الأنظمة الرسمية العربية الأخرى في عبادة الشخصية واستغلال القضية الفلسطينية والحالة الحزبية المرتبطة في الانتماء القومي للتسلق الشخصي نحو السلطة والتي أصبحت مواقع لحالات مافيوية عصابية تضم الاوباش والمجرمين والقتلة وقطاع الطرق والمغتصبين.
ما العمل؟
لا حل الا الحركة الوحدوية العربية ضمن حالة ثقافية ثنائية الشخصية تعيش الدين والقومية العربية حركة على ارض التطبيق تسعى لصناعة المشروع الحضاري العربي والاستقلال وهذه المسألة أيضا أحد نتائج الانتصار العربي في معركة طوفان الأقصى، وهذه الحركة الوحدوية العربية وما يشملها من حالة ثقافية نظرية انقلابية على كل الواقع العربي إذا لم نتحرك بها ك “أنظمة رسمية عربية” و”شعوب” فأن الموت سيكون مصيرنا والنهاية طريقنا ولن يساعدنا أحد أي كان.
لن يساعد العرب غير العرب وليس هناك اي قومية من أي نوع وصنف تركية أوروبية إيرانية أمريكية والقائمة تطول “لا” توجد أي قومية اخرى ستصنع وتقدم لنا الاستقلال الحقيقي إذا لم يكن هذا الاستقلال نابع ومنطلق من العرب أنفسهم ك “شعوب” و “أنظمة رسمية عربية” اما تقاطع مصالح قومية إيرانية او اوربية او صينية او روسية معنا في هذا الموقع او ضمن تلك المعركة فهذا قد يحدث من هنا وهناك وقد “لا” يحدث.
لذلك هذه التقاطعات لن تحقق لنا الاستقلال الحقيقي، صحيح ان هناك امثلة تاريخية حدثت في معركة تأميم قناة السويس 1956 او في تحرير أجزاء كبيرة من الجنوب اللبناني 2000، ولكن هذه المسألة ليست قدر متواصل ففي الأول والأخير “لن يحط ظهيرك الا ضفيرك” إذا صح التعبير وتبقي المصالح القومية هي الحاكمة وهي سيدة الموقف والقرار في واقع السياسات الخارجية.
حيث رأينا التخلي الإيراني “القومي” عن المواقع الجغرافية العربية التي تحارب وحدها عسكريا بعد الانتصار في معركة طوفان الأقصى؟!
ورأينا كيف ان الاتحاد الروسي يسمح للصهاينة في ضرب سوريا في شكل متواصل ومستمر ويتركها وحدها في الميدان تحارب وتتصدى للقصف الصهيوني؟ بما يخالف تعهدات الدولة الروسية؟ الموقعة مع الجمهورية العربية السورية؟
لماذا يحصل هذا كله؟ وما السبب؟ الإجابة هي:
لأن المصالح القومية هي سيدة الموقف عندهم و يجب ان تكون سيدة الموقف عندنا , لذلك “لا” حل و “لا” طريق و “لا” سبيل لدينا الا في الوحدة العربية , لأن الحالة الانقلابية التغييرية اتية…اتية , و “لا” شك في انه سيكون هناك سايس بيكو جديد سيتم الاتفاق عليه بين الامبراطوريات القادمة في جغرافيا الكرة الأرضية تتقاسم فيما بينها مواقع نفوذها ضمن تراجع امريكي سيتم انشاء معه مواقع نفوذ و سيطرة جديدة مستحدثة ستتشكل فيه معها دول جديدة , فعلى النظام الرسمي العربي و الشعوب العربية و ما يسمى مثقفين عرب ان “لا” زالوا موجودين ؟ او أحزاب عربية ان ظل لهم وجود، ان يتحركون في خارطة طريق تحميهم وتصنع واقعهم هم بدلا من ان يستمر الأجانب الغرباء عنا في صناعته وتأسيسه ضد مصالحنا ومنافعنا وضد قوميتنا ووجودنا العربي الإسلامي.
وعقلية “النعامة” التي تضع رأسها في التراب وتتجاهل الخطر القادم اليها، لن تلغى حركية العالم ولن تمنع ما سيجرى على كل الكرة الأرضية، فمن يريد ان يعيش دور النعامة فأن النهاية مصيره، وللتاريخ ان يحكم عليه.
اللهم قد بلغت اللهم فأشهد