محمد حسين
أمد/ من حق الرئيس أن يقبل استقالة رئيس حكومة ويكلف آخر ، لكن من واجب الرئيس أبو مازن أن يجري حواراً مع مختلف القوى السياسية الفلسطينية بشأن تشكيل الحكومة وماهي الصيغة المناسبة لهذه المرحلة الحساسة من تاريخ قضيتنا، وخاصة ونحن أمام هجمة صهيونية شرسة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية برمتها، فإذا كان التوافق الوطني والمصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة تكنوقراط فليكن، أما أن يتم التشكيل بمعزل عن الكل الوطني فهذا يترك علامات استفهام كثيرة، واستجابة للفخ الأمريكي الذي يروج لمفهوم السلطة المتجددة التي ستقود المشهد الفلسطيني في اليوم التالي( لغزة ) وستنخرط في عملية سياسية تؤدي لحل وهم (الدولتين) نفس السيناريو الذي حصل مع الراحل ياسر عرفات يتكرر، عندما طرحت الإدارة الأمريكية خطة خارطة الطريق واشترطت تغيرات في السلطة الفلسطينية وفي صلاحيات الرئيس ياسر عرفات آنذاك، وكان لها ما أرادت، وتم تسمية رئيس وزراء بصلاحيات واسعة، لكن هذا لم يكن كافياً فاتخذ قرارا باغتيال الرئيس عرفات ، لتكن النتيجة لا( خارطة) ولا ( طريق) للدولة الفلسطينية،
اليوم عبر هذا الوهم( حل الدولتين ) تريد الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها اسرائيل ذبح المقاومة الفلسطينية بأيدِ فلسطينية ثمناً (لوهم الدولة الفلسطينية) الموعودة، فإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية عاجزة على الضغط على إسرائيل بشأن الإفراج عن الأموال الفلسطينية المستحقة فكيف يمكن لها أن تضغط على اسرائيل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة؟
لو كانت هذه الإدارة صادقة وغيرها من الإدارات لكانت وافقت في مجلس الأمن على منح فلسطين العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة وهذا أضعف الإيمان ، إن بيان الأخوة في حركة فتح وبهذا التوقيت الحساس الذي يحمل الأخوة في حركة حماس مسؤولية ما جرى في غزة هو رسالة خاطئة للأطراف الدولية والإقليمية وكشف ظهر المقاومة وتجريمها، وكأن اسرائيل تحتاج إلى مبرر لتفعل ما تقوم به من دمار ومجازر ، وماذا عن المجازر والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي والتهجير منذ خمسة وسبعين عاماً هل كانت حماس والمقاومة الفلسطينية مسؤولة عنها بعمليات على غرار السابع من أكتوبر ؟
لتقل فتح ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة( الذي جرى في السابع من أكتوبر مرتبط بصراع عمره خمسة وسبعين عاماً )
أقول للأخوة في حركة فتح كل شيء قابل للحوار والنقاش إلا تجريم المقاومة وكشف ظهرها للعدو في هذه اللحظات الحساسة، فنحن الآن في خضم معركة شرسة مع العدو الصهيوني سيترتب عليها نتائج كبرى، ليس هذا الوقت المناسب لتحميل المسؤوليات، فليكن هدف الجميع الآن وقف العدوان وفك الحصار وانسحاب العدو الصهيوني من غزة والتحلي بأعلى درجات من الوحدة الوطنية، وبعد ذلك نجلس ونقيم كل التجربة منذ أوسلو إلى السابع من أكتوبر، ونعمل على اشتقاق استراتيجية فلسطينية موحده لمواجهة كافة التحديات،