أمد/
تل أبيب: قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، إن الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح رفح، جنوبي قطاع غزة المحاصر، "ستستغرق وقتا"، في حين شدد على أن جيش الاحتلال سيواصل عملياته العسكرية في إطار حربه على القطاع بـ"بكل قوة"، جاء ذلك في خطاب متلفز تحدث فيه عن مكالمته الأخيرة مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، في ظل تصاعد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب، على خلفية إدارة الحرب المتواصلة على غزة منذ 166 يوما.
وقال نتنياهو: "لقد اتفقنا منذ البداية (مع إدارة بايدن) على ضرورة القضاء على حماس. لكن خلال الحرب، ليس سرا، كانت لدينا اختلافات في الرأي حول أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف".
وتابع "في بداية الطريق (في إشارة إلى أول أيام الحرب) قلت للرئيس: لا يمكن هزيمة حماس دون دخول الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة".
وتابع نتنياهو "في مكالمتنا (مع الرئيس الأميركي) الأخير قلت له: لا يمكن استكمال النصر دون دخول الجيش إلى رفح، وذلك من أجل القضاء على بقية كتائب حماس. سنفعل نفس الشيء هذه المرة"، في إشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد اجتاح غزة برا في عملية انطلقت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واستهدفت في مراحلها الأولى المناطق الشمالية للقطاع، رغم التحذيرات الدولية.
وأضاف مخاطبا "المواطنين الإسرائيليين" قائلا: "أريدكم أن تعلموا أنني صادقت بالفعل على الخطة العملياتية للجيش الإسرائيلي، وسنصادق قريبًا أيضًا على خطة إخلاء السكان المدنيين من مناطق القتال"، واستطرد "لقد طلب الرئيس بايدن، الذي أقدر دعمه، أن يقدم لنا مقترحات رجاله في المجال الإنساني أو في قضايا أخرى"؛ وذلك في تعليق على تأكيد البيت الأبيض أن نتنياهو وافق على إرسال فريق من مختلف الأجهزة الأمنية لـ"بحث العملية العسكرية" المحتملة في رفح.
وتابع "كما قلت، مررنا بمراحل كنا فيها على اتفقنا مع أصدقائنا، ومررنا بمراحل لم نتفق معهم. في النهاية، قمنا دائمًا بما هو ضروري لأمننا، وسنفعل ذلك هذه المرة أيضًا".
وكان نتنياهو قد قال إنه كشف "بكل وضوح" للرئيس الأميركي "إننا عازمون على استكمال عملية القضاء على هذه الكتائب (حماس) في رفح، ولا يوجد سبيل للقيام بذلك إلا بالعمل على الأرض".
وتحدث بايدن ونتنياهو في مكالمة هاتفية يوم الإثنين. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، إن واشنطن ترى أن الهجوم على رفح سيكون "خطأ" وإن إسرائيل يمكن أن تحقق أهدافها العسكرية بوسائل أخرى.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، أمس الثلاثاء، إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين من المرجح أن يجتمعوا مطلع الأسبوع المقبل في واشنطن لمناقشة العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، مشيرة إلى "وجود قلق بالغ إزاء التقارير الواردة عن مجاعة وشيكة في غزة".
وأضافت أن بايدن طلب من نتنياهو إرسال وفد بارز من المسؤولين في مجالات الدفاع والمخابرات والعمل الإنساني إلى واشنطن لإجراء مناقشات شاملة في الأيام المقبلة. فيما أطلقت واشنطن حملة دبلوماسية جديدة لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر بهدف تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الغذائية لدرء المجاعة في غزة.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن زيارة إلى الشرق الأوسط يلتقي خلالها مع قيادات بارزة من مصر والسعودية وإسرائيل. والجمعة، يتجه بلينكن إلى إسرائيل التي لم تكن في البداية على جدول أعمال جولته الإقليمية التي تتزامن مع توتر في العلاقة بين بايدن ونتنياهو.
وسيناقش بلينكن مع قيادة الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب "ضرورة ضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، بطريقة تحمي السكان المدنيين، ولا تعيق إيصال المساعدات الإنسانية، وتعزز أمن إسرائيل"، بحسب المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر.