أمد/
جنيف: مع مواجهة الأطفال في شمال غزة مجاعة وشيكة ومواجهة آخرون في أنحاء قطاع غزة خطر انعدام الأمن الغذائي الكارثي،
أصدرت لجنة حقوق الطفل اليوم البيان التالي مكررة دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار.
"الأطفال في غزة يتضورون جوعا حتى الموت.
لقد تم قطعهم عن الطعام، حتى الفتات ليس من السهل العثور عليه.
طفلة صغيرة تبكي أمام كاميرا بي بي سي، وتقول: "اشتقت للخبز".
لقد منعت سلطة الاحتلال الطعام وغيره من ضروريات الحياة أو فرضت قيودا شديدة علي الإمدادات والمساعدات.
حتى الآن، تم الإبلاغ عن 27 حالة وفاة للأطفال بسبب سوء التغذية و
الجفاف في غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للوفيات بسبب الجوع أعلى بكثير، ومن المتوقع أن يكون كذلك او يعلو. لم يعد بإمكان الأطفال في غزة الانتظار، لأن كل دقيقة تمر تهدد بولادة طفل آخر
الموت من الجوع بينما ينظر العالم.
يعاني واحد من كل ثلاثة أطفال دون السنتين في شمال قطاع غزة من هذه المشكلة من سوء التغذية الحاد، وهي زيادة حادة من 15.6 في المائة في يناير/كانون الثاني، حسب ما أظهره تالقرير الذي أجرته اليونيسف وشركاؤها.
المجاعة وشيكة في المحافظات الشمالية ومن المتوقع أن تحدث في أي وقت من الآن وحتى مايو 2024 حسب ما يتوقعه خبراء من مرحلة الأمن الغذائي المتكامل – التصنيف (IPC).
كما قدر مركز التصنيف أن نصف سكان قطاع غزة تقريباً اي
1.11 مليون شخص، سيواجهون ظروفاً كارثية وأشد خطورة على المستوى
مقياس انعدام الأمن الغذائي الحاد التابع للتصنيف الدولي للبراءات في الأشهر الأربعة التي سبقت منتصف يوليو/تموز إذا كان تصاعد الصراع، بما في ذلك من خلال الهجوم البري في رفح.
وقد حثت اللجنة مرارا وتكرارا على وقف إطلاق النار في غزة. منذ بياننا
الذي صدر في فبراير، وقد تدهور الوضع بشكل كبير. و يستمر القتل بلا هوادة، والآن يموت الأطفال بسبب المجاعة التي يمكن الوقاية منها.
ان الإجراءات المتعمدة مثل منع وتقييد المساعدات الإنسانية تهدف إلى إحداث التدمير الجسدي للأطفال الفلسطينيين، ونحن نشير هنا بضرورة الرجوع في هذا الصدد إلى الحكم المؤقت الصادر عن محكمة العدل الدولية بتاريخ
26 يناير 2024، والذي وجد ان بعض مطالبات جنوب أفريقيا بالحقوق في ظل اتفاقية الإبادة الجماعية "معقولة".
ونلفت الانتباه إلى أمر محكمة العدل الدولية لإسرائيل بـ”اتخاذ جميع التدابير في حدود سلطتها لمنع ارتكاب جميع الأفعال التي تدخل في نطاق المادة الثانية من الاتفاقية"، بما في ذلك قتل أعضاء الجماعة؛ "لمنع ومعاقبة
التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية"؛ و"التمكين من توفير…"مساعدة إنسانية".
منذ أمر محكمة العدل الدولية في 26 يناير/كانون الثاني، وحتى 19 مارس/آذار، بلغ المتوسط اليومي أكثر من 108
قتيل من الفلسطينيون ويصاب 178 آخرون كل يوم في غزة، بالإضافة إلى الأطفال من بينهم.
إن الغزو الوشيك لرفح سوف يأخذ الوضع الهش إلى مستوى جديد من
نقطة الانهيار، مما يعرض حياة 600 ألف طفل لخطر داهم، وسوف تصل بسرعة إلى نقطة التحول من المجاعة.
فيما تكرر دعوتها للإفراج عن باقي الأطفال المحتجزين كرهائن
وعلى الفور، و تدعو اللجنة أيضاً جميع الأطراف، بما في ذلك الجمعية العامة
ومجلس الأمن، العمل من أجل وقف لإطلاق النار انساني فوري من أجل حماية حياة مئات الآلاف من الأطفال الأبرياء. وندعو الدول إلى الاستئناف وتعزيز التمويل للأونروا والحث على فتح الحدود البرية المتعددة المعابر للسماح بزيادة كبيرة في توصيل المساعدات في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك إلى شمال غزة، فضلا عن الضمانات الأمنية والمرور دون عوائق إليها وضمان وصول المساعدات إلى جميع الأطفال في كافة المناطق”.