أمد/
نيويورك: استخدمت روسيا والصين، يوم الجمعة، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أميركي كان يؤيد الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة بين إسرائيل وحماس مرتبط بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في القطاع.
ونال مشروع القرار تأييد 11 دولة من الأعضاء الـ15 للمجلس، بينما رفضته ثلاث دول هي الصين وروسيا والجزائر، وامتنعت غويانا عن التصويت.
ودعا مشروع القرار إلى "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار" لمدة ستة أسابيع تقريبا من شأنه حماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال فاسيلي نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة إن القرار "مُسيَّس بشكل مبالغ فيه ويتضمن فعليا منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية في رفح."
وأضاف نيبينزيا قبيل التصويت، إن الولايات المتحدة وعدت بالتوصل إلى اتفاق لوقف القتال مرارا وتكرارا. والآن أدركت الولايات المتحدة أخيرًا الحاجة إلى وقف إطلاق النار، بعد أن لقي أكثر من ثلاثين ألفاً من سكان غزة حتفهم بالفعل.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تحاول "بيع منتج" للمجلس باستخدام كلمة "ضروري" في قرارها، مشيرا إلى أن "هذا لا يكفي" ويجب على المجلس أن "يطالب بوقف إطلاق النار".
وأضاف أن النص لم يتضمن أي دعوة لوقف إطلاق النار، متهمًا الإدارة الأميركية "بتضليل المجتمع الدولي عمدا".
وتابع أن المسودة مجرد تلاعب بالناخبين الأميركيين من خلال دعوة كاذبة لوقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن مشروع قرار بديل وهو "وثيقة متوازنة وغير سياسية" يجري توزيعه من قبل بعض الأعضاء الآخرين في المجلس.
ولم يتضمن مشروع القرار الأميركي أي دعوة مباشرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بل يشير إلى دعمه للجهود الدولية الجارية لتأمين وقف إطلاق النار.
وقال مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمار بن جامع إنه لو أصدر المجلس قراره في أواخر شباط/فبراير، لكان من الممكن إنقاذ آلاف الأرواح البريئة.
وأوضح أنه منذ أن عممت الولايات المتحدة مسودة مشروع القرار قبل أكثر من شهر، اقترحت الجزائر تعديلات معقولة للتوصل إلى "نص أكثر توازنا ومقبولا"، مشيرا إلى أن بعض مقترحاتهم قد تم إدراجها ولكن "المخاوف الأساسية ظلت دون معالجة".
وشدد على الضرورة الملحة للوقف الفوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح، ولكن من المؤسف أن المشروع لم يرق إلى المستوى المطلوب، ولذلك صوتت بلاده ضده.
وأكد أن المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني على مدى خمسة أشهر قد أدت إلى خسارة مأساوية في أرواح أكثر من 32 ألف مواطن في غزة، وأصيب أكثر من 74 ألف مواطن، فيما يعاني 12 ألفًا من إعاقات دائمة، وتمثل هذه الأرقام حياة وأحلام و"آمال تم تدميرها".
وشدد على أن النص الأميركي لم يذكر مسؤولية إسرائيل عن مقتلهم، مشيرًا إلى أن العالمين العربي والإسلامي بحاجة لتأكيد بأن "إسرائيل ستخضع للمساءلة" على جرائمها.
وقال بن جامع إن التأكيد على "الإجراءات" الرامية إلى الحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين والحديث عن "العمليات" يعني ضمنًا ترخيصًا لإسرائيل لمواصلة إراقة الدماء، مؤكدًا أن أي هجوم إسرائيلي على رفح ستكون لها عواقب وخيمة.
وقدمت الولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي تدعو فيه للتصويت على قرار بوقف "فوري ومستدام" للنار في غزة، وتضمن أيضا دعوة لتسهيل عبور المساعدات والإفراج عن الرهائن في غزة، بالإضافة إلى تأكيد أهمية حل الدولتين.
وهذه هي المرة التاسعة التي يجتمع فيها مجلس الأمن للتصويت على مشروع قرار بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقد اعتمد المجلس قرارين بشأن الوضع هما القرار رقم 2712، والقرار رقم 2720. واستخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات، كان إثنان منها يطالبان بوقف فوري لإطلاق النار.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، إلى نحو 32 ألف شهيد، و74188 مصابا، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف الضحايا الذين ما زالوا تحت الانقاض