محمد أحمد سالم
أمد/ عارفين كويس ان حرب الإبادة -ربما – مثل أي محرقة. تبدأ ضخمة ثم يعتادها الناس، وتتقاذفها مصالح وسائل الإعلام وتوجهاتها، وتتنازعها مصالح لوبيات السياسة والإعلام و المال والأعمال وتحولها إلى مصدر من مصادر الربح؛ لكن الواقع على الأرض مختلف تماما عما يدور ويتردد في وسائل الإعلام وعلى ألسنة المحللين السياسيين الذين يتحدثون انطلاقا من مواقف محددة ولا يعنيهم التحليل بقدر التطبيل وخلط الأوراق والدوران في مفرمة الحرب الدعائية العمياء.
فضلا عن مصالح الزعامات الحزبية. والأحلاف والتكتلات الإقليمية التي تدير هذه المحرقة
أو تنتفع منها؛ اما عن مسئولية أصاحب القرار، وبعض دول المنطقة وحكوماتها عن هذا التدهور والخراب، وهل كانت المؤامرة عليها اقوي منها، ام انها هي من ساعدت عليها وفتحت الطريق امامها. بسوء سياساتها وتخبط قراراتها وبفشلها في حل مشكلاتها وادارة ازماتها وتحمل مسئولياتها امام شعوبها.
فالأنظمة السياسية المستهترة والغارقة في الفساد السياسي بكل درجاته وأنواعه ومركباته وعناصره إلى مستوى الاحتكار عندنا، كما يقولون؛ هي التي تنتج لنا هذه الظواهر وتعمل على تضليلنا، وإغراقنا في الدماء والوحل والوهم والجهل والفقر، بل حتى الشعب لم يعد يخفى عليه ما يحدث..لكن السؤال يتمحور حول الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع فإذا كنا لا نستطيع التنبئ بالمستقبل فإننا قادرون على فهم الخلفية التاريخية والسياسية لهذا الواقع لكننا لا نجرأ على ذلك.!!كما أنني لا أقدم نصائح أو مواعظ لكيفية تناول أحداث المحرقة الحالية.
فهناك دائما إجراءات غير محسوبة وخطوات إجرامية، وقرارات كارثية، وهناك انتهاكات لأسباب مختلفة، وهناك أيضا أفراد ومجموعات مستفيدة أو لها وجهات نظر أخرى.. من الحشاشين، و الدجالين إلى الخباصين والبصاصين وخفيفي العقول؛ وظاهرة إنتاج هذه الفئات،تمتاز بها المجتمعات الفقيرة والجاهلة الجائعة، هي التي تنتج مثل هذه الشخصيات، سواء كانت هذه الشخصيات ثورية أو حزبية أو إجرامية. وهذا أمر مؤسف يكشف عن عطب متجذر في العقل المسؤل والرؤيا السياسية ثم إسقاط نوايا الفشل مع الأوهام على رأس الناس.
وبالتالي، فالموضوع ليس موضوع سياسة اومنع
وإخفاء، وليس موضوع معالجات سريعة ومتعجلة، وإنما هو.. من المطالب بوقف الهجوم الإرهابي الصهيوني المروع الذي احرق غزة على من فيها؟!فالمحرقة مستمرة و المرار مازال طافحا، فماذا أنتم فاعلون؟!