أمد/
القاهرة: قال سامح شكري وزير الخارجية، إنه يتوجب العمل على وقف إطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات ومنع التهجير وعدم اتخاذ إجراءات عسكرية في مدينة رفح نظرًا لاكتظاظها بالسكان.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الأحد، أنه يجب الإفراج عن الأسرى وكذلك المحتجزين الفلسطينيين.
وشدد على ضرورة استعادة مركز السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة كل من القطاع والضفة الغربية، وتمكين السلطة من للاضطلاع بذلك من خلال دعم الدول الإقليمية للتمكين من أداء هذه المهمة.
ونوه بأن هذا المسار يجب أن يتناول الحل الكامل لإقامة الدولة الفلسطينية وليس بوضع مسارات ومفاوضات لا نهائية كما حدث على مدى أكثر من 30 سنة.
وأضاف شكري، إن إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والعيش بسلام مع إسرائيل يوقف دائرة العنف والاستقطاب ، وأن هذا المسار يوقف نمو الإرهاب وكذلك العنف والعنف المتبادل.
وأشار شكري إلى توافق عربي أمريكي على هذه الرؤية، مشددا على ضرورة ترجمة ذلك إلى خطوات تنفيذية وهو ما يتم العمل عليه.
وأكّد شكري ضرورة إعفاء المدنيين في غزة من الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية، مع التعامل في نفس الوقت مع التداعيات المترتبة على الحرب.
وشدد شكري على ضرورة توفير الخدمات للشعب الفلسطيني في غزة ثم الانتقال إلى حل نهائي وحاسم للقضية.
من جانبه دعا الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، لإطلاق سراح جميع الرهائن فورًا وبدون مشروط، مشددا على ضرورة أن تنتهي المعاناة.
وأكد غوتيرش، أن الفلسطينيون في غزة يحتاجون بشدة إلى ما وعدوا به من طوفان من المساعدات وليس قطرات.
ولفت إلى أنه تم إحراز بعض التقدم، ولكن لا يزال هناك المزيد مما يتعين القيام به، لافتا إلى أن تحقيق ذلك يتطلب خطوات عملية للغاية بأن تزيل إسرائيل ما تبقى من العوائق والاختناقات أمام الإغاثة.
وشدد على أن الطريقة الوحيدة الفعالة لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر، مشيرا لضرورة أن تكون هناك زيادة هائلة في السلع، مجددا دعوته بوقفاً إنسانياً فورياً لإطلاق النار.
وأشار إلى أن الفظائع الحالية في غزة لا تخدم أحدا، ولها تأثيرها في جميع أنحاء العالم، مؤكدا أن الاعتداء اليومي على الكرامة الإنسانية للفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي، يتحدى القيم التي نعلنها باعتبارها عالمية، ويتحدى كذلك القانون الدولي والمبادئ الإنسانية الأساسية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تناول الإفطار مع اللاجئين الذين فروا من الصراع في السودان، موضحا أنه تأثر بشدة بقصصهم المفجعة عن المعاناة التي لا توصف والرحلات المحفوفة بالمخاطر وقدرتهم على الصمود الهائلة.
وأوضح غوتيريش أنه من المثير للغضب أن نرى الحرب مستمرة خلال شهر رمضان المبارك، على الرغم من النداءات العالمية.
ورد غوتيريش، على سؤال حول عدم تنفيذ قرار تعيين منسقة أممية للشئون الإنسانية في قطاع غزة، قائلا: "الانقسامات الجيوسياسية تصعب على مجلس الأمن اعتماد قرارات ذات معنى، مشيرًا إلى أن القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن لا يتم احترامها".
وأضاف غوتيريش، يوجد الكثير أمامنا فيما يتعلق بدخول مساعدات كبيرة في قطاع غزة ولذلك يجب احترام قرارات مجلس الأمن بشكل كامل.
وحول توجيه رسالة من القاهرة إلى العالم من أجل دعم وكالة الأونروا، قال غوتيريش: "بالنسبة إلى أونروا، فإننا نعمل بجد من أجل ضمان وجود دعم من المانحين لها وهذا هو العمود الفقري للمساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة، وفي الوقت نفسه كنا واضحين جدا وأجرينا تحقيقا ما زال جاريا لرصد أي مجال من مجالات عدم الالتزام ونريد أن تكون أونروا قائمة بشكل كامل على قيم هيئات الأمم المتحدة ونجري مراجعة من أجل تحسين قدرة أونروا واحترام قيم لاأمم المتحدة بشكل كامل، فهي تلعب دورا حيويا ويجب تقدير كل أفراد طاقم عملهم في غزة، فقد قتل الكثير منهم وهذا يجب أن يحظى باحترام الجميع".
كما أكد غوتيريش، أن أطفالا ونساء ورجالا، ما زالوا عالقين في كابوس لا ينتهي، موضحا "مجتمعات تُطمس، ومنازل تهدم، وعائلات وأجيال بأكملها يتم محوها فيما يطارد الجوع والمجاعة السكان"، مضيفا أن الناس في جميع أنحاء العالم تشعر بالغضب للفظائع التي نراها جميعا كل يوم أثناء حدوثها.
وأضاف غوتيريش، شهر رمضان هو وقت نشر قيم الرحمة والترابط والسلام. وقال إنه "أمر فظيع أن الفلسطينيين في غزة، بعد معاناة على مدى أشهر كثيرة، استقبلوا شهر رمضان والقنابل الإسرائيلية لا تزال تتساقط عليهم والرصاصات لا تزال تتطاير والمدفعية لا تزال تقصف، والمساعدات الإنسانية لا تزال تواجه عقبات تلو الأخرى".
وحذر غوتيريش أن توسع الهجوم سيؤدي إلى تدهور الوضع للمدنيين الفلسطينيين وللرهائن ولجميع سكان المنطقة.
وحث أمين عام الأمم المتحدة جميع الدول أعضاء المنظمة الأممية على دعم الجهود الأممية المنقذة للحياة التي تقودها وكالة الأونروا وهي العمود الفقري لجميع عمليات الإغاثة في غزة.
وشدد غوتيريش على أن الوقت قد حان للتدفق الواسع للمساعدات المنقذة للحياة إلى غزة. وقال إن الخيار واضح: إما زيادة المساعدات بشكل كبير أو المجاعة، ودعا إلى أن يكون الاختيار إلى جانب المساعدة والأمل والجانب الصحيح من التاريخ.
وأكد جوتيريش "لن استسلم، ويجب ألا نستسلم جميعا في فعل كل ما يمكن لتسود إنسانيتنا المشتركة في غزة وأنحاء العالم".