د. أيوب عثمان
أمد/ أما وقد طفح الكيل، ولم يعد أحد منا في أدنى حاجة إلى التعريف بما هو متداول من “أسعار” وكأننا في غابة لا ولي عليها..”أسعار” لا تدلل على أننا شعب متراحم يرحم أقوياؤه ضعفاءه,…..يأكل القوي فيه الضعيف, بل يلتهمه التهاما… “أسعار” يسوسها جنون خيالي واصل في الناس بطشه حتى أوشك ان يذهب منهم عقولهم فيدفعهم إلى الخروج عن كل ما كانوا به يلتزمون من قواعد وأصول طالما ان من بني جلدتنا من لا يرحمنا فيعيث في حياتنا فسادا وإفسادا ويخرب صمودنا. إنهم تجار الحروب ومقتنصو الفرص ومستغلو حاجات الناس وضوائقهم….أولئك الذين لم يجدوا حتى اللحظة من يأخذ على أيديهم فيؤدبهم ويردهم عن ضالتهم ليعيدهم إلى جادة الحق لصالح وطنهم وصمود شعبهم.
.
ألم يدرك الولي المسؤول حتى اللحظة خطورة ما هو حادث، الٱن، وسيظل يحدث إن ظل عن مسؤوليته غائب الحرص واليقظة مدبرا؟! ألم يدرك حتى اللحظة هول ما حدث ويحدث؟! أم أنه ينتظر أهوالا أخرى أكثر من أهوال هذه الفوضى التي تعصف بنا وتدمر مقدراتنا وإنجازات شعبنا أكثر من فعل الحرب فينا؟!
هل يريد الولي المسؤول أن ينتظر أكثر حتى يرى فقيرا يبطش بفقير يبيع البقدونس بالعِرق أو يزن عرق جرادة او نعنع او مرمية بالجرامات كأنه يزن الذهب؟!
وبعد، فلتعلم أيها المسؤول أن مخاطر الحرب شيء ومخاطر تصيد الناس في احتياجاتهم شيء أخر مختلف تماما، ذلك ان مخاطر الحرب يفهمها هذا الشعب ويجيد فهمها ويقدرها حق قدرها، غير أن المخاطر من تصيد الناس عبر الضغط عليهم في معيشتهم وأرزاقهم وفي متطلبات إطعام أطفالهم وكسائهم ودوائهم هي أكبر بكثير من مخاطر الحرب، بل أفظع منها وأجرم وأخطر.
أيها الولي المسؤول: افتح عينك وصوبها-دون أن ترمش- على واجبات ولايتك، ولا تقعد عن مسؤوليتك وتتركها-هكذا- تسير ضالة، دون ولاية مباشرة منك عليها، فغدا لن يرحمك، إنه سائلك عنها.
كن، إذن، على قدر المسؤولية والولاية، وإلا فإن عليك أن تخشى سوء الخاتمة إن نسيت أمر ربك أو تناسيته، إذ يقول، جل من قائل:
“وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم”
أو إن جهلت او تجاهلت قول نبيه الكريم سيدنا وزعيمنا ورائدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
★”كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
★”ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت، ولم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة”.
★”اللهم من ولي من أمر امتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به”.
اللهم إني عبدك الفقير إليك، هاأنذا قد بلغت، اللهم فاشهد.