أمد/ باتت هناك قضية ملحة تشكل عاملا كبيرا ضاغطا على مسيرة الاستقرار بالمنطقة ، وعقب فشل المفاوضات حول وقف إطلاق النار، ترددت أنباء كثيرة تفيد بأن إسرائيل تخطط لإعادة تجنيد جنود الاحتياط بالفعل في أبريل/نيسان المقبل، وهو ما تزامن معه تصعيدا في التصعيد التي يدلي بها الكثير من قادة الكيان الصهيوني ، فضلا عن العديد من الإشارات الأخرى التي توضح إن اجتياح رفح قادم قريبا جدا، وهو ما سيجعل العلاقات المصرية الإسرائيلية تحديدا على شفا طرق صعب.
والحاصل فإنه وخلال الساعات الماضية وصلت العلاقات المصرية الإسرائيلية إلى مفترق طرق صعب للغاية ، وهو المفترق الذي بات الوصول إليه حتميا في ظل :
1- الفشل المرحلي للمفاوضات التي أجرتها إسرائيل مع حركة حماس في قطر
2- إصرار نتنياهو “المعلن” على القيام بعملية عسكرية في رفح
3- بات من الواضح أن يد نتنياهو تعمل جديا على إفشال أي مفاوضات الآن من أجل الوصول إلى نقطة واحدة وهي القيام بعملية عسكرية في رفح .
4- وجود خلاف شخصي بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من جهة وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وهو الخلاف الذي تصاعد منذ عملية السابع من أكتوبر حتى الآن.
تحذيرات
وفي ظل كل هذه التطورات بات واضحا أن هناك هوة واضحة
في المواقف السياسية والأمنية بين قيادات الاستخبارات الإسرائيلية من جهة وبين مكتب نتنياهو من جهة أخرى ، وهو ما يتضح مع العلاقات الباردة بين تساحي هنغبي مستشار الأمن القومي الإسرائيلي وبين عدد من قيادات هذه الأجهزة.
فضلا عن تحذير بعض من القيادات السياسية من أن علاقات إسرائيل مع الكثير من دول العالم باتت تتأثر في ظل الطابع الشخصي الذي تتسم به السياسات الإسرائيلية الآن ، وطغيان سياسات ومواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عليها ، وهو الطغيان الذي لا يتوقف عند نتنياهو فقط ولكن أيضا يزداد ليتواصل مع شخصيات مثل وزير الأمن القومي بن غفير ، ووزير المالية سموتريتش .
ويشير تقدير موقف استراتيجي وضعه أحد الأجهزة الأمنية إلى وجود بعض من المعوقات الاستراتيجية التي تواجه عملية الجيش الإسرائيلي في رفح الآن ، هذه المعوقات تتجلى في النقاط التالية:
1- من الصعب الوصول لقيادات حماس وتحديدا يحيى السنوار ومحمد الضيف
2- في حال الوصول إليهم فإن حياة الأسرى ستكون مهددة
3- التفاوض يمثل الحل الواقعي الأنسب للأزمة الحالية والعملية الأمنية في رفح
من هنا تصاعدت دقة المشهد الاستراتيجي للأحداث ، خاصة مع الأزمة الحاصلة مع مصر التي ترفض تماما الدخول البري الإسرائيلي لمدينة رفح ، وهو الرفض الذي تتصاعد حساسيته الآن الرفض المصري التام لهذه العملية ، وتحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي منه في أكثر من مناسبة.
وتعقد الموقف أكثر مع التصريحات التي أدلى بها خرجت من دوائر مقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وهي الدوائر التي أعلنت صراحة عن إمكانية القيام بعملية عسكرية دون التنسيق مع المصريين.
دقة هذه التصريحات تأتي تزامنا مع تسريب دوائر إسرائيلية وأمنية لمعلومات مفادها :
1- أن هناك عدد من الثغرات تحت الأرض تسمح لحركة حماس الهروب من الرقابة المفروضة عليها الآن.
2- هذه الثغرات تسمح لحماس بالتحرك بصورة طبيعية بعيدا عن الرقابة
3- أن الدوائر الأمنية المصرية على علم بهذه النقاط
ورقة تقدير الموقف المشار إليها في السابق نبهت إلى أن الإسرائيليين أرسلوا هذه المعلومة إلى الولايات المتحدة ، التي أرسلتها إلى مصر ، وهو ما دفع بالقاهرة إلى الشعور بالاستياء .
عموما بات واضحا أن العلاقة بين مصر وإسرائيل ليست في أفضل حالاتها ، الأمر الذي يزيد من دقة الفترة الحالية في ظل التصعيد القادم في رفح ، وهو التصعيد الذي يمكن أن يعصف بالعلاقات المصرية م إسرائيل ويؤثر على عمودها الهش القائم الآن.