أمد/
باريس: عدّت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الاحتفالات العفوية واسعة النطاق في جميع أنحاء تركيا بعد فوز المعارضة بالانتخابات البلدية، بأنها تعكس الحالة المزاجية العامة.
وقالت الصحيفة إنه في تحول تاريخي للأحداث، وبعد أقل من عام من إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" لقيادة البلاد، وجهت تركيا ضربة انتخابية كبيرة للأغلبية الحاكمة في الانتخابات البلدية، التي أقيمت أمس الأحد 31 مارس/ أذار.
وبرز حزب المعارضة الرئيس "الشعب الجمهوري"، باعتباره الفائز الواضح في المساء، حيث حقق مكاسب كبيرة في العديد من المدن.
وقد صوتت المراكز الحضرية الخمسة الأكبر في البلاد، وهي إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، وبورصة، وأنطاليا، بأغلبية ساحقة لصالح "الشعب الجمهوري" الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك قبل أكثر من قرن من الزمان.
وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول الحالي، حقق فوزًا حاسمًا بأكثر من مليون صوت أكثر من خصمه، حيث حصل أوغلو على 51% من الأصوات مقارنة بـ 39%.
ولفتت إلى أن معاقل حزب العدالة والتنمية، مثل أوسكودار، وغازي عثمان باشا، وبيرم باشا، تحولت نحو المعارضة.
وأضافت أنه في إسطنبول وحدها، فاز حزب الشعب الجمهوري بستة وعشرين منطقة من أصل تسع وثلاثين منطقة، وهو إنجاز لم يسبق له مثيل منذ نصف قرن.
وأردفت: "كما حقق حزب الشعب الجمهوري مكاسب كبيرة في مناطق أخرى، حيث أسقط معاقل حزب العدالة والتنمية في منطقة البحر الأسود ووسط الأناضول، وحتى في أديامان، المدينة التي حكمها حزب العدالة والتنمية لفترة طويلة والتي تأثرت بشدة بزلزال عام 2013، حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري على تقدم كبير".
ووفق "لوموند"، فإن نتائج الانتخابات وضعت "الحركة الكمالية" باعتبارها القوة السياسية الرائدة في البلاد، حيث حصلت على 37.5% من الأصوات، متفوقة بفارق ضئيل على حزب العدالة والتنمية بنحو نقطتين مئويتين.
وأوضحت أن هذا النجاح يُعد ملحوظًا بالنظر إلى أن حزب الشعب الجمهوري بالكاد تجاوز نسبة 25% في العقدين الماضيين.
واعترف أردوغان بالنتيجة، وأنها تمثل "نقطة تحول" لمعسكره، معترفًا أيضًا بأنهم (حزبه) لم يحققوا النتائج المرجوة.
وترددت أصداء الدعوات المطالبة باستقالة أردوغان في ساريجازي، بينما أعلن عمدة المدينة المنتخب حديثًا سينم ديديتاس في أوسكودار، أن الناخبين "عاقبوا حزب العدالة والتنمية".
وشدد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، في خطابه على أهمية التصويت، مطالبًا أنصاره بالامتناع عن الانتقام. وسلط الضوء على التحالف المتنوع للحزب.
كما أشاد بالانتخابات باعتبارها الخطوة الأولى نحو الانتصارات المستقبلية.
وعلى الرغم من حذر المحللين، إلا أنهم فسروا النتائج على أنها إشارة واضحة إلى خيبة الأمل في التصويت لحزب العدالة والتنمية، ما أدى إلى نزوح جماعي لأعضاء الحزب.
وردد الصحفيون والمعلقون السياسيون على حد سواء الشعور بأن حزب الشعب الجمهوري، قد عزز هيمنته داخل معسكر المعارضة.
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة، إنه على الرغم من التحفظات الأولية، فمن الواضح أن الانتخابات البلدية في تركيا أعادت تشكيل المشهد السياسي؛ مما يشير إلى تحول في ديناميكيات السلطة تمهد الطريق للتطورات المستقبلية.