ألاء ماجد
أمد/ بات واضحا أن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، قد وصلت الى ما يمكن وصفه بـ”النهاية المفتوحة”، والذي يعد السيناريو الأخطر على قطاع غزة بل والقضية الفلسطينية برمتها، والذي بطبيعة الحال يطرب له نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة بهدف استحالة الحياة في قطاع غزة، فيما يعيش أهالي القطاع في ظل هذه النهاية الموحشة أزمة كبيرة في غلاء أسعار البضائع والمواد الغذائية، والذي وصلت فيه إلى أضعاف مضاعفة لم يكن يتخيلها المواطن الغزي حتى في أشد كوابيسه.
لكن تفاجأ أهالي القطاع بين ليلة وضحاها، بأن هذا الغلاء الموحش قد بدا يخف ويتراجع وان لم يصل الى ما كان سابقا، لكن شعر الناس بانخفاض الأسعار بشكل كبير وملموس، حتى وصل مثلا كيلو السكر من 85 شيكل الى 10 و 8 شيكل فقط، حتى بدا الجميع يتوجس من هذا التراجع والانخفاض في الأسعار ويتساءل: ما السبب وراء كل ذلك؟
اكتشفنا أن السبب وراء ذلك كله، هو أن حماس انتبهت مؤخرا الى الناس ومعاناتهم من تغول التجار عليهم، وبدأت أجهزتها الأمنية ووزارة الاقتصاد التابعة لها بملاحقة التجار لمنع الاحتكار، وهذا ما أكده قيادي في الحركة لقناة الجزيرة، الذي أعلن عن اتخاذ قرارات حاسمة بملفات الاقتصاد سعيا لمنع الاحتكار وغلاء الأسعار ومحاربة تجار الحروب، مبينا أن الخلايا الوطنية الحركية الفصائلية والشعبية قد عملت على معالجة الازمات الناجمة عن الحرب.
لكن، هل هذا الأمر يحتاج من حماس 6 أشهر حتى تنتبه لغول الأسعار وتوحش تجار الحروب؟ ألم يكن بوسعها أن تعالج الأمر منذ بداية الحرب؟ أم أن التجار أنفسهم تابعون للحركة ولم يكن بوسعها لجمهم إلا بعد أن شبعوا من مص دماء الشعب، وارتفع رصيد أرباحهم المغمسة بالدماء ومعاناة شعبنا في البنوك؟
لقد بدا للعالم والناس، أنه لا يوجد جوع في قطاع غزة، وأن حماس تهتم بسكان قطاع غزة من حيث المواد الغذائية وتساعد في توزيع المساعدات الواردة، إلا أن الحقيقة أنه مهما عملت حماس ووزارتها على تخفيض الأسعار، إلا أنه لم يعد بقدرة أبناء شعبنا النازحين الكادحين من رفح جنوبا الى بيت حانون شمالا، على شراء أي بضائع أو حتى لقمة يسدون بها جوع أبنائهم، لأنه بكل بساطة لم يعد لديهم أي أموال يشترون بها حتى لو كانت البضائع بشيكل واحد! للأسف هذا هو الواقع.
بالعودة الى “النهاية المفتوحة” للحرب على غزة، فإن تأخير كل شيء وتفعيل خاصية التسويف من جانب إسرائيل، سيجعل من الصعب تخيل أو توقع مشهد اليوم التالي للحرب، فكل الأطراف باتت أعلى الشجرة وكلا من حماس وإسرائيل يركبون شجرة مختلفة، حتى بدأنا نفكر بأننا سننتظر الرئيس الأمريكي القادم والمتوقع أن يكون “دونالد ترامب” حتى يحسم شكل اليوم التالي للحرب بغزة.
وليس بعيدا عن الأسعار وقضية اليوم التالي للحرب، فإننا وفي اليوم الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك الذي يعد “شهر الانتصارات”، والذي كانت ترتعد إسرائيل من قدومه، خشية من انتفاض الأمة وحدوث زلزال عربي واسلامي نصرة لغزة، إلا أن الشهر الفضيل قارب على الانتهاء باغتصاب نسائنا وبناتنا في مستشفى الشفاء، لكن دون أن تحرك الأمة ساكنا، لا أعلم هل العيب فينا أن في الأمة أم في التاريخ والأيدولوجيا التي تم اقناعنا بها عن صولة المعتصم؟
في خضم كل هذه القضايا السياسية والمعيشية والقتل والدمار، بات الموت أهون على المواطن الغزاوي مما يعيشه الآن، لأن الموت أهون من انتظاره.