أمد/ أقر مجلس الأمن عام 1967 القرار رقم 242 ، و في عام 1973 اصدر القرار رقم 338 واللذان ينصان على انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 وقيام دولة فلسطينية وفقا لقرار اقامة دولتين متجاورتين عام 1947 على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ، و سميت فيما بعد بحدود الرابع من حزيران 1967 ، غير ان اسرائيل قابلت تلك القرارات بالرفض و التعنت و لم تنفذ اي منها .
عل اساس القرارات السابقة و في العام 1974 أقر المجلس الوطني الفلسطيني الحل المرحلي و ما عرف في حينه ببرنامج النقاط العشر التي كان أهمها ان اعلان الدولة الفلسطينية لم يعد مرهوناً بتحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر الى البحر ، بل بقيامها على اي جزء محرر من الأرض الفلسطينية .
وفقا للحل المرحلي أعلن قيام دولة فلسطينية عام 1988 بعد اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر استنادا لقرارات مجلس الأمن 242 ، 338 ، غير ان اسرائيل و كعادتها لم تكترث و قابلت اعلان الدولة الفلسطينية بالرفض ، ثم تلى ذلك اتفاقية اوسلو عام 1993 و اعلان المبادئ ، على ان تقام الدولة الفلسطينية بعد وجود السلطة الفلسطينية على ارض الوطن بخمسة أعوام ، غير أنه لم يحدث شيئا من هذا القبيل ايضا ، واستمرت رحلة عرفات في النضال من أجل نيل دولة فلسطينية الى ان استشهد في العام 2004 ، ثم تقلد عباس وفريقه مقاليد الحكم وبدأ النهج التفريطي الى يومنا هذا .
“ما نيل المطالب بالتمني” فقد ناضل الفلسطينيون وبذلوا الدماء منذ انطلاق الثورة الفلسطينية بقيادة الشهيد ياسر عرفات في سبيل ان يكون لهم وجود على الخارطة السياسية الدولية و الوطنية، وصولا الى اتفاقية اوسلو ووجود السلطة الفلسطينية على اجزاء من الاراضي المحتلة عام 67 .
“لذلك لم يكن يتصور عاقل ان تمنح اسرائيل محمود عباس دولة فلسطينية ذات سيادة لمجرد أنه تبنى سياسة الانبطاح والتفريط ، فالحقوق لا تمنح الا بالبذل و الدماء !”
حرب ” السابع من اكتوبر” و الضحايا و الدماء التي بذلت افسحت المجال بقوة امام تحقيق حلم اعلان الدولة الفلسطينية كاملة السيادة حتى وان كانت منزوعة السلاح ، و ازدادت فرص اعتراف دول العالم بتلك الدولة ، حيث اعلنت العديد من دول العالم بحثها الاعتراف بدولة فلسطينية رغما عن الموقف الاسرائيلي الرافض قطعا الاعتراف بدولة فلسطينية او قيامها على اراضي 1967 .
“لو كان اعتراف دول العالم بدولة فلسطينية هو الانجاز الوحيد لحرب السابع من اكتوبر فقد ربحنا المعركة ” .
القضية الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة بحاجة الى فن إدارة وتخطيط أكثر من أي شيء أخر فالفرصة موجودة و الظروف مواتية لتحقيق المكاسب ، لا يجب اغفال اي من الجهود ، فالجهود العسكرية و المقاومة تلتقي في نهاية المطاف مع الجهود السياسية لتحقيق المكاسب المنشودة .
والظروف قد مهدت بالفعل لتحقيق نصر سياسي على الاحتلال و كانت اولى مؤشرات هذا النصر اعلان الاتحاد الاوروبي موافقته في بداية الأزمة على عقد مؤتمر دولي للسلام بعد ان انطلقت حرب السابع من اكتوبر ، وهذا المؤتمر سيكون ارضا خصبة لطرح فكرة الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل العالم أجمع ووضع اسرائيل في مأزق حقيقي أمام دول العالم .
و حتى قيام هذا المؤتمر لا يجب ان تتوقف اذرع المقاومة المسلحة عن قتال اسرائيل حتى تحقق اكبر ضغط ممكن على الكيان المحتل ، ضغط دولي و سياسي و عسكري ، حتى نحقق قيام دولتنا الفلسطينية .