أمد/ غزة- صافيناز اللوح – محمد الخطيب: لم تكن الحرب وحدها السيف الذي تسلط على رقاب الغزيين، أو حتى تلك المطرقة التي دقت أبوابهم بلا ميعاد أو استئذان ولكن؛ هي كغيرها في كل فترة زمنية يشن الاحتلال الإسرائيلي إرهابه ويرمي أطناناً من القنابل علي سكان القطاع، بل زادت البنوك وأصحاب مكاتب الصرافة معاناة سكانه بأضعاف مضاعفة وبلا رحمة.
بنوك غزة.. الحرب الثانية التي فرضت على الغزيين، ليست وحدها أيضاً بل مكاتب الحوالات المالية التي باتت هي الأخرى العبئ الأكبر من الحرب العدوانية التي يشنها جيش الاحتلال، أرهقت الغزيين وزادت من أثقال أحمالهم التي ما عادوا يحتملونها.
أمام بنك فلسطين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وقفنا لنتحدث مع الموظفين المتكدسين فوق بعضهم، وسط شجارات متكررة وأصوات مرتفعة واعتداءات أيضاً بالأدوات الحادة، هذا كله يأتي في ظل الحرب العدوانية التي يستمر فيها جيش الاحتلال ويواصل قصفه العنيف بالطائرات والمدفعية على قطاع غزة.
سيولة البنوك معدومة
أحمد الشندولي الذي يصطف في طوابير الموظفين أو ممن يريدون سحب أموالهم من حساباتهم الشخصية، تحدث مع “أمد للإعلام” قائلاً: “للشهر الثاني لا نعثر على أموال في البنوك تحت بند لا يوجد سيولة.
وأكد أحمد، أنّ السماسرة والتجار يرسلون شبان يحملون آلات حادة ويقومون بسحب الأموال بدفع (50-100) شيكل عن طريق بطاقة الصراف الآلي الخاصة بنا.
وحول سبب الأزمة شدد أحمد عبر “أمد”، أنّ الحرب هي السبب الأول لهذه الأزمة، فكل موظف يريد أمواله حتى يستطيع تدبير قوت يوم أطفاله.
غابة والمواطن الضحية فيها
لم يعد خفياً أنّ غزة أصبحت غابة في هذه الحرب العدوانية، فالقوي من يتمسك بالقرار على أرض الواقع، وأما عن المافيات التي انتشرت فعليا بين أوساط الناس سواء السارق أو القاتل أو من استرد ثأره… إلخ.
وفي السياق ذاته قال الموظف أحمد، أنّ البنك هو أكبر مساهم في معاناة الغزيين خاصة أنّ صراف واحد فقط يعمل في وسط قطاع غزة وآخر في رفح، وهذا لا يكفي الموظفين في المنطقتين خاصة في ظل تكدس النازحين بسبب الحرب العدوانية.
“التجار من جهة والبنوك من جهة والعالم كله ضدنا”، بهذه الجملة ختم أحمد حديثه مع “أمد”.
وشدد، كل الأزمة من البنوك، يقوم الصراف بإعطاءنا رواتبنا إما دولار أو دينار، ولا يوجد شيكل لنتمكن من شراء م نحتاجه لعائلتنا في ظل المأساة التي يعيشونها
ومن جهته تحدث الموظف “حسام خضر” مع “أمد”، عن معاناته مع أزمة السيولة المالية في البنوك والصرافات.
وبدأ خضر حديثه معنا قائلا: “هذه أزمة ما إلها لازمة”، مضيفاً أنّ البنوك تتعمد أن تزيد ثقل حمل وكاهل النازحين الذين يحاولون من الراتب إلى الراتب تدبير أمورهم في ظل هذه الحرب.
وتساءل حضر عبر “أمد”، لماذا هذا الاحتكار من بنك فلسطين بالذات، ألا يوجد بنوك أخرى وطنية تعطينا رواتبنا بكرامة واحترام.
كما تساءل أيضاً، لماذا بنك فلسطين وحده يعمل هذا بالموظفين ويقل من احترامهم، أصبح أصغر موظف في السلطة الفلسطينية 40 عاماً.
وعن أبو محمد الذي وقف في طوابير المواطنين أمام أحد مكاتب الحوالات المالية، وهو مرهق ويحمل بيده ظرفاً به زجاجة ماء صغيرة وكسرة خبز، حتى يستطيع كسر صيامه بعد يومٍ طويل وهو يتواجد ليحصل على مبلغ مالي من حوالته المالية التي أرسلها له نجله في بلد أجنبية.
وقال لـ”أمد”، إنّ مكتب الصرافة كان يأخذ نسبة ٦% على كل 100 شيكل، وارتفعت اليوم لتصل إلى 20%، فأصبحنا نستلم نحن العملة وهم يستلمون عنا الحوالات المرسلة إلينا.
الحوالة لصاحب المكتب والعمولة لصالحب الحوالة
عبر سوشيال ميديا كتب رواده استهزاءهم عمّا يفعله أصحاب مكاتب الحوالات المالية والبنوك، والذين أصبحوا أكثر ارهاقاً للغزيين.
وكتب الرواد عبر “فيسبوك وتويتر”، “مكاتب الصرافة ل قدام حيصيرو يعطوا الناس العمولة ويوخدو الفلوس”