غازي فخري مرار
أمد/ لا يعني هذا ان نتجاهل ما يدور من مواجهة لهذا العدو الاجرامي الذي ما زال يصعد في حرب الابادة لاطفالنا وشعبنا في قطاع غزه , وما يقوم به من اقتحامات لقرانا ومدننا في الضفة الغربية وينتهك ويقتحم قدسنا ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية . فشعبنا الذي امن بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا لشعبنا الفلسطيني فهذه احدى الثوابت التي لن يتخلى عنها شعبنا , وحينما طلب الرئيس جمال عبد الناصر من الاستاذ احمد الشقيري ان يجري اتصالا مع التجمعات الفلسطينية في الوطن والشتات من اجل اقامة الكيان الفلسطيني , كان يدرك اهمية ايجاد كيان فلسطيني , يتولى شؤن شعبنا ويكون اداة تحقق الوحدة الوطنية بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية التي تؤمن بتحرير فلسطين من البحر الى النهر , وايدت مصر بقيادة عبد الناصر منظمة التحرير الفلسطينية , ووقفت الى جانب قيادتها ومجلسها الوطني الذي انعقد في القدس في 28 مايو عام 1964 . ومثل مصر وقائدها في المجلس الوطني الاول الاخ حسن صبري الخولي ممثلا عن الرئيس عبد الناصر . ودعمت مصر مؤسسات المنظمة في الثقافة والتعليم والسياسة كما دعمت جيش التحرير الوطني الفلسطيني , والصندوق القومي الفلسطيني , ووقفت الى جانب المنظمة في كافة مؤتمرات القمة العربية التي انعقدت منذ ذلك التاريخ حتى الان . واصبحت منظمة التحرير الفلسطينية لكل فلسطيني في الوطن والشتات , وبقيت المنظمة كذلك بميثاقها وانظمتها ومؤسساتها حتى تم ابرام اتفاق اوسلو الذي اعترفت بموجبه القيادة الفلسطينية بدولة فلسطين مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية , وجرى ما جرى من خدعة صهيونية امريكية وخدم هذا الاتفاق العدو الصهيوني , سواء بحذف الكفاح المسلح من الميثاق القومي الفلسطيني في المجلس الوطني الذي انعقد في غزه وحضره الرئيس الامريكي كلينتون , وفرض التنسيق الامني على السلطة الوطنية الفلسطينية لحماية امن اسرائيل ومنع خيار المقاومة بكل اشكالها , ومن هنا بدا الانقسام بين القوى الفلسطينية وعدد من الفصائل وبين القيادة الفلسطينية التي سيطرت على منظمة التحرير وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية , ولم نحقق من اتفاق اوسلو اية اهداف سوى عودة بضعة الاف من ابناء شعبنا الى الوطن , لكن بموجب ذلك فقدنا الوحدة الوطنية وفتحنا المجال باعترافنا بدولة الكيان الى اعتراف مئات الدول في العالم بالكيان الصهيوني خاصة في افريقيا واسيا واوروبا وامريكا اللاتينية , وما زلنا نعاني من هذا الاعتراف حتى الان . وقامت حماس بانقلابها عام 2007 بانقلابها الذي استخدمته مبررا للسيطرة على قطاع غزه واصبح لدينا سلطتين وقيادتين احداهما في غزه والاخرى في الضفة المحتله ,
ان شعبنا الفلسطيني يؤمن بان منظمة التحرير تمثل الكيان الفلسطيني , بكل عناصره ومؤسساته المجتمعية ويعتبرها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا , وهذا لا يتعارض مع خيار المقاومة المسلحة التي طالب بها شعبنا عبر السنوات من اوسلو حتى 7 اكتوبر 2023 . والايمان بالمقاومة التي حققت انتصارا تاريخيا بهذا العدو لن يتخلى عنها شعبنا فقد اصبحت بعد ان نقلت القضية الفلسطينية نقلة نوعية على المستويات المحلية والدولية واوقعت الخسائر الفادحة في هذا العدو عسكريا واقتصاديا وسياسيا ومعنويا , اصبحت تشكل ثابتا من ثوابتنا الوطنية والقومية , وحتى تبقى المنظمة الكيان النضالي لشعبنا واداة للوحدة الوطنية والتحرير , لا بد ان نعيد بناءها من جديد :
اولا :- اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني ما امكن في اماكن تواجد شعبنا في الوطن والشتات وصولا الى لجنة تنفيذية منتخبة من هذا المجلس تمثل قياددة الشعب الفلسطيني , ومديرا للصندوق القومي الفلسطيني مسؤل عن ميزانية المنظمة والسلطة , وانتخاب رئيس لمنظمة التحرير من المجلس الوطني . ومشاركة الفصائل الفلسطينية في هذا المجلس بحيث يكون المجلس صاحب القرار في الحرب والسلم كما كان قبل اوسلو . وفق برنامج وطني تكون المقاومة اهم خياراته .
ثانيا :- لا بد من فصل منظمة التحرير الفلسطينية عن السلطة الفلسطينية وان تكون منظمة التحرير هي القيادة السياسية الجامعة للفصائل المقاومة . اما السلطة فهي المسؤلة عن الشؤن الاجتماعية والثقافية والتعليمية والصحة وغيرها ولا شان لها بالعمل السياسي , وتتبع السلطة حكومة واحدة لقطاع غزة والضفة الغربية وتضم عناصر على مستوى من الكفاءة والتكنوقراط لتدير المرحلة القادمة بعد العدوان على قطاع غزه . اعتقد ان شعبنا حريص في المرحلة القادمة على ان تتولى العمل الوطني عناصر على مستوى من الكفاءة والشفافية بعيدا عن الحسابات الخاصة وان تحكمها الشفافية بعد بحر الدماء الذي قدمه شعبنا في معركة التحرير الاخيره . الرحلة امامنا ما زالت تتطلب التضحية والبناء لننهي هذا الاحتلال في ظل منظمة التحرير والوحدة الوطنية لنقيم الدولة الفلسطينية التي يحترمها العالم كما احترم ووقف مع حقوق شعبنا ومقاومتنا . تحية لارواح الشهداء والحرية لاسرانا البواسل والشفاء لجرحانا والنصر للمقاومة .