راسم عبيدات
أمد/ صاحبة فكرة الحرب على شعبنا الفلسطيني، وهي من تقود هذه الحرب مباشرة على شعبنا في قطاع غزة عسكرياً وامنياً،فبعد اندلاع معركة 7 اكتوبر الإستباقية مباشرة وصل اركان الإدارة الأمريكية وجنرالاتها الى تل ابيب،واعلنوا توليهم مقود قيادة هذه الحرب،وصادروا قرار مجلس الحرب المصغر ” الإسرائيلي”،تحت شعار “الأمن القومي الأمريكي”..وعملوا على تسيير جسر جوي وبحري كبيرين لنقل السلاح الى “اسرائيل” ودعم مالي غير مسبوق،وشبكة امان قانونية وسياسية في المؤسسات الدولية،تمنع حتى بالتلميح او التصريح بتوجيه اي انتقاد او لوم الى “اسرائيل” بسبب حربها الوحشية على قطاع غزة،ومنعت تمرير اي قرارات تطالب حتى بوقف إطلاق النار لدواعي إنسانية في القطاع اكثر من مرة،حتى البيانات الرئاسية لمجلس الأمن على خلفية المجازر التي ارتكبتها ” اسرائيل” في القطاع غير الملزمة عطلتها…وابعد من ذلك تحت الضغوط الدولية وتغيرات اتجاهات الرأي العام العالمي ومنه الأمريكي ….وتزايد عزلة “اسرائيل” دولياً على الصعد السياسية والإقتصادية والتي وصلت الى حد المطالبة بفرض عقوبات على تصدير السلاح اليها،على خلفية حربها “المتغولة و”المتوحشة”،والتي اتهمت فيها من قبل دولة جنوب افريقيا والعديد من دول العالم بإرتكاب إبادة جماعية واستخدام التجويع كسلاح…وظلت أمريكا تبيع الوهم والكذب والخداع لقيادة فلسطينية غارقة في الوهم ومنفصلة عن الواقع،وفي غيبوبة سياسية،يبدو بأنها لن تستفيق منها بدون هزات كبيرة،عن اسطوانة ما يعرف بحل الدولتين المشروخة،وفي الأمم المتحدة رفضت اي تصويت يعترف بالدولة الفلسطينية،وقالت بأن هذه الدولة الفلسطينية يجب ان تكون بموافقة ” اسرائيل” ومفصلة على مقاساتها،وفي حالة التصويت والموافقة على ذلك، فإنها ستوقف تمويلها للأمم المتحدة، وهذا يؤكد لكل الواهمين في الساحة الفلسطينية والعربية المنفصلين عن الواقع والغارقين في الوهم عن مصداقية “أمهم” أمريكا،وعمي البصر والبصيرة،وخاصة ما يعرف بالسداسية العربية ومعهم تركيا،والذين طلب منهم بلينكن في جولاته المتكررة الى المنطقة بعد معركة 7 اكتوبر الإنضباط الى الإستراتيجية الأمريكية،وتشكيل شبكة امان لدولة الإحتلال …..وحتى في صفقة تبادل الأسرى وشروط وقف إطلاق النار المفخخة التي تطرحها امريكا منسجمة ومتماهية تماماً مع الموقف والمطالب ” الإسرائيلية،ما تريده فقط ما ورد في اتفاقيتي باريس الرباعيتين الأمنيتين، “مقايضة ورقة الأٍسرى بتوسيع إدخال المساعدات الإنسانية غذائية وطبية” …..وتجاهل بقية المطالب الأخرى من وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب “اسرائيلي” شامل وعودة النازحين الى الشمال واجراء صفقة تبادل أسرى حقيقية تلبي مواقف المقاومة الفلسطينية….ومن بعد قيام “اسرائيل” بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق وقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني،وفي المقدمة منهم الجنرال محمد رضا زاهدي، القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني،تلك القنصلية التي يفترض بأنها ارض سيادية ايرانية،وهي محمية وفق اتفاقية فيينا الدولية،فأمريكا المشاركة في هذه العملية والتي حاولت التنصل منها،لم تقم بإدانة لها،فالقانون الدولي والدولي الإنساني، لا يجب ان يشمل ” اسرائيل”،ومقياس القانون الدولي بالعرف الأمريكي هو ” اسرائيل”،وايران قالت على لسان قادتها بمختلف توصيفاتهم ورتبهم عسكريين وسياسيين وأمنيين،وعلى لسان مرجعها الديني والعسكري الأعلى الإمام على خامينائي،بأن ايران سترد على هذه العملية،وأن ” اسرائيل” ستندم على فعلتها،وأمريكا طلبت من ايران عدم الرد وان لا تعمل على توسيع الصراع في المنطقة،وعليها ان تمتص الضربة “الإسرائيلية”،وايران قضية الرد عندها حسمت واقتربت، ويبقى السؤال الان،هل سيجري الرد مباشرة من ايران او عبر رد منسق بين طهران وحلفائها في المنطقة او رد في الخارج على أهداف ” اسرائيلية”،والرد الإيراني مرتبط بالكرامة الوطنية والسيادة والردع،وإن تأخر هذا الرد،فهو كان متعلق ومتسابق زمنيا مع تقوم به أمريكا من إدارة واشراف مباشر على مفاوضات القاهرة حول إنجاز صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار وانسحاب ” اسرائيلي” شامل من القطاع،ولذلك كانت تعمل على تأخير ردها وتأجيلة او حتى الغائه، اذا ما جرى اتفاق على وقف العدوان ” الإسرائيلي”،والإستجابة الى اغلب شروط المقاومة الفلسطينية،ولكن عندما شعرت طهران بأن واشنطن فقط ما يعنيها،المطالب ” الإسرائيلية”،وكبند وحيد استعادة الأسرى، فيبدو بأن ردها بات قريب جداً ،فهناك مناورات عسكرية ايرانية واسعة،والغاء شركات طيران عالمية لرحلاتها الى طهران،ورغم حذف وكالة” مير” الإيرانية للمنشور على صفحتها الرسمية،ونفيها لنشر هذا الخبر، بإغلاق شامل للمجال الجوي الإيراني،ولكن كل المعطيات والدلائل،تؤشر الى ان الرد الإيراني واقع،وهو سيستهدف اهداف ” عسكرية واستراتيجية ” اسرائيلية” مباشرة من ايران بصواريخ باليستية بعيدة المدى وعالية الدقة وطائرات مسيرة إنقضاضية من طراز “شاهد 149″،والتي وجهت ضربات قاصمة للدبابات والآليات والقوات الأوكرانية من خلال بيعها لروسيا واستخدامها من قبلها.
الجبهة الداخلية ” الإسرائيلية” والقيادتين العسكرية والأمنية “الإسرائيلية” في حالة ترقب وقلق وإرباك وإستنفار،حيث التعليمات صدرت بوقف الإجازات للجيش،وجرى نصب ونقل المزيد من منصات وبطاريات الدفاع الجوي والصواريخ الإعتراضية الى المنطقتين الشرقية والشمالية ،وشهدت “اسرائيل” حالة تهافت غير مسبوقة لسحب النقود من ماكنات الصرف الألي البنكية،بحيث نفذت من تلك الماكنات،وكذلك عمليات شراء المواد التموينية والمياه وتخزينها،أدت الى نفاذ تلك المواد من رفوف المحلات و”المولات” التجارية ،وأيضاً نفذت المولدات الكهربائية من نقاط البيع،والخوف من انهيار شبكة الإتصالات،دفع السكان الى شراء هواتف نقالة تعمل عبر الأقمار الصناعية،وحالة الهلع والخوف،دفعت بالناطق العسكري “الإسرائيلي” لمخاطبة الجمهور مباشرة،والطلب منهم بعدم الإسراف في سحب النقود من الصرافات الألية وتقنين عملية تخزين المواد الغذائية،وعدم إثارة حالة من الهلع والخوف .
حسب ما تقول المواقع العبرية،فإن الرد الإيراني سيكون مباشرة من طهران وبقصف صاروخي كبير،وبمسيرات انقضاضية بأعداك كبيرة،وعلى خلفية ذلك قائد الجيوش المركزية الأمريكية اريك كوريلا سيزور تل ابيب قريباً جداً وسيلتقي قادتها العسكريين والسياسيين، للتنسيق في الرد المشترك على التهديدات الإيرانية والرد المتوقع من قبل طهران،حيث أمريكا تقول بأنها ستشارك في التصدي للرد الإيراني،إما بالهجوم مباشرة على منشأت ومواقع وبنية نووية ايرانية،أو قواعد ومنصات إطلاق الصواريخ، أو القيام بإعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية من خلال القواعد الأمريكية المتواجدة في دول الخليج والعراق وتركيا والأردن ….وكذلك غير مستبعد مشاركة بريطانية وفرنسية والمانية عبر عمليات لوجستية وإستخبارية .
المنطقة والإقليم ستقف أمام تطورات كبرى،فيبدو بأن التفاوض على صفيح ساخن بين ايران وامريكا قد نفذ وقته،وكذلك سياسية اللعب على حافة الهاوية،يبدو بأنها ستصل الى حد الهاوية والمواجهة الكبرى،اذا ما خرج الرد على الرد الإيراني عن السيطرة،وفتح الأفاق نحو تحرج الأمور الى حرب إقليمية شاملة، والأيام القريبة القادمة ستحدد الوجهة والإتجاه،بحرب محدودة او حرب شاملة،تأكل الأخضر واليابس.