فراس ياغي
أمد/ ما قبل الذهاب للنوم
سألني صديق، هل تعتقد أن حجم الرد الإيراني على دولة الكيان سيكون رادع؟
أجبته وصديقي إستغرب طبيعة ردي
قلت: لم يخطر في بالي لا حجم ولا نوعية الرد، بقدر ما خطر في بالي مسألتين:
الاولى: أين سيكون الرد “مكانه” وهو الشيء المهم، فإذا كان موجه إلى أرض الكيان، نعم سيكون رادع، أو سيكون شرارة تشعل كل الإقليم
الثانية: ما هي ردة فعل الكيان وهو الشيء الأهم، فهل سيبتلعها ويصمت وهنا يتحقق الردع، أم سيرد على الرد ليكون رده تلك الشرارة التي تأخذ المنطقة ككل في حرب إقليمية لا احد يريدها سوى “نتنياهو” الذي يبحث عن توريط “الأمريكي” في الصراع معه لتحقيق حلمه في توجيه ضربة إلى إيران والمواقع النووية فيها، إضافة إلى جنرالات إسرائيل المثخونين جراحات عميقة بفعل غزوة السابع من أكتوبر/تشرين
لذلك غير مهم طبيعة وحجم الرد، وإنما مكانه وتداعياته الإسرائيلية، فإسرائيل إجتاحت لبنان واحتلت بيروت لأجل إغتيال دبلوماسي، والعراق تم غزوها بخداع السفيرة الأمريكية آنذاك، عندما طمأنته بأن الكويت شأن عربي وليس أمريكي
هنا تكمن النوايا والخطط المرسومة مسبقا، والساعات القادمة ستجيب على السؤال المهم
هل كان إستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق لجلب رد إيراني ومهما كانت طبيعته لجر واشنطن للمعركة ام ان ذلك تم وفقا لخطة امريكية بالاساس لتوجيه ضربة إلى طهران
قبل غزوة السابع من أكتوبر/تشرين بشهرين او ثلاثة، كان هناك حلقة نقاش في فضائية الميادين حول السبب في تعيين “هيرتسي هاليفي” قائدا لِ هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، يومها لم أتردد في القول، وأشرت بأن طبيعة تخصصه في الهجوم الإستراتيجي العسكري توحي بأن التعيين جاء للقيام بتوجيه ضربة إلى المواقع النووية في إيران، وأن هذا سوف يتم خلال ولايته الممتدة لأربع سنوات، ولكن وكما يبدو عملية أكتوبر/تشرين عجلت في التوجهات التي كانت ترسم للمنطقة.