سنا كجك
أمد/ أكتب إليك كلمات ليست كسائر الكلمات من الرسائل التي وصلتك لتعزي وتبارك بشهادة الأعزاء “أقمار عيدنا”…
حروفي الممزوجة بالوجع والألم والأنين… أو تدري لقد امتشقت “سيف قلمي” لأجلك؟
والله… لأخط رسالتي لك المفعمة بالتبريكات بعد أن “أغمدته” لشهور عدة في قلبي الحزين….
لربما أعتقد عدونا أنه هزمني وبت أخافه!
– لا قدر الله-
فالخوف ليس من شيمنا ….
وكما علمت عني وقرأت مقالاتي فإن قلمي سُـمي “بالمقاوم” العنيد ذو البأس …حبره استفز وتحدى وأذل جيش “النخبة” الذي قُهر تحت أقدام كل مجاهد من “كتائب القسام”…
إن التقيتك ربما يوما” ستشعر بحزني “النبيل” يا صاحب القلب الطاهر الذي توضأ بماء الطهر والنقاء …
أكتب من أعماق قلبي وأملي بالله كبير بأن رسالتي “الموجوعة” كوجعك يا قائد الصبر العظيم ستصلك…
وإن وصلت تمعن ما بين سطورها….
سأهديك عطر كلماتي التي تحررت من “البروتوكولات”
الصحفية وكلام الانشاء
أناجيك كإبنتك أو كأختك الصغرى….
هل تذكرني؟ لقد لقبتك “بالقائد الكنعاني” …
الصحفية ابنة الأرز الشامخ التي لُـقبت بالثائرة…
كان لي شرف اللقاء بك يا أبا الشهداء في مهرجان لحركة حماس بمدينة “صيدا” عاصمة المقاومة…
قلمي “المقاوم ” يشرفه أن يبارك لكم يا سيد القادة وتاج رؤوسنا بشهادة الأبناء والأحفاد الذين اختارهم الله واصطفاهم ليكرمهم في جنان الخلد باليوم المبارك عيد الفطر السعيد وسط تكبيرات العيد
“الله أكبر “…
وملائكته ما زالت تطوف بين الأرض والسماء لتزف أولادك الأبرار في مواكب الأعراس إلى الجنة…
كم يحبك الله لقد أعزك باستشهادهم فوق عزتك…
دعني يا أبا الأقمار الشبيهة بهيئة نبي الله يوسف أخاطبك بفخر واعتزاز:
يليق بكم هذا الوسام بمرتبة الايمان والاخلاص الكلي لله …
هنيئا” “لأقمارك” بالشهادة المباركة التي أعزت الأمة…
أمتنا الغائبة والمغيبة عن مشاهد الدماء التي تسيل من عروق أحبتنا وأعزتنا في غزة العزة…
لهم الله يا سيد الصبر “الأنيق” والوجع المغلف بالطمأنينة…
تنساب كلماتي من القلب وإلى القلب…
فأنا قلبي صدقا” موجوع كما قلبك أيها القائد الكنعاني..
أشعر وأتلمس عمق الحزن الذي يختزن بين العيون الذابلة التي تسهر لأجل عزة فلسطين وكرامة شعبها ..
لقد أدهشتنا بصبرك..وحكمتك…
وايمانك …ما كل هذا الصبر يا سيد القادة؟؟
ما كل هذه النورانية التي زينت محياك لحظة ابلاغك بخبر استشهاد أحبة القلب والفؤاد؟
لم تهمس إلا:
“الله يسهل عليهم ولا حول ولا قوه إلا بالله”..
فهل أنت حقا” من البشر العاديين؟
أم أنك مُزجت بنوع من أنواع الملائكة؟
كيف احتمل قلبك الصغير يا “أبونا” هذا المصاب الجلل؟
اسمح لي أن اناديك “أبونا” باللهجة الفلسطينية المحببة إلى قلبي …
الشهداء أحياء عند ربهم …
إنما لوعة الفراق مؤلمة أيها الأب العطوف… والجد الحنون… والقائد المناضل الذي يتحدى ويواجه عواصم العالم أجمع لينصر وينتصر لشعبه….
آلمنا الوداع البعيد “لأقمار العيد” الذين ودعتهم بحرقة وبألم مدفون بين الضلوع …
دع عنك الألم الكبير الذي يُغلف صدرك واهدنا اياه…
دع عنك مرارة الفقد وهات لنا..
أنا شخصيا” تذوقتها يا قائد الوعد الصادق
لله كم هي مؤلمة ؟
تشعر أن قلبك يخفق بشدة ليلامس توقفه عن النبض مع كل ذكرى… وكل مشهد… يذكرك بمن تحب..
أيا حبيبنا..وحبيب كل شهيد ارتوت بدمائه الطاهرة تراب فلسطين…
ويا أمل كل مقاوم تطهرت أرض غزة من لمسة أقدامه الشريفة ..
يا “أبونا” ..
يا من أسبغت على هذه الأمة بركات الايمان والنزاهة…
يا من رفعت كفيك إلى السماء وهمست:
خذ يا رب حتى ترضى فأنزل الله محبتك في قلوب عباده ليكلل مسيرتك النضالية بالمجد والاباء…
يا قوة الله ..!!
كيف احتملت والنبأ العظيم زُف اليك وأنت بين أحضان الجرحى الشرفاء تبلسم جراحهم بابتسامتك وكلامك المتواضع؟
تنشق عبير “صدقي” بسطوري البريئة…فأنا سيدة الأحزان كما أنت سيد الصبر…أتيت لأواسيك مثلما تفتخر كل امرأة فلسطينية أو لبنانية بتقديم المواساة…
يا قائد الأحرار …
وجب على كل دولة أن تقتدي بك وبمدرستك في التضحية والنضال…
من أبقى أفراد عائلته تحت القصف والدمار والحصار والجوع وباستطاعته أن يؤمن لهم المغادرة ولم يفعل
يجب أن يقود الأمة العربية علها تعود لرشدها!!
ولكنها أعلنت الحداد الوطني واتشحت “بالخذلان والخنوع” منذ غزو غزة!
بعد اليوم …نعدك بأننا
لن نسمح لأصحاب البطون المتخمة بالمأكولات الغريبة والمشروبات العجيبة!
ولا لوسائل اعلامهم بالتطاول على قادة وأبناء المقاومة!
بعد اليوم …لن نسمح لهم بالافتراءات والتجني عليكم سنهاجمهم كأشرس ما يكون الهجوم!
سنكون كالطوفان الهادر ونفضح أعمالهم المشبوهة على الملأ!!
بعد اليوم… لن نرتضي بأن تُستباح كرامة أي مقاوم منكم أيا” تكن رتبته الجهادية- سياسية أم عسكرية!
سنحاربهم بأقلامنا وبمواقفنا ونفسد عليهم أحلامهم بالتطبيع والمؤامرات!
بالله عليك لا تحزن…لديك من الأبناء والبنات والأحفاد ما يكفي لمحاربة دول!
“منفديك” بأرواحنا ونفتدي قضية فلسطين المحقة
وما قيمة أعمارنا إن لم نجاهد في سبيل الله؟
لا أعلم كيف تتناثر هذه الكلمات “اللؤلؤية” من أعماق قلبي لتنشر شذاها من لبنان إلى قطر؟؟
ربما لأنني أشبهك في حزني ” الصامت” وأتأمل مثلك ألم الفراق لتهدأ نفوسنا الطيبة…
أو لأن نفسي تتمنى الارتقاء شهيدة فوجدتني أعانق شهادة ابناؤك وأحفادك بحروف امتزجت بدمعي…أعانقهم معانقة المشتاق …
هل تريدني أن أحدثك عن الاشتياق ؟
أتشوق “لحضن ” الشهادة لملاقاة ربي الحبيب أناجيه في جوف الليل بدموعي التي تُذرف على سجادة الصلاة وأتوسله بخشوع أن لا يحرمني نعمة الاستشهاد….
يا “أبونا” يا جبل الصبر….أنا أشعر أكثر من الذين حولك بصبرك “اللطيف”…
أعلم باحساسك الدفين عندما تطالبك مشاعرك بالحنين للأحبة…
وسأخبرك أن ذاك “الجبل” من الصبر يتصف به أيضا” “عزيز قلبي”
هو مني بمنزلة يوسف من سيدنا يعقوب…
لذا “تذوقت” مرتين طعم جبال الصبر…
فليمدك الله بالمزيد من القوة والعزيمة ليستمد منك “الأخضر” وعرينه القوة في غزة الصابرة على الجراح …
أهلها الأبرياء الأقوياء هم مدرسة للصمود والنخوة والمروءة اجترحوا من ضعفهم ارادة صلبة لم تهزمها جيوش العالم أنت مثالهم الأعلى وقدوتهم ….
فكيف لن تكون قدوتنا نحن الذين لا نشتم رائحة الموت كل ثانية؟؟
يا ذا العزة والكرامات…والأمجاد…
يا أسطورة الثوار …بالله عليك جمل حزن قلبك…وروحك وتداوى بنا ..أفتديك بعمري هكذا نحن الأوفياء جنود الله على الأرض…
أنا التي “عمد” حب فلسطين قلبها وروحها إلى الأبد فأصبحت من عاشقات الشهادة..
أيا عزيز قلوبنا…يا قدوة كل ثائر وحر..وحرة
غزة تنتظرك لتبارك نصرها القريب . .
ولتُقبل جبين مُقاوميها الأبطال الذين أذلوا جيش الوحشية والدموية…
هل تكرمني بوعد منك يا أبا الشهداء أنك ستزف خبر استشهادي.؟؟
فنحن ثوار الأقلام الحرة المقاومة التي ينبض حبرها بحبكم مشروع شهادة …
دعني أنال مرتبة الشرف مرتين:
مرة بموت الشهادة أشرف الموت…
ومرة بزفك لي شهيدة…
فهل اعتبرتني ابنتك التي تفتخر بأنك أروع الآباء
كما يفتخرون بك الأبناء والأحفاد؟
“حماهم الله”.
أو أختك الصغرى التي يُشرفها الأخ المُقاوم أشجع وأنبل الأخوة؟
أو لا يزف الأب أبنائه وبناته؟والأخ أخواته؟؟
فلتشهد على “عرس شهادتي”
لاتباهى أمام ملائكة السماء بأن أشرف الناس قد زفتني…
إن وصلك صوت رسالتي “المتألمة” فأنا أتوق لسماع جوابك الأصيل…
يا الله… أي مكرمة منك أن يزفني قائد المقاومة الفلسطينية إسماعيل هنية المتوج جبينه بالشرف والوفاء …”.شهيدة…”