منجد صالح
أمد/ يبدو أننا، والعلم عند الله، امام لوحة سريالية، أمام صورة “مُفلطحة”، تُرى من كل الجوانب ولا احد يفهمها أو يقوى على تحليل طلاسمها وشيفرتها، الموجودة مُتمترسة متمسمرة فقط في طهران،
الرد الايراني على هجوم اسرائيل على قنصليتها في دمشق أصبح تقريبا مسلسلا لا حصر لحلقاته وتموّجاته وتفرّعاته وزواياه وخندزاته، “وحوبس يابو ميّالة حوبس رُد الخيّالة!!!”،
الرد الإيراني قادم قادم، “والّي ما يصدقنا ييجي لهون ويشوف”،
لكن الحقيقة والواقع ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه لا نعرف بالضبط في اي وسيلة من وسائل المواصلات يركب الرد الإيراني نحو تل أبيب، هل يركب طيّارة أو صاروخ او سيّارة او شاحنة أو بسكليت أو سفينة أو قارب صيد أو هل سيأتي على متن “البساط الطائر من ألف ليلة وليلة ولكن لابسا طاقية الاخفاء حتى لا يراه أحد أو يندلّ عليه،
مع ان ايران “تسولف” في موضوع الرد نهارا جهارا مع أمريكا ومع العرب ومع الفرنجة، وتضبط ايقاعات ردّها المنتظر والوشيك والحاسم والحازم والساحق والماحق، يا لطيف يا لطيف!!!!
الرد قادم قادم يا جماعة فلم العجلة؟؟؟!!!فليتحرقص الإسرائيليين وليتقلّوا ويتفلّوا على وقع طبول الرد الايراني،
اسرائيل من جانبها كالكنغر الخبيث قفزت خطوتين إلى الأمام واعدّت الرد على الرد الايراني وهو ما زال جنينا في رحم ايران!!!،
وسخرية القدر اذا ما قامت اسرائيل بضرب ايران بناء على رد ايران الذي لم يصل بعد، اي بناء على النيّة أو الشبهة كما تفعل اسرائيل دائما،
وقتها سيكون على ايران أن تردّ ردين، الرد الاول على تدمير قنصليتها في دمشق والرد الثاني الله وحده يعلم على ماذا سيكون؟؟؟!!
يقول المثل الشعبي “دقّ الحديد سخن”، لكن ايران لم تدقّ الحديد حتى اللحظة لا سخنا ولا باردا،
اللهم إلّا اكواما من التهديدات واعادة التهديدات، أي اننا نسمع كثيرا من الجعجعة ولا نرى اي طحين!!!
اسرائيل ضربت واغتالت عسكريين كبار إيرانيين دون ان تنبس ببنت شفة حتى دون ان تعترف بصورة صريحة بفعلتها، وعلى الضفة الاخرى ايران اشبعت العالم كلّه من وقتها بالتصريحات والخطابات والمواويل والعتابا وكأننا في سوق عكاظ،
أو كأن الايرانيون ينتظرون انبعاث صاروخي الظافر والقاهر لجمال عبد الناصر في حينه والتي لم تظهر ولم نعرف شكلها ابدا او ما هيتها،
لا اعتقد ان ايران ينقصها الصواريخ ولا المسيّرات، وهي دون شك ايضا تتكئ على العديد من “الاحباب” في المنطقة،
لكن لماذا لم يتحقق الرد الإيراني حتى الآن ومن الواضح انه سيطول إن حصل، ذلك لأنه لا يمكن للجنرالات أن ينافسوا الكتاب والشعراء ويصبحوا يؤلفون القصص والروايات وينظمون الشعر والقصائد،
الجنرالات يضغطون على الزناد دون أن يتكلّموا، والكتاب والشعراء يضغطون على القلم والريشة ويُطلقون القصص والروايات والقصائد، ويتكلّمون،
لكن الرد الإيراني قادم قادم لا محالة ودون شك،
وكما يقول المثل الشعبي”كل تأخيرة وفيها خيرة”، وعلمها عند ربّي.