عمر حلمي الغول
أمد/ “سقط القناعُ عن القناعِ”، وسقطت إيران الماجوسية الفارسية، كما لم تسقط من قبل، واسدل الستار عما يسمى “محور المقاومة” و”وحدة الساحات” مجددا، وظهر نظام الملالي عاريا دون رتوش أو مساحيق اول أمس السبت مساءً 13 ابريل (2024) بما أسماه “الرد على قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية” في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر الحالي، عندما تبين استجدائها إدارة بايدن بالسماح لها بإلقاء طائراتها المسيرة الورقية قنابل الفشنك، وصواريخها البالستية الوهمية والصواريخ الفرط صوتية الكاذبة، وغير الموجودة، وتهاوى الى الدرك الأسفل فيلم الرسوم المتحركة الكتروني الإيراني على إسرائيل اللقيطة والشريكة لتغطية عارها امام الجماهير الإيرانية الأسيرة والمنكوبة بنظام الحشاشين من الدراويش.
انكشف مستور جمهورية إيران، وتأكد لكل ذي عقل ووعي سياسي إن جمهورية الحشاشين الحديثة جزء لا يتجزأ من الحلف الأسود الصهيو أميركي، فلا هي مؤمنة بالله ولا برسوله ولا بكتبه ولا برسله، وحساباتها ضيقة جدا تتمثل في عقدتها التاريخية من الامة العربية وشعوبها، لأنها تعتبرهم درجة أدنى منها حضاريا، ولهذا تعمل بمخزون حقدها التاريخي لتفتيت وحدة العرب، وتمزيق شعوبها ودولهم، وتستخدم ادواتها منهم ليكونوا حصان طروادة في تصفية الحساب التاريخي معهم، وكون الله جل جلاله أختار محمد بن عبد الله القرشي العربي رسولا وخاتما للانبياء، وكون الخليفة عمر بن الخطاب فتح بلاد فارس عام 651 ميلادية.
ولم تكن إيران يوما تحت حكم نظام الملالي الفاسد معنية بفلسطين وتحريرها ولا في مطلق حركة تحرر وطني عربية، وتهاوت شعاراتها الديماغوجية المبتذلة عن “فيلق القدس” و”المقاومة” و”الدفاع عن حقوق العرب المظلومين” في وحل فضيحتها ومهزلتها أول أمس، وهذا ما كشفه مجددا الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب أمس، عندما قال في شريط مسجل، ان حكام ايران منذ اكثر من أسبوع وهم يركضون وراء قادة إدارة بايدن ليسمحوا لهم بتوجيه ضربة وهمية لإسرائيل، وبعد دراسة سيناريوهات المسرحية الهزلية المشتركة وافقت واشنطن على الضربة، وطلبت من حكومة نتنياهو عدم الرد، وهذه هي المرة الثانية التي تطلب الولايات المتحدة من إسرائيل عدم الرد على الهجوم، المرة الأولى كان هجوما عربيا حقيقيا وصادقا ضد إسرائيل في 1991،وقاده آنذاك الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، والثانية اول امس الضربة العبثية والكرتونية الإيرانية الهزلية، لإدراك كل من واشنطن وتل ابيب والغرب عموما، ان الضربة الإيرانية الوهمية تخدم أهدافها، وتتمثل في التالي:
أولا تغطية عار الدور الإيراني بضربة جوية شكلية وعبثية ومحسوبة بالوقت والتاريخ وعدد الطائرات والصواريخ ومكان وقوعها بالضبط وفق الاحداثيات الإسرائيلية الأميركية، ومن متابعة المسرحية تبين انها لم تصب الا فتا فلسطينيا من النقب؛ ثانيا أخرجت دولة إسرائيل وسيدتها الولايات المتحدة والغرب عموما من عزلتهم العالمية؛ ثالثا حرفت بوصلة الأنظار عن حرب الإبادة الجماعية الوحشية، التي تقودها واشنطن وحلفائها في الغرب مع أداتهم الوظيفية الدولة العبرية على الشعب العربي الفلسطيني؛ رابعا غطت وستغطي لبعض الوقت على جرائم وحرب الأرض المحروقة الصهيو أميركية؛ خامسا اعادت قطاع من الرأي العام العالمي للتضامن مع إسرائيل الغارقة في متاهة حرب الإبادة الوحشية والاجرامية على الشعب والأرض الفلسطينية كلها؛ سادسا سعت جمهورية الملالي لتعزيز مكانتها في أوساط الجماهير العربية العاطفية من خلال القصف الوهمي للدولة العبرية، بهدف شطب ومسح تجربة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عدوها اللدود من الذاكرة والوعي الجمعي باعتباره اول نظام يقصف الداخل الإسرائيلي، وهو ليس اول من حارب إسرائيل، لان الرائد في هذا المجال بحكم الجغرافيا الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وبعض قادة أنظمة الطوق؛ سابعا أكدت مجددا للولايات المتحدة والغرب الامبريالي ولقيطتهم إسرائيل، انها جزء لا يتجزأ من حلفهم الأسود في الإقليم والعالم، وقبضت ثمن لعبتها ومسرحيتها بعدم قصف أراضيها، واعتمادها شريك غير معلن في التحالف لتتمكن من تحقيق اهداف المحور الامبريالي في إعادة تقسيم النفوذ العالمي.
وبالنتيجة فإن كل من يدور في فلك إيران الفارسية من أحزاب الله وغيرها من المسميات الدينية وغيرها لا صلة لهم بالمقاومة، او الدفاع عن فلسطين وشعبها، بل جميعهم أدوات صغيرة في خدمة نظام الدراويش والحشاشين الملالي، الذي يستهدف كل عربي بغض النظر عن اسمه وهويته الوطنية او القومية او الديمقراطية، واي كانت تابعيته وجنسيته. لأنها تمقت العرب وتعتبرهم عدوها اللدود، وكونها حليفة أعداء العرب، وحامية حمى دولة بني صهيون الخارجة على القانون. لذا ادعو كل الاشقاء من الذين أسرتهم العاطفة والرغبة في قصف جيش العدو الإسرائيلي ومعسكراته ومطاراته وموانئه البحرية العسكرية التفكر مليا، والتراجع عن الاندفاع العاطفي في الركض وراء متاهة وعبث نظام خامئني ورئيسي ومن لف لفهم، ومراجعة السياسات الخاطئة من قبل أحزاب وفصائل العمل الوطني الفلسطينية والأحزاب والأنظمة العربية، التي سقطت في متاهة الحسابات الطائفية والمذهبية وتورطت مع إيران الماجوسية الفارسية المارقة والمعادية للقومية العربية جملة وتفصيلا.
ملاحظة: في مقال أمس “الوجه الاخر لحرب الإبادة” سقط سهوا تصنيفي للقرى التي تعرضت لهجوم المستعمرين الصهاينة بانها تقع في “شمال غرب رام الله” والدقيق انها تقع في شمال شرق رام الله والبيرة.