منجد صالح
أمد/ رغم المصائب والاحتلال والمآسي وجفاء الداني والقاصي، فان الشعب الفلسطيني يُثبت كلّ يوم
وكل ساعة وكل دقيقة وكل لحظة بانه شعب حيّ جدير بهذه الارض المقدسة وهي جديرة به،
شعبٌ ينبعث كل لحظة من تحت الركام، من تحت الرماد، متمنطقا بمزيد من الصمود والثبات
والعناد،
شعبٌ يزفّ كل يومٍ شهداء اكثر مما تزف امّة العرب عرسانا،
شباب فلسطين يتزاحمون على ابواب السماولت وشباب العرب يتجمهرون في النوادي والمقاهي
وغابر الندوات،
عين ماء فلسطين الصغيرة ماؤها فرات تفجّر آلاف الينابيع على طول وعرض وطننا العربي والعالم اجمع،
بركات الثبات والنضال والكفاح الفلسطيني ينتشر ويُنثر كاللقاح السحري على كل الزهرات، من
عدن إلى بغداد وضفاف دجلة والفرات،
نبوخذ نصّر يتململ في عرينه باسماء جديدة وحُلّة جديدة مُبشرا بمزيدا من الغزوات،
فلسطين الصغيرة في جغرافيّتها الكبيرة بتاريخها ومقدارها ومعانيها وحّدت العالم ولمّته ليكون
قرية تُجاور كنيسة القيامة وكنيسة المهد والمسجد الاقصى وكنيسة البشارة،
فلسطين تُبشّرُ العالم بفجر جديد، فجر الشعوب من بوليفيا والتشيلي وكولمبيا والبرازيل إلى
تونس والجزائر ووادي النيل، فرسانٌ على احصنة مجنّحة من نور موجاتهم تتلاحق من جيل إلى جيل، يشقّون الفضاء الفسيح
بقبضاتهم ترمي حجارة من سجّيل، فتنحسر الامبراطوريات القديمة والحديثة وينبتُ مكانها زهر الحنّون والاقحوان وتخضرّ الصحراء بالنجيل.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني