بكر أبو بكر
أمد/ من المعلوم أن معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى من أبرز مراكز الدراسات الامريكية الموالية ل”إسرائيل”، لاسيما وأن قيادات المركز هم من اليهود الأمريكان الصهاينة شديدي التأييد ل”إسرائيل” والذين يعد روبرت ساتلوف (المدير) ودينيس روس السياسي المخضرم من قادته.
لذا تأتي تقاريره من قلب الحدث حيث يسعى الكُتّاب في المركز/المعهد الى تحقيق أفضل صورة للكيان الصهيوني.
وعليه هم يقدمون النصائح للكيان والتي تعبّر عن أفضل تقديم يجدونه ضروريًا لإبقاء الصورة الإسرائيلية مقبولة عالميًا، ولإبقاء العلاقات الامريكية الإسرائيلية في قمة نضارتها والتعاون الاستراتيجي بغض النظر عن الحزب الحاكم فكليهما مع الدولة الإسرائيلية ظالمة او مظلومة.
ومن هنا يأتي دور المعهد لإعطاء أفضل الطرق والمقترحات والخطط للكيان ليحسّن ويطوّر أداؤه في السلم وفي الحرب وليبدو بصورة أفضل من كل الجوانب.
من ورقة لنعومي نيومان بالمعهد، وأخرى لديفد ماكوفسكي دعونا نضيء على بعض مما تتضمنت الورقتان كالتالي:
تنظّر نعومي نيومان لإطالة أمد العدوان الصهيوني لتحقيق نصر استراتيجي في ظل عدم اهتمام “حماس” بحجم الضحايا المهول، ولأن النصر الحقيقي هو المنهجي طويل الأمد.
حيث تقول نصًا: “سيحقق جيش الدفاع (الحرب) الإسرائيلي “نصراً عسكرياً استراتيجياً” من خلال حرمان “حماس” من الصواريخ والأنفاق وتصنيع الأسلحة وإمكانيات التهريب والحدّ بشكل كبير من التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليقتصر على حوادث منعزلة. وهذه عملية طويلة ستأتي بعد النصر العملياتي من خلال سلسلة من العمليات العسكرية التي تمنع فعلياً إعادة تأهيل “حماس” عسكرياً.
وتضيف أنه”لا بدّ من ظهور قيادة سياسية بديلة في غزة بسرعة لإحداث التغيير الحكومي الضروري.” وتوضح أنه “من وجهة نظر السنوار، لا يُقاس النصر بالأراضي التي تم احتلالها، أوتدمير البنية التحتية، أو إيقاع الإصابات، بل بقدرة الحركة على إعادة بناء بنيتها التحتية العسكرية والمدنية، وإدارة المقاومة والرأي العام، والأهم من ذلك، فرض النفوذ على حكومة ما بعد الحرب في غزة. “
وتخلص الكاتبة نيومان الى أن النصر الحقيقي هو المنهجي طويل الأمد ويفترض هذا النصر أنه ” سيتعين على “إسرائيل” الحد من المعارضة – ومن الولايات المتحدة في المقام الأول – للإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.” وأنه “على المسؤولين الإسرائيليين أيضاً أن يزيلوا العقبات التي وضعوها بأنفسهم أمام إعادة إنشاء “السلطة الفلسطينية” في غزة بصيغة منقحة.”
أما ديفد ماكوفسكي من معهد واشنطن مخففًا عن حقيقة الخلافات الأمريكية الإسرائيلية،ومشيرًا لضرورة اجتياح رفح! فيقول عن “بايدن” أنه رغم الخلافات العلنية مع “نتنياهو” فهو “يبقى داعماً لجهود “إسرائيل” لإخراج “حماس” من السلطة حتى في ظل الخلاف بين الحليفين حول إدارة الحرب.”
ويرى ماكوفسكي “إن التوصل إلى اتفاق ناجح لوقف إطلاق النار أو تحرير الرهائن يمكن أن يؤخر عملية رفح حتى أواخر أيار/مايو أو حزيران/يونيو، مما يتيح المزيد من الوقت لضمان نجاح عملية الإخلاء.” ومن هنا فإنه “على واشنطن الضغط من أجل التوصل إلى تسوية تمكّن النساء والأطفال والمسنين من العودة إلى شمال غزة في أقرب وقت ممكن. يجب على السلطات (الإسرائيلية) أيضاً استخدام الحلول التقانية (تكنولوجية) لمساعدة الرجال المدنيين على العودة إلى ديارهم مع تصفية المسلحين الذين يسعون للاختباء بينهم.”
وباعتبار معهد واشنطن يفكر للإسرائيلي ويفكر للأمريكي الداعم المطلق للإسرائيلي فإنه يطرح الحلول والبدائل والخيارات مسبقًا والتي تصبح في مراحل لاحقة كما تابعنا على جدول الاعمال الامريكية او الإسرائيلية كما هي أو منقحة.
يقول ماكوفسكي أن واشنطن أصرت “على أن تتجنب “إسرائيل” استخدام المساعدات كورقة مساومة مع “حماس”. فإلى جانب المشاكل الأخلاقية التي يطرحها هذا النهج، يمكن القول إن “حماس” غير مبالية برفاه سكان غزة، وبالتالي لن تلطف موقفها بشأن الرهائن إذا واجهت أزمة إنسانية.”
وفي سياق اليوم التالي وحكم غزة (منفصلة) يقول :”ليس هناك بديل طويل الأمد عن “السلطة الفلسطينية” أو “فتح”. فالمسؤولون المقربون من نتنياهو يعترفون سراً بأن أعضاء “فتح” يجب أن يشكلوا العمود الفقري لسلطة الحكم الانتقالية في غزة التي تضم نحو 20000 عضو، لكنهم لا يريدون أن يتلقى هؤلاء الأفراد توجيهاتهم من “السلطة الفلسطينية” أو أن يحصلوا على رواتبهم منها.”
وفي سياق محاولة تقريب وجهات النظر بين الحليفين أشار الكاتب أن “بايدن تكبد مراراً وتكراراً مخاطر سياسية مع الديمقراطيين التقدميين بسبب دعمه القوي ل”إسرائيل”، وبالتالي لا يفهم على الأرجح سبب عدم استعداد نتنياهو لتحمل مخاطر مماثلة مع اليمين الإسرائيلي”.