منجد صالح
أمد/ الولايات المتحدة الامريكية المُخادعة الكذّابة المُنافقة الاستعمارية، ذات الوجهين والثلاثة والاربعة وجوه معظمها قبيحة، دقّت على طاولة مجلس الامن الدولي ونفثت سموم “الفيتو” الامريكي ل “قتل” المشروع الجزائري العربي الدولي للاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الامم المتحدة في نيويورك،
ومع أنّ الدولة العربية (الفلسطينية) قد وُلدت من رحم الامم المتحدة مع قرار التقسيم عام 1947 الا أن الدول الاستعمارية المُتغطرسة بريطانيا وفرنسا ووريثتهما بالاستعمار الجديد الولايات المتحدة الامريكية ما زالت تضع صخورا وسدودا وعثرات ومطبّات في طريق تحقيق قيام هذه الدولة على ارض الواقع، أسوة بدولة اسرائيل التي دعموها العيون الزرق والبشرة البيضاء والشعر الاشقر وقامت لوحدها عام 1948،
اذن قيام دولة فلسطين ليست منّة من احد في هذا العالم، لكنها حق وتحصيل حاصل، بل انها تأخّرت كثيرا ولسنوات عديدة عن موعد وأوان تجسيدها،
أمريكا المُخادعة تُغنّي موشحات ومواويل وتتغزّل ب “حل الدولتين”، رياء وكذبا ومُداهنة،
وعندما تتهيأ الظروف وتحين الفرصة لتطبيق حلّ الدولتين في مجلس الامن تُكشّر امريكا عن انيابها ومخالبها الحقيقية المخفية وراء التصريحات والتحركات الوهمية، وتنشب سموم حقدها وولائها لاسرائيل في اي مشروع جدّي لاخراج الدولة الفلسطينية من القمقم التي حُبست فيه باقفال اسرائيلية وامريكية وبريطانية وفرنسية والمانية،
امريكا كقوّة عظمى تتصرّف وكأنها دولة مُنقادة من دول العالم الثالث عندما يتعلّق الامر باسرائيل ورغبات اسرائيل وممارست اسرائيل الخارجة عن نطاق البشرية والانسانية والقانونية والدولية،
جميع دول العالم يرون فظائع اسرائيل في قطاع غزة جرائم حرب وابادة جماعية إلا الولايات المتحدة الامريكية، فترى ان اسرائيل تُدافع عن نفسها، وطبعا بالطائرات والصواريخ والقنابل الامريكية، تدكّ المباني على رؤوس مدنيّينا في قطاع غزة،
امريكا شريك كامل العضوية والوصف والمشاركة والتورّط في الابادة الجماعية في غزة،
كما انها المُدافع الاول عن الظلم والقمع والبطش والمُنتهك الاول للقوانين والشرائع الدولية،
في هذا المجال والمقام والصدد وفيما يخصّنا نحن الفلسطينيون فان امريكا وحسب ما وصفها شاعرنا الكبير محمود درويش في رائعته مديح الظل العالي: “امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا”،
“وامريكا وراء الابواب تُهدي كلّ طفلٍ لُعبة عُنقوديّة’!!!”،
ما زالت امريكا تتصرّف باخلاق ومزاج “الكاوبوي”، يُطلق النار ويقتل ثمّ يبحث عن الاسباب!!!،
امريكا تُعادي الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية من اجل “عيون اسرائيل”،
في هذا يتماهى بايدن مع نتنياهو، وفي هذا يتجلّى نفاق ومُداهنة الغرب المُتغطرس مع اسرائيل منذ خلقها في بلادنا للتخلّص “هُم” من المسألة اليهودية التي انشأوها في اوروبا وازاحوها عن بلادهم ورموا بثقلها وتبعاتها ومشاكلها على كاهل الشعب الفلسطيني المسالم الطيب في ارض اجداده السرمدية منذ كنعان وإلى ابد الآبدين،
ويا جبل ما يهزّك ريح، والله المُستعان.