معاذ خلف
أمد/ احتلت فلسطين عام 1948 بقوة السلاح و القتل و التهجير ، و كان القانون الدولي انذاك في صالح إسرائيل نتيجة الدعم البريطاني لمشروع وجود دولة صهيونية على أراضي فلسطين و استنادا لوعد بلفور الصادر عام 1917، و على استحياء ولأنهم أرادوها دولة عنصرية يهودية ولا يوجد وطن بديل للفلسطينيين أقرت الأمم المتحدة بمشروع الدولتين المتجاورتين .
لم تتوقف المحاولات العربية عن تحرير فلسطين ، ففي العام 1948 حاولت القوات العربية هزيمة الجماعات الصهيونية و احتفظت الأردن بالضفة الغربية و القدس الشرقية ، و مصر بقطاع غزة و احتل الصهاينة باقي فلسطين ، ثم تلى ذلك محاولة عبد الناصر في 1967 تحرير فلسطين ولكنها أدت لهزيمة ، و احتلال الضفة الغربية و قطاع غزة .
بعد ذلك التاريخ تولت منظمة التحرير الفلسطينية و حركات التحرر مهمة قتال الصهاينة على الأرض ، وكلما شاخ فصيل وتم ترويضه و اخضاعه للسلام الإنهزامي مع الصهاينة ظهر فصيل أخر اكثر شراسة ، وهكذا و منذ العام 1948 لم ترى العلاقات الفلسطينية الصهيونية سلام قط ، فما يسمى اسرائيل عبارة عن آلة حرب وضعها الغرب في المنطقة حتى يحكم قبضته ويخلق التوترات والصراعات متى شاء ، ووضع الفلسطينيون في طريقهم كحجر عثرة يمنع تمددهم ويمنع خروجهم عن الدور المسموح لهم به .
***
النتيجة من المقدمة السابقة ان اسرائيل وجدت لتحارب و حتى لو قضت على الفلسطينيين عن بكرة ابيهم ستخلق حربا مع جيرانها من الدول العربية و هكذا حتى تنتهي !
انطلقت حركة حماس كحركة تحرر وطني فلسطيني تزامنا مع الإنتفاضة الأولى في العام 1987 واضعه أهدافها نصب عينيها وهي تحرير فلسطين من النهر الى البحر و عودة اللاجئين الفلسطينيين .
ولعلها ومنذ انطلاقتها تمسكت بخيار الكفاح المسلح وحده كوسيلة وحيدة لتحرير فلسطين ولا صلح و لا اعتراف ولا تفاوض مع ما يسمى اسرائيل !
خلفية حماس الدينية جعلت من العلمانيين و الشيوعيين على خلاف مباشر معهم حتى ولو كانت اهدافهم واحدة !
استمرت حماس في مقاومة الصهاينة حتى انقلبت على حكم السلطة الفلسطينية و حركة فتح في غزة عام 2007 ، هذا الإنقلاب كان اكبر خطأ قد اركبته حماس ، فقد أثقل كاهلها وشغلها عن مجابهة الصهاينة و جعلها مسؤولة عن حياة ما يزيد عن اثني مليون شخص ، إضافة أنها اخضعت دوليا عنوة لمهادنة العدو حتى وان كان ذلك بصورة غير مباشرة .
– حوصرت غزة و اطبق الحصار عليها حتى أطلق عليها بأنها اكبر سجن مفتوح في العالم و قد عانى سكانها الويلات في جميع مناحي الحياة .
– أقتحم الصهاينة المسجد الأقصى مرات عدة و دنس و تجاهل الصهاينة نداءات وتنديد العالم الإسلامي .
– هودت أراضي الضفة الغربية و اقتضمتها المستوطنات الصهيوينة و تلاشت الأمال التي تصبوا لحل الدولتين .
– اقتحامات يومية للمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية و اعدامات لخيرة الشباب الفلسطيني أمام مرئى و مسمع العالم .
– تم تغييب القضية الفلسطينية عنوة و نسيانها ، و أصبح الصهاينة في عجلة من امرهم لإعلان دولة اسرائيل من النهر ال البحر .
كل ما سبق يجعلنا نفكر ، أمام الظلم التاريخي الذي تعرض له شعبنا الم يكن يجب علينا كفلسطينيين ان ننتفض ؟ ان نقاتل ؟ بل ان ننتحر و نحن نقاتل عل أسوار القدس !
السلطة الفلسطينية و حركة فتح اصبحا مسلوبتي الإرادة و أضعف من أن يأخذوا قرار الحرب او قرار الإنتفاضة ، وهم قد اخضعوا كليا لأمريكا و الصهاينة حتى أصبحوا احد أذرعهم الأمنية ، بالتالي المواطن الفلسطيني لم يكن يعول سوى على حركات التحرر التي لم تخضع بعد للصهاينة و الغرب كحركتي حماس و الجهاد الإسلامي !
انطلقت حماس في السابع من اكتوبر في حدث غير عادي ، ومرغت انوف الصهاينة في التراب وقد اسعدنا جميعا فعلها ولكن ماذا بعد ؟
ما لم يكن في الحسبان ان تنضم امريكا و بريطانيا الى جانب اسرائيل للقضاء على المقاومة في قطاع غزة ، ان تمنح امريكا الصهاينة شيك مفتوح للمال و السلاح و ضوء أخضر لقتل الأبرياء من أبناء غزة ، وهنا اقولها بكل وضوح ، لن نلوم المقاومة ! بل نلوم سفالة ووضاعة الصهاينة و الغرب و صمت الدول العربية والإسلامية !
“ليس امام السلطة الفلسطينية اذا سقطت غزة و حماس سوى حلها و جعل الإحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولياته تجاه المواطنين و المضي قدما نحو حل الدولة الواحدة .. او ان تعود كامل حركات التحرر الفلسطينية لنشاطها المسلح في كامل فلسطين لإستكمال مشروع التحرير ! “
“تهدر الكثير من الدماء في سبيل تحقيق الأهداف العظيمة فمابالك بتحرير الاوطان ، و تمر رحلة النضال من أجل الوصول بمنعطفات تاريخية كثيرة ، نستذكر شهداؤنا و نمضي نحو هدفنا الكبير وهو تحرير فلسطين كل فلسطين !”