حمادة فراعنة
أمد/ ضبطت الولايات المتحدة إيقاع التصادم الإسرائيلي الإيراني، بهجمات متبادلة محسوبة مختزلة، آخرها رد المستعمرة على القصف الإيراني، بقصف أصفهان بصواريخ معنوية سياسية تتغلب على أنها مدمرة قاتلة، ولهذا لم تتأثر إيران من القصف الأخير لا مادياً ولا بشرياً، وقبلت النتيجة، على قاعدة عدم التصعيد.
المستعمرة أعلنت إنهاء هجومها على إيران، وأنها اكتفت بما قامت به رداً على القصف الإيراني الذي كان محدوداً غير مؤثر، وهو بمثابة رسالة تُشير على قدرتها أن توجه الأذى للمستعمرة، ولكنها لا تسعى لذلك، إلى الحد الذي وصف وزير الأمن الداخلي المتطرف بن غفير أن الرد الإسرائيلي كان «سخيفاً».
إيران تحرص على عدم استفزاز الولايات المتحدة وتتحاشى التصادم معها، لحرصها على أن لا يقع التوافق بين واشنطن والمستعمرة، وأن لا يؤدي هذا التوافق إلى قصف مؤثر ومؤذٍ لإيران، وأن لا يستهدف المفاعلات النووية ومعامل إنتاج النفط، وكلاهما مصدر اهتمام إيران ولهم الأولوية في مصالحها الداخلية، فالنفط يوفر لها الدخل المالي الثري بدلاً من انتاج وبيع 2.5 مليون برميل يومياً، والمفاعل النووي هو الذي سيوفر لإيران عضوية النادي النووي.
واشنطن ضبطت إيقاع الصدام الإيراني الإسرائيلي ولهذا وصفت قصف المستعمرة لإيران أنه كان محدوداً، وعملت به ووافقت عليه مسبقاً، ومثلما أنها كانت تعرف بالقصف الإيراني لمواقع إسرائيلية عسكرية، وأنها لن تستهدف مدنيين مؤسسات وأفرادا، كما لن تستهدف أميركيين أو قواعد أميركية منتشرة في العديد من البلدان العربية الواقعة بين خارطتي إيران وفلسطين.
الولايات المتحدة حريصة على أمن المستعمرة وحمايتها وتزويدها بكافة احتياجاتها العسكرية، وتوفير الغطاء السياسي لها، لأنها تعطي الأهمية والأولوية لصراعها في مواجهة الصين وروسيا، اللتين تسعيان لإلغاء نتائج الحرب الباردة وهزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي عام 1990، كما تسعيان لإلغاء هيمنة الولايات المتحدة وتفردها في إدارة السياسة الدولية، ولهذا تسعى واشنطن لدعم الثلاثي: أوكرانيا والمستعمرة وتايوان، باعتبارهم أدواتها ولهم أولوية الدعم والإسناد في مواجهة المعسكر الصيني الروسي والروابط بينهما معاهدة أمن مشترك تحمي مصالحهما في مواجهة الولايات المتحدة.
المستعمرة الإسرائيلية تمارس أقسى أنواع التحريض ضد إيران، وتحاول ما أمكن توريط الولايات المتحدة في مواجهة إيران، لعلها تستفرد بفلسطين، وتستفرد بامتلاكها السلاح النووي، وتعمل لتحول دون حصول إيران على القنبلة الذرية، بعكس الولايات المتحدة أن تطلعات إيران لا تخيفها، وقد سبق ووقعت إدارة الرئيس أوباما على الاتفاق النووي مع إيران في شهر تموز 2015، الذي يسمح لإيران بعد عشر سنوات الحصول على السلاح الذري أي عام 2025، وقد رفضت المستعمرة ذلك الاتفاق الذي ألغاه الرئيس الأميركي المهزوم ترامب نزولاً عند رغبة حليفتها المدللة ومطلبها، مما يعني أن الإدارة الأميركية ليست متأثرة وليست خائفة من حصول إيران على السلاح الذري فها هي الباكستان دولة إسلامية ونووية في نفس الوقت.
خطف الصدام الإسرائيلي الإيراني أضواء الاهتمام عما يجري في فلسطين سواء في قطاع غزة حيث تتواصل جرائم القصف والتدمير اليومي من قبل المستعمرة، وتتواصل جرائم المستوطنين المستعمرين وجيش الاحتلال نحو أهالي الضفة الفلسطينية، بالقتل والتدمير والاقتحامات، على نفس طريقة ما تفعله المستعمرة في قطاع غزة.