راسم عبيدات
أمد/ الدولة العميقة في امريكا وبموافقة الحزبين الديمقراطي والجمهوري اعطت الضوء الأخضر لمواصلة الحروب وتصعيدها في المنطقة واوكرانيا وتايون في وجه ايران ومحورها وروسيا والصين،وصفقة السلاح الكبرى التي وصلت حد مئة مليار دولار منها 61مليار دولار لأوكرانيا و 26 مليار دولار ل”اسرائيل” و8 مليارات من الدولارات لتايون،تؤكد على قرار التصعيد ومواصلة الحرب،وخارج إطار الإهتمام بفوز بايدن او عدمه في الإنتخابات الرئاسية …هذه الأسلحة والذخائر الأمريكية يحتاجها نتنياهو للذهاب الى معركة رفح وللتصعيد على الجبهة اللبنانية،وتهديدات قادة “اسرائيل” العسكرية من وزير حرب ورئيس اركان ورئيس وزراء، بتوسيع الحرب مع لبنان،وكذلك ما قالته بربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، منّ خطر اشتعال المزيد من التصعيد على جبهة الحدود اللبنانية الجنوبية يتزايد، وقالت إنّ واشنطن سعت لدى تل أبيب وبيروت لخفض التصعيد لكن يبدو أنّ التصعيد مرجح.
كلام ليف يأتي مع توقيع الرئيس جو بايدن على تمويل مشتريات أسلحة لصالح جيش الاحتلال تتجاوز 26 مليار دولار، ايّ انّ واشنطن التي تبلغنا ليف أنها تسعى لخفض التصعيد مع تل أبيب قامت بتزويدها بكلّ ما تحتاجه لهذا التصعيد، بينما لا يحتاج المرء ان يكون نائباً لوزير خارجية أميركا كي يعلم أنّ خير طريق لمنع التصعيد هو منع السلاح والذخائر.
باربرا ليف ليست مثلنا تقوم بعملية تحليل سياسي، وهي طبعاً لا تتحدث عن نوايا المقاومة للتصعيد بل تلوح بنوايا الاحتلال بالتصعيد، والتلويح هنا ليس استنتاجاً بل معلومات والأصحّ أنه حصيلة قرار مشترك بين إدارة بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.
وهذا يتقاطع مع ما قاله مسؤول أوروبي تعليقاً على صفقة الأسلحة التي وقعها الرئيس الأميركي جو بايدن لصالح “اسرائيل” دون شروط مسبقة حول وجهة ومعايير استخدامها وفقاً للائحة محتوياتها وقيمتها البالغة 26 مليار دولار، والقول إنها ستبدأ بالوصول خلال ساعات فإنها تعني أن حرباً وشيكة في المنطقة سيخوضها رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو بمواقفة أميركيّة ضمنيّة، بينما واشنطن تكتفي بتسجيل الاعتراض الكلامي.
تقول بأن الحرب مدايات ونطاق واستهدافات ونوع السلاح المستخدم قادمة،وخاصة بعد تيقن امريكا و”اسرائيل” بأن معادلات الردع التي فرضتها ايران في المنطقة،تعني بأن اي تراجع امام الثلاثي الروسي – الصيني- الإيراني في المنطقة،يعني خسارة استراتيجية لمنطقة لها اهمية كبرى بالنسبة لأمريكا….محور المقاومة لا يعيش اوهام قرب التوصل الى حل،وربما باب الحلول التفاوضية بات قريب من الإقفال،والأمور ذاهبة الى تصعيد كبير، قد لا يصل الى حد الحرب الكبرى والشاملة،ولكن هذا رهن بما يفرزه الميدان وحجم ومدايات الردود العسكرية،والأهداف المستهدفة …وما يقول بأن جولة تصعيد كبرى قادمة…الكلمة المسجلة التي بثت للقائد العام لكتائب القسام ابو عبيدة ..والتي اكد خلالها بأن المقاومة ما زالت قوية وقادرة على مواصلة الثبات والصمود وعدم التخلي عن الأهداف للمقاومة وللشعب الفلسطيني، بإنسحاب ” اسرائيل” الشامل من القطاع ووقف دائم لإطلاق النار واعادة النازحين لمناطقهم الشمالية وإعادة الإعمار وعملية تبادل للأسرى تستجيب لمطالب المقاومة الفلسطينية …وبأن المقاومة مستعدة لمعركة رفح والتي لن يجني منها نتنياهو سوى المزيد من الفشل والهزيمة،وبأن هذه المقاومة لديها،نفس طويل في المقاومة،وبأن تمتلك القدرة على استخدم طرق وتكتيكات جديدة في المعركة والميدان،ولا ننسى كذلك الرسائل المركبة وبأسلحة مركبة التي بعث بها حزب الله في استهدافه لمقر لواء جولاني وقيادة وحدة”ايغوز” في ثكنة ” شراغا” في شمال عكا،رأس الحرب ل”إسرائيل” في أي هجوم على لبنان،رسائل الحزب جرى التأكيد عليها بالقول، بتوسعوا بنوسع ،بتعلوا بنعلي”…وكذلك الشريط الذي بثته القسام لأحد الأسرى”الإسرائيليين” لديها والذي ترك تفاعلات كبيرة على اهالي الأسرى “الإسرائيليين” وارتفاع منسوب احتجاجاتهم ضد نتنياهو وحكومته،التي حملها هذا الأسير المسؤولية بالتخلي عنهم،وهو ما سمح بأسرهم من قبل المقاومة الفلسطينية،هو وبقية الأسرى يقضون وقتهم في الأنفاق في عيد الفصح،بينما عائلات الذين اهملوهم قادة عسكريين وسياسيين ،يحتفلون بحفلات الشواء في عيد الفصح …وكذلك الجولة التي قام بها السنوار على المقاتلين والذين التقاهم فوق الأرض وليس في الأنفاق،موجهة لطمة قوية لنتنياهو وتبجاحاته بأن السنوار وقادة المقاومة يعيشون في الأنفاق وسيصل اليهم هو وجيشه،وكذلك التاكيدات بكذب حكومة نتنياهو بأن المقاومة عرضت فقط إطلاق سراح 20 اسير في المرحلة الأولى لإتفاق وقف لإطلاق النار وصفقة التبادل وبأن لديها 30 أسير ” اسرائيلي” جنود وضباط محروسين امنياً بشكل قوي ولا يمكن للجيش “الإسرائيلي” ومخابراته واستخباراته الوصول اليهم..وردود حزب الله الواسعة على القصف “الإسرائيلي” للقرى والبلدات اللبنانية …وتوسع نطاق جبهة البحر الأحمر،حيث استهدفت جماعة انصار الله اليمنية مدمرة وسفينة أمريكية وسفينة “اسرائيلية،وأيضاً عادت المقاومة العراقية بعد توقف دام شهرين لإستهداف القواعد الأمريكية في العراق وسوريا….انها حرب امريكا صاحبة فكرة مشروع الحرب في المنطقة،وهي من تقودها عسكرياً وامنياً على شعبنا الفلسطيني…انها ليست حرب وجود ل” اسرائيل”،بل ولأمريكا نفسها …التوحش الذي يجري فيه قمع الحركات الإحتجاجية لطلبة الجامعات الأمريكية واتهامها بأنها تهدد الأمن القومي الأمريكي …يؤكد بأن الدولة العميقة في أمريكا ،تريد التصعيد على الثلاث جبهات غزة ولبنان وأوكرانيا وتايون …فالتراجع امام الثلاثي الروسي – الصيني- الإيراني،يعني الهزيمة الكبرى،وخسارة مصالح امريكا الجيوإستراتيجية في المنطقة …ولذلك نحن نقترب من المنازلة الكبرى التي قد يفجرها اي صاعق تفجير ناتج عن تهور او حماقة يرتكبها نتنياهو وبايدن ومعهم الدولة العميقة في امريكا ….امريكا فقط تبيع اوهام وشعارات وحملة كذب وخداع وتضليل، بأنه ضد عملية نتنياهو ومجلس حربه في رفح،ولكن حجم السلاح والمال والحماية القانونية والسياسية،التي تقدمها وتوفرها ل”اسرائيل”، يقول بأنها في قلب معركة رفح ..