د. ياسر الشرافي
أمد/ يوم الثلاثاء القادم سوف ترد محكمة العدل الدولية بخصوص الدعوى التي رفعتها دولة نيكاراجوا ضد المانيا ، لدعم برلين المباشر بالعتاد العسكري للكيان الصهيوني في حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني ، حيث القانوني الدولي يحضر على الدول من دعم اي كيان يمارس الابادة الجماعيه في حق اي مكون آخر في العالم ، و هذا ما ينطبق حرفيا على ما يدور في الاراضي الفلسطينية ، لكن ان تصل الوقاحة الالمانية معللة ذلك الدعم في مرافعتها امام محكمة العدل ان حماية الكيان الصهيوني و الدفاع عنه يدخل في صميم السياسة الخارجية الالمانية ، كثير من المحللين العرب ليست على دراية متعمقة في السياسة الالمانية و محتواها ، و يضنون ان المانيا مجبرة على الوقوف إلى جانب الكيان الصهيوني قلباً و قالباً بسبب تاريخها و ما اقترفته فيه حق اليهود ابان حقبة هتلر ، حيث هذا ليست السبب الحقيقي ، بل جوهر العقيدة الالمانية خاصة و السياسة الاوروبية عامة ، ان اليهود ليست جزء من المكون الاوروبي المسيحي ، لذلك منذ قرون كان المخطط الغربي ان يبعد اليهود من أوروبا لسيطرة اليهود على المال و مفاصل مهمة في القارة الاوروبية و خلق الفتن بين امراء الطوائف في اوروبا ، حيث هذه القارة اكثر القارات التي حدثت فيها الحروب ما بينها و حروب اهلية لعدة قرون ، مما ادى إلى مجاعات ضربت القارة الاوروبية بسبب تلك الحروب و عدم الاستقرار و السلب و النهب بين الافراد ، لذلك قرروا ساسة اوروبا بدل ان يغزو بعض داخل اوروبا ، ان يخرجوا خارج القارة الاوروبية تحت اسم الرحلات الاستكشافيه و يغزو شعوب اخرى في افريقيا و اسيا و امريكا اللاتينية و الولايات الامريكية المتحدة التي كان يسكنها الهنود الحمر ، مما ادى إلى ابادة شعوب بأكملها في تلك القارات سالفة الذكر ، مما ترتب على نهب خيرات تلك الشعوب طفرة في حياة الاوروبين من تنمية و تقدم و تطور ، حيث ما تعيشه الان اوروبا من رخاء بني على دماء و ابادات لشعوب اخرى ،تحت مسمى الصليب شنت الحروب الصليبية الدينية على الشرق الاوسط لنهب خيراته ، حيث كان اقامة دولة لليهود في فلسطين في صلب السياسة الخارجية الالمانية و الاوروبية منذ مئات السنين ، و هذا ليست حب و عشق لليهود من قبل الاوروبين ، بل اكثر الناس كرهاً لليهود كديانة هم اوروبا المسيحية و العكس الصحيح ، حيث يكمن هذا الكره المتبادل لجذوره الدينية منذ نبؤة سيدنا عيسى و ما فعلوه اليهود مع المسيح عليه السلام ، حيث المسيحية ترتكز في تعميدها للناس إلى جانب الانجيل ( العهد الجديد) ان تؤمن بالعهد القديم اي كتاب التوراة الذي انزل على سيدنا موسى ، لذلك المسيحيين و اليهود يعرفون بعضهم البعض جيداً ، أيضا لذلك قررت اوروبا أن استقرار القارة الاوروبية لا يتم و يستكين إلا بانشاء وطن لليهود خارج اوروبا و تحديداً على ارض فلسطين رغم معارضة الاكثرية اليهودية في العالم اقامة هذه الدولة ، لايمانهم كما جاء في اسفار عقيدتهم ( العلو الاخير ) ان انشاء تلك الدولة هي نهاية الديانة اليهودية ، فإلتفت اوروبا على رفض اليهود لذلك المخطط الاوروبي بإنشاء حركة سياسية صهيونية استعمارية في اواخر القرن الثامن عشر حسب العقلية الاوروبية الاستعمارية بالتفصيل ، تعمل هذه الصهيونية على انشاء دولة لليهود و نقل يهود اوروبا اليها ، حيث الصهيونية ليست لها علاقة عضوية بالديانة اليهودية ، بل هي منتج اوروبي مسيحي بامتياز و بل منتج الماني بإمتياز في برلين و فرانكفورت قبل مؤتمر هرتسل في بازل بعشرات السنين ، حيث يوجد فيها الصهيوني المسيحي و الصهيوني اليهودي ، استغلت الصهيونية المسيحية اليهودية السياق الديني و التاريخي ان فلسطين ارض الميعاد لليهود التي وعد الله سيدنا موسى بها ، و هذا لنا رد فيه كفلسطينيين ، ان هذا الوعد اعطي أيضاً للمؤمنين من ملة عيسى و محمد و إبراهيم عليهما السلام ، لكن الحقيقة التاريخية ان فلسطين و سكانها الاصليين وجدوا قبل قرون من مجيء سيدنا ابراهيم المسلم المهاجر من مدينة أورا بالعراق إلى فلسطين و الذي هو اب الثلاثه ديانات السماوية ، الشي الذي لم تفصح عنه المانيا في مرافعتها السابقة امام محكمة العدل ، ان هي من اسست الحركة الصهيونية لاقامة دولة يهودية خارج اوروبا للتخلص من يهود اوروبا ، عندما عارضوا يهود اوروبا ذلك قام الاوروبين بالتنسيق مع الحركة الصهيونية التي هي هم ، بحرق اليهود و قتلهم حتى يرحلوا بعيداً عنهم ، و انشاء لهم دولة تكون حارسة لمصالحهم و عامل عدم استقرار للمنطقة ، حيث تأسيس هذا الكيان تزامن مع الانتهاء الاوروبي من رحلاته الاستكشافية( عصور الاستعمار) بعد ما قتل الملايين من الشعوب الاخرى و نهب خيراتها ، زبدة القول ان رأس الحية في حرب الابادة التي تحصل في غزة هي المانيا و بريطانيا و فرنسا قبل امريكا و الكيان الصهيوني .