حمادة فراعنة
أمد/ لم يُسجل التاريخ اتفاقا بين شباب الجامعات الأميركية فيما بينهم على قضية واحدة، سوى القضية الفلسطينية، ولم تسجل الوقائع أن جامعات الولايات المتحدة الاكثر شهرة في العالم، تنتفض كما تفعل هذه الأيام، نحو قضية أو موقف باستثناء ما تفعله نحو:
1- التضامن والتأييد والدعم والإسناد والتعاطف مع معاناة الشعب الفلسطيني.
2- الرفض والشجب والاستنكار بما تفعله المستعمرة الإسرائيلية من أفعال مشينة، وإبادة جماعية، وتطهير عرقي.
تطور غير مسبوق، ومكسب استراتيجي يُحققه الشعب الفلسطيني، في اختراق الوعي الأميركي ويقظته نحو عدالة القضية الفلسطينية ومشروعية نضال شعبها، وصدقية مطالبهم، وتعرية للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وكشف حقيقته كمشروع ومحطة وقاعدة عسكرية وأمنية للاستعمار في منطقتنا العربية، وضد مصالح العرب وتطلعاتهم الاستقلالية، خاصة بمشاركة الشباب اليهود مع باقي مكونات الشباب الأميركي في التظاهر والاحتجاج والتضامن والاعتصام لصالح الشعب الفلسطيني، وضد سلوك وجرائم المستعمرة الإسرائيلية المكشوفة في قطاع غزة.
ليست مسبوقة هذه التحولات الأميركية لصالح فلسطين، وسيكون لها أثرها البالغ على مسار تطور الأحداث في المشهد السياسي بل وللقرار السياسي على المستوى العالمي، بما لا يقل أهمية كما حصل لدولة جنوب إفريقيا العنصرية المهزومة الزائلة، وانتصار شعبها الذي يشكل طليعة اليوم في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني على الصعيد السياسي العالمي.
ما شهدته جنوب إفريقيا وواجهته ستواجهه المستعمرة الإسرائيلية، ويظهر ذلك جلياً بردة فعل نتنياهو الحادة، ودعواته وتحريضه لمواجهة مظاهرات جامعات أميركا واحتجاجات طلابها ضد المستعمرة ولصالح فلسطين.
إجراءات إدارة الرئيس بايدن، ستكشف صهيونيته وتعرية وزيره بلينكن ويهوديته، وستكون نتائج أفعالهم وانحيازهم، في صناديق الاقتراع الأميركية في شهر تشرين الثاني نوفمبر 2024، في انتخابات الرئاسة للبيت الأبيض، والانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ، ذلك أن التأثير الفلسطيني العربي الإسلامي الإفريقي اللاتيني المتضامن، سيعاقب إدارة بايدن على سلوكه في دعم المستعمرة وسيكون كما بشر الصحفي الأميركي اليهودي توماس فريدمان، أن الإدارة الحالية ستكون آخر إدارة أميركية تنحاز إلى المستعمرة الإسرائيلية بوقاحة وتطرف.
نضال الشعب الفلسطيني من أجل حريته، واستقلاله، وانتزاع حقوقه، له ثمن، والثمن باهظ، ولكن تضحياته لها التأثير والوقع الإيجابي المقدر لدى الشعوب الأوروبية والأميركية، وها هي انتفاضة شباب جامعات الولايات المتحدة وأوروبا بداية هذا التأثير والتحول غير المسبوق لصالح فلسطين وشعبها.
المحزن أن العرب، أغلبية العرب لم تصلهم رسالة الشعب الفلسطيني، بل ورسالة شباب أميركا وجامعاتها، حيث مظاهر التطبيع الدونية ما زالت باقية، ولم تُتخذ مواقف وأفعال توازي حجم جرائم المستعمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومن قبل نحو المسجد الأقصى، بل ونحو كل الشعب الفلسطيني، بمكوناته الثلاثة: 1- في مناطق 48، 2- في مناطق 67، 3- في مخيمات اللجوء والتشرد والإبعاد.