رشيد شاهين
أمد/ تتواتر الانباء عن إمكانية إصدار مذكرات توقيف “اعتقال” من قبل محكمة الجنايات الدولية في لاهاي بحق بعض كبار قادة الكيان العنصري وفي المقدمة منهم بنيامين نتانياهو.
برغم حالة عدم اليقين حول هذا الموضوع، إلا أنه أصبح الشغل الشاغل في الكيان وصار العنوان الابرز في معظم ان لم يكن في جميع وسائل الإعلام الصهيوني.
النقاش الجاري في جميع الدوائر وعلى كل المستويات هناك، سببه بشكل أساسي هو الشعور بالصدمة وعدم القدرة على التصديق انه يمكن أن يتعرض أحد من قادة الكيان لمثل هكذا قرارات، ذلك بسبب الشعور السائد لديهم انهم وكيانهم اللقيط محصنون وانهم لديهم “قدسية” خاصة لا يجوز لأي كان ان يتجاوزها او يتجرأ عليها.
هذا الشعور بالتعالي والفوقية لم يأت من فراغ، بل نتاج تاريخ طويل من ممارسة للاجرام الوحشي مورس على مدار عمر الكيان دون عقاب او حساب ودون محاسبة او مسائلة.
لقد أفلت الكيان وقادته القتلة من العقاب على كل ما اقترفوه بحق ليس فقط شعب فلسطين’ لا بل شعوب المنطقة ” على سبيل المثال لبنان قانا، مصر بحر البقر “.
الشعور بالصدمة يأتي لشدة او قوة هذه الضربة خاصة أنها مسبوقة بضربة أخرى ناتجة عن ” جرجرة” دولة الإبادة لمحكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية التي قدمتها دولة جنوب افريقيا.
اذا ما تاكد الخبر بأن المحكمة أصدرت او ستصدر قرارا بالاعتقال،بالسر او العلن، فهذا يعني أن جميع الدول الأعضاء في المحكمة ستكون ملزمة بإلقاء القبض على كل من صدر بحقه مثل هذا القرار بغض النظر عن موقعه او مكانته او رتبته او وظيفته.
في حال صدور قرار كهذا، فهو يعني أن كل منهم سيكون ملاحقا مطلوبا في ما يزيد على 120 دولة عضو في المحكمة.
عدم اعتراف دولة الإبادة بالمحكمة او بقرارتها لن يغير من الأمر شيئا فستظل عملية الملاحقة موجودة حتى في حال ترك هؤلاء لمناصبهم الرسمية.
الشعور بالفزع الذي ساد الكيان جعلهم يقومون بحملة من العلاقات العامة والدبلوماسية والاتصالات المحمومة بكل الدول التي يمكن ان يكون لها تأثير على المحكمة وخاصة المدعي العام كريم خان من أجل منع إصدار مثل هذا القرار.
الاتصالات تتكثف بالدول الغربية بشكل اساس في أوروبا وكذلك في اميركا، وهو ما أثمر حتى اللحظة عن إصدار بيان من رئيس مجلس النواب الأمريكي المتصهين مايك جونسون الذي أكد على ضرورة تدخل أميركا لمنع إصدار مثل هذا القرار واستخدام كل ما لديها من قدرة وتأثير لمنع هذا العمل الشائن.
اخيرا، يبقى السؤال، هل ستقوم المحكمة ممثلة برئيسها “المتخاذل” كريم خان فعلا بإصدار أوامر اعتقال بحق قادة كيان الإبادة ، وفيما لو صدر، هل سيتم فعلا توقيف او اعتقال هؤلاء؟.