أمد/
استمتعت ايّما استمتاع بالنص النقدي البديع الذي هندسه الاديب الناقد فراس حج محمد حول الشاعر جمعة الرفاعي ودواوينه واعماله الشعرية،إلى جانب صفاته الانسانية والاجتماعية والفكرية المتورّدة المُضطردة الجميلة،
فراس حج محمد رسم لجمعة الرفاعي الشاعر والانسان والمُبدع لوحة مزركشة بألوان من ذهبٍ وماء الورد ونسيمات الجنوب تهبّ على مُحيّا المحبوب،
وسبر اغوار ومكنونات شخصية الشاعر وتكوينه الوطني والانساني والثقافي،
وحيث انني اعرف كلاهما، الفارسان الشاعران، بمعنى انه تربطني بهما علاقة وصداقة لطيفة وزمالة لصيقة، اذ ان ثلاثتنا سبّاحون مهرة في بحور وانهار وبحيرات الادب والنثر والشعر،
كان فراس حج محمد في مقاله السردي البديع السرمدي يتدفّق ماء فراتا كنافورة تنهل من عمق نبعٍ صاف لا ينضب معينه ابدا، بل تزداد مياهه تدفّقا وتنثر رذاذا شذرات من عبق حنّون جبال فلسطين وزنبق واقحوان حواكير بيوتنا العتيقة،
كُنت وانا اقرأ المقال “التحفة” عن “الجميل” الرفاعي وكأنني اطير بزلّاجات تخترق الفضاء الرحب، تخترق عوالم وتسلسل احداث المقال وحدائق الزهور والورود المُتمترسة في خط سير سيرة الشاعر الهمام الذاتية والادبية والابداعية،
تخرج من حديقة زهور ديوان شعر للرفاعي لتُداهمك الحديقة التالية من الورود المُتورّدة تتلألأ كنجمات تمشي على الارض أو كأنك من بعيد وتدنو شيئا فشيئا تخوض في بحرٍ من العطر وتفرك عينيك وتقول: ” وإذ رأى نارا”،
كنت وانا اقرأ المقال، مقال الشاعر الناقد فراس حج محمد عن الشاعر الجميل جمعة الرفاعي اشعر بمتعة وسعادة مديدة وربما مضاعفة،
سعادتي بهذا الابداع النقدي لصديقي فراس الحج محمد الذي بزّ اشطر مهندس معماري في تشييد صرح ادبي شعري نقدي،
وسعادتي أن كلّ هذا الكلام الجميل البديع يُقال في حق صديقي الشاعر المبدع جمعة الرفاعي ، الذي قالت لي عنه مرّة صديقة مشتركة: “جمعة الرفاعي ترى البحرين في وجهه”، فهل قصدت بحور الشعر الجميلة أم جمال البحرين.