منجد صالح
أمد/ في حصار جحافل جيش شارون لبيروت عام 1982 صمت العرب على غزو شارون لاول عاصمة عربية،
حينها قال ابو عمار قولته الشهيرة:
“ان وزير الخارجية العربي الوحيد الذي زارنا في حصار بيروت هو وزير خارجية كوبا!!!”،
يقصد كلودوميرو مالميركا، وزير خارجية كوبا حينذاك، وزير خارجية الثورة الكوبية، وزير خارجية فيدل كاسترو،
امّا العقيد معمّر القذافي فقد كان وعد الثورة الفلسطينية، حسب تصريحات “ابو اياد”، بانه سيزودهم في بيروت ب “لنشات سريعة متفجّرة لمكافحة الحصار البحري الذي كاانت تفرضه زوارق اسرائيل البحرية من طراز “دبّور” على شواطئ بيروت ولبنان،
وعندما راجعت القيادة الفلسطينية المحاصرة في بيروت العقيد القذافي بوعده، قال لهم جملته المشهورة:
“على القيادة الفلسطينية ان تنتحر في بيروت!!!،
لكن القيادة لم تنتحر حسب توصية ونصيحة ورغبة العقيد، وانما دافع المقاتلون الفلسطينيون 88 يوما عن بيروت ولبنان، وكانت الدبابات الاسرائيلية لا تتقدم اكثر من امتار في منطقة الاسواق التجارية وسط بيروت بفعل المقاومة الشرسة،
ما اشبه اليوم بالبارحة، ما اشبه اليوم بالامس!!!،
المقاومة الفلسطينية في غزة صامدة تقاوم منذ اكثر من سبعة اشهر، والعروبة يلفّها الصمت والسبات والسكون!!!،
الدبابات الاسرائيلية تتقدّم في قطاع غزة ولا تتقدّم، تتقدم وتتقهقهر او تتقدّم وتُدمّر،
صدى هدير صرير جنازير دبابات نتنياهو، دبابات الميركافا، يتردد في جنبات العروبة من المحيط إلى الخليج، لكن لا صوت لدى العروبة بل همسا خافتا خجولا لا يُبلسم جراح طفل في غزة ولا يسد رمق طفلة لم تجد كسرة خبز جافة منذ ايام!!!،
الصوت الوحيد الكاسر لصمت العرب يأتي من الجنوب،
من جنوب لبنان اولا،
ومن اقاصي جنوب افريقيا، من جنوب افريقيا نيلسون مانديلا،
ومن جنوب اليمن السعيد “القبضاي”،
اما بقية العرب فهم منشغلون في تحديث بيانات التقارب والتطبيع مع الاحتلال وراعية الاحتلال وشريكته الولايات المتحدة الامريكية، اللهم إلا الجزائر المليون شهيد وكويت العزة والكرامة وتونس الخضراء،
اما دول الطوق العربي المتاخمة لفلسطين، ومع احترامنا الشديد لموقف شعوبها المُشرف، إلا انها تتعامل مع “الحكاية” وكانها استراليا أو نيوزيلاندا،
وابدا لا تصل إلى موقف كولومبيا وبوليفيا والتشيلي وجامايكا والبرازيل وسان فينسنت والغرانادينز في بحر الكاريبي الدافء صافي المياه،
قال النبي الاكرم (ص):
“من رأى منكم منكرا فليُغيّره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه، وذلك اضعف الايمان”،
فهل يكتفي “كبار” العروبة وزعماؤها، حيال ما يجري من قتل ودمار، بأضعف الايمان!!!.