عمران الخطيب
أمد/ لم تعد النكبة عام 1948 النكبة الوحيدة لشعبنا الفلسطيني، وقد تكون النكبة الكبري التي يعيشها شعبنا الفلسطيني بقطاع غزة والتي تمتد إلى ما يزيد عن 222 يومآ لذلك فإن الشعب الفلسطيني يمر بامنعطف لايقل خطورة عن نكبة الأولى.
مع مرور 76 عام على نكبة وإحتلال فلسطين التاريخية وتشريد شعبنا الفلسطيني إلى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وإقامة مخيمات اللجوء وكذلك لأجواء أعداد من الفلسطينين إلى دول الجوار العربي لبنان وسوريا والعراق ومصر، إضافة إلى الأردن الشقيق والذي تحمل أعداد كبيرة من اللاجئين وقد تحول من حيث تعامل إلى مواطنين
ليس فقط من خلال وحدة ضفتي نهر الأردن والذي لم يفصل الشعبين بل أن العلاقات بين الشعبين لا حدود لها منذ فجر التاريخ وإنتقال العائلات بين شطري ضفتي النهر لا يحتاج إلى تأشيرة مرور، وفي العراق الشقيق حيث تم لجوء أعداد من بعض المناطق في ساحل الفلسطيني مع الجيش العراقي إلى بغداد على أمل العودة العودة القريبة. وفي سوريا وصل أعداد كبيرة منهم إلى المحافظات السورية بل وإنتقال أعداد من اللاجئين، الفلسطينيين الذين قد لجأوا إلى لبنان في الانتقال إلى سوريا وخاصة بأن الدولة السورية قد سنت في القانون السوري معاملة الفلسطينين أسوة في المواطنين السوريين في كامل الحقوق باستثناء الجنسية والمشاركة أو ترشح للإنتخابات البرلمانية، وفي هذا الصدد فإن جامعة الدول العربية قد وضعت بند يتعلق في إعداد اللاجئين في دول العربية التي استضافتهم من حيث الحقوق والواجبات، حيث ينص على معاملة اللاجئين الفلسطينيين إسوة في المواطنين باستثناء الجنسية وترشح للبرلمان في دول المضيافة.
وقد عانا اللاجئين الفلسطينيين من
سلوك وقوانين عنصرية في لبنان بشكل خاص ليس من الشعب اللبناني بل من القوانين لم تلتزم بنظام جامعة الدول العربية، هذه المحطة الأولى من الأجواء بعد ذلك كرس الشعب الفلسطيني في إتجاه التعليم في المدارس والجامعات في دول العالم، إضافة إلى الأعمال المهنية والتجارية المختلفة وكذلك إنتقل رؤوس أموال فلسطينية إلى دول عربية وغيرها، ومع كل ما أصاب الشعب الفلسطيني نتيجة النكبة فإن الشعب الفلسطيني لم يستكين فقد لاجى أعداد كبيرة إلى الأحزاب العربية القومية والإسلامية واليسارية، حيث إمتازات معظم الأحزاب في الخطابات الحماسية لم تسمن ولم تغني من جوع غير إنهاء كانت تشحن الهمم، وقد كانت بعض المجموعات الفدائية تقوم بعمليات عسكرية ودول معسكرات للجيش الإحتلال الإسرائيلي وكذلك للمستوطنات، وتم تشكيل فدائيون مصطفى حافظ بقطاع غزة، إضافة إلى خلايا و مجموعات فدائية، حيث كان قطاع غزة أبرز المحطات للمقاومة الإحتلال وانطلق العمليات العسكرية نحوا الأرض المحتلة، وفي حقيقة الأمر بأن الشعب الفلسطيني لم يتوقف عن القيام بواجباتها النضالية والكفاحية من ثورة البراق إلى ثورة عز الدين القسام إلى ثورة في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وثورة القائد عبد القادر الحسيني وجيش الإنقاذ والذي استشهد في معركة القسطل وفي ذات السياق كان بروز قيادات فلسطينية لهم دوراً في مراحل الصراع القائم مع الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، من المجاهد الكبير الحاج أمين الحسيني والمناضل الكبير احمد الشقيري مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية وفي المرحوم الدكتور جورج حبش ورفاقه في الجامعة الأمريكية في بيروت والذي عمل على تأسيس حركة القوميون العرب، وفي غضون ذلك كانت مجموعات تعمل من خلال تأسيس رابطة الطلبة الفلسطينيين في جمهورية مصر العربية، حيث إنطلاقة الحركات الطلابية ومن مكونات الأحزاب التي كانت سائدة الإخوان المسلمين والقوميون العرب، والمقربين من عبد الناصر والبعثيين إلى أن كانت الولادة الجامعة من خلال حركة فتح وقياداتها التاريخية وفي المقدمة القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله تعالى، بدأت فتح باعداد كانوا من جماعات إسلامية ومنهم من حزب البعث ومنهم قوميون وطنيون كلهم قد تخلوا عن احزابهم بعد الانضمام إلى حركة التحرر الوطني لشعبنا الفلسطيني حيث تجسد ذلك من خلال إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة “قوات العاصفة” الجناح العسكري لحركة فتح فجراليوم الأول عام 1965 هي محطة جديدة ومتجددة بتاريخ الشعب الفلسطيني وقد تحول هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات في فلسطين والشتات ثوار هم وقود الثورة الفلسطينية المعاصرة وقطاع غزة عبر كل محطات النضال شعلة الكفاح المسلح لتحرر الوطني حتى اليوم الحاضر؛ لذلك فإن قطاع غزة بشكل دائم في دائرة الاستهداف، حيث معقل الثورة الفلسطينية والتي لا تنتهي بل تنتقل من جيل إلى جيل اليوم وفي ذكرى النكبة ماتزال غزة تقاوم ولن تستسلم، رغم حجم الخسائر البشرية وتدمير البيوت والمخيمات والأبراج السكنية والجامعات والمدارس والمؤسسات العامة والخاصة والمساجد والكنائس
فإن المقاومة المسلحة الباسلة كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى والوية الناصر صلاح الدين وكتائب الشهيد أبو علي مصطفي ومختلف الأجنحة المسلحة
للمقاومة تستمر ولا تنتهي، حتى يتم جلاء الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري الفاشي، وسوف تكون غزة مقبرة للاحتلال ونكرر من النكبة إلى الثورة حتى النصر المبين نصر من الله وفتحنا قريب وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.