محمد المحسن
أمد/ يتحدث التونسيون داخل تونس وخارجها بفخر واعتزاز كبيرين على تلك الطالبة التي،آلت على نفسها تسلق حائط كلية الآداب بمنوبة ورفع الراية الوطنية التي نكسها أحد الطلبة السلفيين.
هي امرأة تونسية اختارت الحرية عنوانها ؛وحب الوطن دينها؛وعلم تونس حجابها؛والسلام هدف لثورتها..
هي أنثى رقيقة زمن الحبّ وجاسرة زمن الغدر لا يرضيها سوى رفع رمز السيادة الوطنية عاليا،شامخا مرفرفا بعنفوان ومخترقا بشموخ سجوف الذل والإهانة..
أتحدث هنا عن البطلة خولة الرشيدي أصيلة ولاية قفصة الثائرة..خولة لم تكن زمنئذ (7 مارس 2012) مجرد طالبة انفعلت في لحظة تاريخية فارقة من زمن هذا الوطن،خولة كانت إمرأة تونسية أصيلة تواصل في زمن-أخرس وأصم-ما سطرته نساء تونس بكل أشكال النضال لتخلد إسمها في لوح تذكاري في كلية الآداب بمنوبة وأيضا في ذهن القادمين في موكب الآتي الجليل..
تذكرت-خولة البطلة-واللبوة الجسورة-تزامنا مع واقعة تغطية الراية الوطنية وحجب جدارية العلم التونسي،بخرقة من القماش..! هي فضيحة بأتم معنى الكلمة وجريمة يمكن أن ترتقي إلى حد الخيانة العظمى،تستوجب المحاسبة والعقاب..فضيحة مخزية وقعت في بلادنا بتعلّة تنفيذ عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بعد أن اعتبرت أن بلادنا لم تمتثل للمدونة العالمية لمكافحة المنشطات ولم تعتمد تعديلات مفروضة على النصوص التشريعية والتنظيمية..
حادثة استنكرها جميع التونسيين واستنكروا اليد “التونسية” التي قامت بوضع “الخرقة” فوق جدارية علمنا المفدى الذي استشهد من أجله آلاف التونسيين والذي تفانى أبطالنا في رفعه في المحافل الدولية السياسية والرياضية والثقافية والعلمية حتى أن رئيس الدولة قيس سعيد سارع بالتوجه الى المسبح الأولمبي برادس حيث تدور فعاليات منافسات النسخة السابعة لبطولة تونس المفتوحة للسباحة ورفع العلم التونسي عاليا تزامنا مع عزف النشيد الوطني في القاعة موجها تعليماته برفع الراية التونسية فوق وعلى كل جدران القاعة..
ولمن لا يعلم أقول :
إن علم البلاد،يمثل رمز استقلال تونس وسيادتها والذي يعد أول راية وطنية عربية تعتمد رسميا سنة 1831 ويحتفل به الشعب التونسي كل يوم 20 أكتوبر من كل عام،يحمل في طياته تاريخا طويلا من البطولات والملاحم عبر عقود طوال من الزمن..
وهنا أختم : إن العلم ليس مجرد قطعة من القماش بألوان ورموز،بل هو رمز للسيادة وفيه كل معاني العزة والمجد والسمو ومشاعر ومعاني الوطنية وهو رمز للهوية،والمتحدث الرسمي دونما صوت في المحافل الدولية والمحلية والخارجية من الواجب تقديسه والذود عن بقائه شامخا خفاقا، وأنا على يقين أن حادثة مسبح رادس لم ولن يسمح بها كل وطني غيور على هذه البلاد..وطني بحجم خولة الرشيدي التي وضعت علمنا خلف شغاف القلب..
وإليها أهدي هذه الأبيات لشاعر تونس الكبير الراحل محمد الصغير أولاد أحمد :
كتبتُ،
كتبتُ..
فلم يبق حرفُ.
وصفتُ،
وصفتُ..
فلم يبق وصفُ
أقولُ،إذا،
باختصار ٍ و أمضي:
نســاءُ بـلادي
نســـاءٌ..
و نصفُ