وفاء حميد
أمد/ بتاريخ ١/٤/٢٠٢٤/ تم اغتيال سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني، بينهم ضابطان كبيران في ضربة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في قلب العاصمة دمشق، تعهدت إيران بالرد في المكان والزمان المناسبين، هذا التهديد أربك الكيان المحتل وجعله يعيش حالات من الهلع والخوف، واستنفار داخلي، لدى الحكومة، والشعب الإسرائيلي، وحليفتها الاولى الولايات المتحدة الأمريكية…
وجاء يوم المفاجأة صاعقة في ١٣/٤/٢٠٢٤/ فقد أطلقت الجمهورية الإيرانية من أراضيها سربا من الطائرات المسيرة، وصواريخ، أوقفت العالم كله على عصب واحد، في احتمال وقوع حرب إقليمية، او عالمية، لكن الرد كان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء الغربين وبعض الأنظمة العميلة، على أهبة الاستعداد، أدى إلى التصدي لهذه الضربات، ووقوع خسائر مادية فقط، وهذا ماجعل الكيان في حلبة مصارعة يتلقى الصفعات من عدة اتجاهات، من المقاومة في غزة إلى الجبهة الشمالية مع لبنان إلى الأخيرة ضربة إيران، إلا أن الرد “الإسرائيلي”، كان سريعا بإطلاق مسيرتين داخل الأراضي الإيرانية لكن إيران تصدت لهما، فكان الغليان لدى الحكومة يشتعل لهيبا، خاصة أن إيران أصبح لها في الشرق الأوسط دور تاريخي ومتغير ومؤثر في الاونة الأخيرة، فماكان من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن هدأت من روع ربيبتها ” إسرائيل “ونار غضبها ، بأن تحافظ على هدوئها، حتى لاتتوسع دائرة الحرب، وكانها تتوعد ايران برد مفاجئ…
يأتي يوم ١٩/٥/٢٠٢٤/ مفاجئ وهو وقوع حادث لمروحية الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسین أميرعبد اللهيان، واختفاء مروحية مع مسؤولين كبار في جبال ولاية أذربيجان الشرقية، أودى بحياتهم بعد سقوط المروحية بالقرب من الحدود الشمالية الغربية لإيران مع اذربجان، وهي منطقة ينشط بها الموساد ” الإسرائيلي”، بعد زيارته لافتتاح سد “قيز قلعة سي” مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والسد هو الثالث الذي بنته الدولتان على نهر أراس…
والمعروف سابقا توتر العلاقات بين البلدين خلال العقود الماضية بين الهدوء والتصعيد على خلفية الصراع على إقليم “ناغورنو كاراباخ ” من جهة والتقارب مع إسرائيل من جهة أخرى. هذا التقارب أثار حفيظة الإيرانيين، الذي تخشاه طهران جراء هذا التقارب الأذربيجاني “الإسرائيلي”، وتنظر إيران بعين الريبة إلى دور أذربيجان المتزايد في محاولات تطويقها إقليمياً في إطار استراتيجية العقوبات والضغوط التي تمارسها واشنطن على طهران.
الا أن العلاقات تحسنت بعد سنوات من التوترات المتزايدة، فقد أشارت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى باكو في تموز إلى انتقال الدبلوماسية بين أذربيجان وإيران إلى مستويات أعلى. ويجلب الانفراج الجديد الذي لم يعد أمرًا خافيًا إيجابيات لكلا الطرفين. فقد كان لقاء وزير الخارجية الإيراني الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف على هامش القمة لافتًا. ويمثل الاجتماع انفراجًا مفاجئًا بين…البلدين، والسؤال هنا من يكون وراء سقوط مروحية الرئيس ووزير خارجيته واغتيالهما؟ وهذه الحادثة تقع لمصلحة من ؟!!!