بكر أبو بكر
أمد/ إن معضلة التعامل مع العدوان الصهيوني الحالي سواء ارتبط ذلك بالمحاورالاقليمية المتصارعة،أو بالإطار الوطني الفلسطيني المنقسم سياسيًا هو انعدام الفعل المؤثر لوقف العدوان الصهيو-أمريكي الشنيع بما يعنيه وقف نزف الدم الشريف، ووقف عدّاد الضحايا المدنيين، وكأن هؤلاء الضحايا-الشهداء مجرد أرقام ويشكلون رصيدًا يُحسب فقط لتحقيق مآرب أي من المحاور، وفي تنظيرات تسرق تجارب سابقة لم تكن غزة اليوم في تشابه كامل مطلقًا مع أي منها.
إن النتيجة الحالية لكارثة العدوان الفاشي على غزة هو حرث وتدمير الأرض بحيث أصبحت غير قابلة للعيش، إنها مذبحة صبرا وشاتيلا التي تتكرر كل يوم، حيث المقتلة للآلاف بلا ثمن الا الدعاء لهم من أبخس الناس وراء الشاشات بضرورة الموت (الشهادة)! وكأن الشعب الفلسطيني خُلق للموت، وليس أنه شعب يحبُ الحياة كغيره من شعوب العالم، ومما خلق الله الانسان لأجله أي الحياة بحرية وإعمار الأرض.
إن الفلسطينيين أو أي المحاور في المنطقة العربية المسيطرة على أجزاء من الحدث التاريخي الفاصل اليوم أي العدوان الفاشي و”صبرا وشاتيلا” اليومية المستمرة في غزة لا يمكن
• أن يدّعي أي منها تحقيق انجاز، إن لم يكن الهدف واضحًا وبوصلته فلسطين وشعبها المنكوب
• وإن لم تكن قاعدة التوافق العربي والفلسطيني هي الأصل، والوحدة هي الجامع
• فيما أن القاتل المجرم يرتع في المساحة المتاحة لمقتلته ومذبحته أي في غزة والضفة
• القتل يتم بلا رادع، بل وبدعم غربي استخرابي مازال قائمًا ومتواصلًا، وبهبل ثقافي عربي يفترض الاستهانة بالضحايا، وكأنهم خلقوا للموت!
• ولن يتوقف العدوان تحت أي ظرف سواء بالعمل العسكري، أوالعمل الدبلوماسي مادام الطرفان الفلسطينيان على الأقل مفترقان
• ومادام النظر (الإسرائيلي والامريكي) هو لتنظيم إرهابي فلسطيني، سواء سياسي دبلوماسي أو شعبي (مقاومة شعبية)، أوعسكري.
إن الأصل هو التكامل والتوافق والوحدة. فالانجازات الدبلوماسية بدأت كنتيجة وثمرة لنضالات المقاومة والثورة الفلسطينية وبقيادة ياسر عرفات الذي وعي معنى الاستثمار وتحقيق النتائج السياسية في ضوء العمل العسكري مبكرًا فاستثمرها بخطابه الأول بالامم المتحدة عام 1974 لينفتح باب الاعتراف العالمي.
ثم من خلال اعلان الاستقلال لدولة فلسطين عام 1988 إثر الانتفاضة الكبرى، الذي شرّع واسعًا باب الاعتراف العالمي (والاعتراف العالمي والقوة بكل أشكالها كما قال مؤسس الكيان الإسرائيلي حاييم وايزمان هما الأساس لنشوء الدولة اليهودية في فلسطين).
ثم ما كان من الاعتراف بدولة فلسطين دولة عضو مراقب عام 2012 من 142 دولة.
ومؤخرًا عام 2024 واعتراف إيرلندة، وإسبانيا والنروج…، فلقد كان الاعتراف الحالي امتدادًا لمسيرة فلسطينية-عربية متكاملة بلا شك.
وليس فقط لسبب هول المذبحة الطويلة الأمد، والكارثة الضخمة التي لم يسبق لها مثيل في فلسطين، وإنما للصحوة العالمية لجريرة الاحتلال وعدوانه وظلمه التاريخي والتطهير العرقي منذ النكبة، حيث تزحزحت الحكومات أو بعضها (في أوربا) تبعًا للحراك الشعبي، والوعي الانساني والقيمي والحضاري.
إن التحركات الأخيرة بالاعترافات بدولة فلسطين القائمة (تحت الاحتلال) ومثلها قرارات الجنائية الدولية تُعدّ منجزًا ونصرًا ليس للمحاور، وليس لجماعة “فتحستان ولا حماسستان”. وإنما انتصارًا حقيقيًا لتضحيات أبطال الأمة العربية ولفلسطين وشعبها البطل منذ النكبة، وبمنطق استمرار الثورة والكفاح حتى تحريردولة الحرية من الاحتلال.