حمادة فراعنة
أمد/ يحق للزميل الصديق الكاتب الأكاديمي الوزير د.مهند مبيضين، أن يتباهى بما فعل في مبادرة «منتدى الأردن» للاعلام والاتصال الرقمي.
فالحضور العربي المتعدد، والتنظيم الوطني اللائق، والتكريم المعتبر للمؤسسات الاعلامية والذوات الأردنية الذين شملهم التكريم، يستحق أن نشارك الوزير وطاقمه بالمباهاة، فالاختيار المتعدد الذي شمل هذا الكم النوعي من التكريم للمؤسسات والأفراد، لا شك أنه جدير بالاحترام، وإن كان، كما كنت أتمنى أن يشمل هذا التكريم شخصيات وازنة شكلت الأرضية التي سبقت ابداعات المكرمين، وعليها وعلى الأرضية والإنجازات السابقة واصلوا العمل حتى حققوا ما حققوه، خلال 25 سنة الماضية من عمر بلدنا وشعبنا ومؤسساتنا.
لا يستطيع أي مراقب أن يغفل ذوات راحلة كان لها الفضل قبل المكرمين، في وضع الأسس والتراكم الذي أدى إلى إنجاز المنجزين الذين تم تكريمهم، وبنوا ما فعلوه على إنجازات ما قبلهم، والذين سبقوهم.
لا يستطيع المراقب أن يغفل دور ومكانة الصحفي المميز الرائع الراحل محمود الكايد حياصات الذي كان مميزاً في إدارة جريدة الرأي وتفوقها والمكاسب التي حققتها بفضله، قبل مرحلة استعادة شعبنا لحقوقه الدستورية عام 1989، كما لا يمكن القفز عن دور وانجازات عائلة آل الشريف محمود وكامل الشريف اللذين قادا الدستور بروح محافظة، تُضاهي الرأي وتسير معها بشخصية ونكهة وطنية اضافية، كما لا يمكن تناسي دور د. رياض الحروب الذي اخترع ورسخ مدرسة شعبية بنكهة معارضة قادتها شيحان، وشكلت المقدمة للصحف الاسبوعية المنفلتة، ناقلاً تجربة صحف اليونان «الصفراء» حيث كان دارساً وطالبا هناك في كلية الطب .
ثلاث مدارس مختلفة مكملة لبعضها شكلت الحالة الإعلامية للصحف الورقية في بلدنا قادها: الكايد وعائلة الشريف والحروب، يجب التوقف عندها وتقدير قادتها ومبادراتهم النوعية، التي يستحقون عليها وبسببها التكريم و التقدير والعرفان .
مع ذلك ما بادر له وزير إلاعلام مهند مبيضين، حتى ولو أغفل أي دور لأي شخص أو مؤسسة فهذا لا يقلل من قيمة الإنجاز والمبادرة والفعل الذي سيرسي مقدمة لما بعده، لعل مبادرته تتواصل سنوياً كما قال وكما وعد، سواء بقي وزيراً أو رحل عنها، ولكنها ستبقى مسجلة له باسمه، لعل أول من يأتي بعده يواصل هذا الطريق وهذا الخيار لتكريم من يستحقون التكريم .
مبادرة منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي، بما حوت من ضيوف كرام عربياً، وبشكل خاص من فلسطين: رؤساء تحرير صحف وكتاب وصحفيين، دال على سعة أفق نحتاجها لأنها تُشكل سنداً للفعل السياسي المبادر الذي تقوم به الدولة الأردنية في التعامل مع القضايا القومية الساخنة، وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته القاسية وتطلعاته المشروعة.
في تقييم المهنيين كانت الأحرف واللغات هي المحطة الأولى في سلسلة التقدم البشري، وكانت الطباعة المحطة الثانية وها هو الاتصال الرقمي المحطة الثالثة، التي لها أدواتها ومعاييرها، وهذا أحد دوافع عقد المنتدى لتطوير أدواتها الإعلامية وصيانتها، ولا شك أن هذا المنتدى بما فعل لن يكون يتيماً مستقبلاً بل سيشكل الأرضية للبناء عليه باتجاه التطوير الذي نتمناه ونسعى إليه.