د. ناصر اللحام
أمد/ على طريقة الاعيب الأطفال يدير نتانياهو حكومة اليمين المتطرف وطريقة الرد على الوسطاء الامريكان الذين يتعمدون لعب دور الساذج المندهش امام العالم ، وقد توصل نتانياهو الى فكرة انه ليس من المهم ان يقنع خصومه باي شيء او اية أفكار بل ان يقول امامهم اية قصص وليذهبوا هم وأهالي الاسرى الإسرائيليين والامريكان والأمم المتحدة والعالم والمحكمة العليا والوسطاء العرب الى جهنم . فالمهم ان يبقى هو رئيسا لحكومة يمين او حكومة مع الحركة الإسلامية ومنصور عباس او رئيسا لحكومة المثليين !! المهم ان يبقى هو رئيسا للحكومة .
نتانياهو رفض القرارات العالمية بعدم احتلال رفح ، ورفض النصيحة الأمريكية كما رفض موقف جنرالات الجيش انه لا يوجد اهداف عسكرية في رفح وان اجتياح المدينة سوف يضر بإسرائيل اكثر مما يفيدها وانه قد يوتر العلاقة مع مصر ومع الجيش المصري . نتانياهو قال لهم انه يعرف كيف يفاوض العرب وكيف يفاوض السنوار من فوهة المدفعية وانه بعد احتلال رفح سوف يقايض يحيى السنوار الانسحاب من رفح مقابل إعادة الاسرى الإسرائيليين .
فكرة تافهة لا صلة لها بارض الواقع . ولكنه نفذها والان يرسل طاقم المفاوضات الذي يديره هو ليقدموا هذا العرض الساذج !!
خبراء استراتيجيون قالوا على شاشات التلفزة الإسرائيلية : هل يوجد أي انسان في العالم يصدّق ان لعبة غبية مثل هذه يمكن ان تنطلي على يحيى السنوار !!
وبالتأكيد لا يهتم نتانياهو الان اذا كانت الفكرة سديدة او حمقاء . فالمهم انها انطلت على حكومته وعلى اليمين وكسب ستة أسابيع أخرى في الحكم ولو كانت هذه الأسابيع دمّرت سمعة إسرائيل في العالم .
تلخيص لكل ما تابعناه في الاعلام العبري منذ إعادة احتلال رفح وحتى اليوم، ان نتانياهو لا يزال يحكم ولا يزال يواصل هذه الحرب المجنونة لأنه لا يوجد زعيم معارضة في إسرائيل يستطيع ان يهدد بقاءه في السلطة . فجميع قادة المعارضة في إسرائيل تحوّلوا الى “بهلوانات ” يستخدمهم نتانياهو قبل الحرب وبعد الحرب كما يريد .
وفي خطة نتانياهو ان تبقى إسرائيل في حالة ضياع على هذا النحو، وهو يدير الازمة بأزمة اكبر حتى شهر نوفمبر القادم. حتى موعد الانتخابات الامريكية .
لو فاز ترامب فان نتانياهو سيدخل العام 2025 وهو مرتاح لفوزه القادم في الانتخابات ، ولو فاز بايدين فانه يعرف كيف يلاعبه بإصبع واحد كما يلاعب غانتس واي وزير اخر في حكومته .