معاذ خلف
أمد/ إسرائيل تجاوزت كافة الخطوط الحمراء في غزة ، و أصبحت علننا متحدية كافة دول العالم و المؤسسات الدولية تمارس الإبادة الجماعية و التطهير العرقي بحق الفلسطينيين .
مجزرة رفح بالأمس “مجزرة الخيام” كانت بمثابة صفعه على وجه العالم الذي تمادى في صمته و صم أذنه و اغمض عينيه عن ما يحدث في فلسطين ، و كأننا لسنا شعوب كباقي الشعوب او بشر كباقي البشر ، و لكن ما يهونها بالنسبة لنا كفلسطينيين اننا أصحاب قضية و أننا مأمورون في القرآن الكريم بالجهاد في سبيل تحرير الأرض و الأقصى المبارك ، و مهما خسرنا من شهداء ، فهم حتما على طريق التحرير .
صباح الأمس قام مجند مصري بفتح النار على شاحنة اسرائيلية اقتربت من الحدود و اوقع اصابات في صفوف العدو الصهيوني ، ردت القوات الصهيونية بقتله ليرتقي شهيدا ، و كان رد الفعل المصري ضبط النفس لعدم اتساع الحرب وتحولها الى حرب اقليمية ، الموقف المصري اسوة بالشعب المصري موقفهم كترمومتر ترتفع فيه الحرارة تدريجيا تجاه التجاوزات الصهيونية ، ويبدو ان مصر قد وصلت الى اقصى حد من ضبط النفس تجاه الاحتلال الاسرائيلي ، و ان الخطأ القادم سيكون الأخير بالنسبة لإسرائيل !
اتفاقية كامب ديفيد التي تكبل مصر قد تجاوزتها اسرائيل بكل صلف و غرور ، ضاربة بنتائجها عرض الحائط ، و اعتقد ان مصر تدرك جيدا ما حدث لإتفاقية اوسلو و الى اي حال وصلت السلطة الفلسطينية اليوم ! ولا اعتقد ان الشعب المصري يرغب في ان يعيش اوسلو في مصر ، فحتى السادات رحمه الله الذي وقع على اول اتفاقية سلام في المنطقة مع العدو الصهيوني قد توقع حدوث حرب اخرى مع اسرائيل بعد 5 سنوات لأن اسرائيل كيان توسعي !.
حزب الله جنوب لبنان اخذ في توسيع هجماته على العدو الصهيوني و يبدو انها قريبا ستتحول الى حرب شاملة في لبنان ، كذلك ايران قد وصل الترمومتر لديها الى الخط الأحمر بالنسبة لإسرائيل وتجاوزاتها ، ولن ننسى اليمن و العراق .
فإسرائيل في المنطقة كضيف ثقيل اقتحم بيت العرب عنوة وجلس و مع ذلك يمارس الفاشيه و القتل ضد أهل البيت ، فماذا لو كان البيت بيتهم ؟ ماذا لو كانت فلسطين ارضهم بالفعل ؟ ماكانوا سيفعلون بنا ؟
امريكا تسعى لتكبيل فكرة توسع الحرب وتحولها لحرب اقليمية لأن فيها نهاية حتمية لإسرائيل و النفوذ الأمريكي في المنطقة ، الأحداث العالمية تخبرنا اننا على اعتاب حرب عالمية ثالثة او اننا في اتونها بالفعل ومقدماتها ، فكما صبر روسيا قد نفذ تجاه اوكرانيا ، صبر الصين بدأ ينفذ تجاه تايوان ، و الاوروبيين يستعدون بشكل او بأخر للإنضمام الى اوكرانيا ضد الروس .
اذا الحرب الشاملة في المنطقة على الاعتاب ، ولا تكبحها سوى الإرادة الإمبريالية في محاولة اخيرة للحفاظ و انقاذ اسرائيل ، و ان حدثت لن يكون هناك اسرائيل ، ولا نفوذ امريكي في المنطقة ، و سيتحول العالم بأقل تقدير الى عالم متعدد الاقطاب ، هذا ان لم تهزم امريكا من قبل روسيا و الصين .
“التحولات التاريخية في الخارطة الجغرافية و السياسية و الحروب أمر متوقع ما هو غير متوقع هو ان نكون جزء من هذه التحولات ، ان يكتبنا التاريخ من مشاهدين الى صناعة هذا التاريخ ، رسالتي للعرب من المحيط الى الخليج ، زمن الخوف قد ولى ، فمجلس الامن اقوى سلطة تشريعية وتنفيذية في العالم مكبل أمام جرائم اسرائيل ، حان وقت الفعل ، حان وقت صناعة التاريخ . “