منجد صالح
أمد/ لا يختلف اثنان ولا يُنكر فلسطيني واحد ان السلطة الوطنية الفلسطينية تُعاني في هذه المرحلة من ازمات ومشكلات وصعوبات وعثرات ومطبّات عديدة،
منها الصعوبات المالية، بسب قرصنة الاحتلال اموال المقاصة، والتمويلية، بسب قلّة وربما انعدام تمويل “الدول المانحة”، والدول الشقيقة الغنية المُقتدرة،
الامور التي يُعاني منها وبسببها ونتائجها بالتالي، الآلاف من الموظفين العمومييين وربما الموظفين الخاصين ايضا، والمجتمع بأسره، فالامور مترابطة كالحلقات المُتداخلة،
اكاد اجزم واقول ان موظّفي دولة فلسطين صابرين محتسبين ويشكون همّهم لله سبحانه وتعالى،
وأما الحكومة فلسان حالها المواساة والاشادة بالصبر “لأن العين بصيرة واليد قصيرة”، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم،
في خضمّ هذا الوضع السريالي ، تذكّرت نكتة، “موقفا” حصل مع احد مخاتير محافظة نابلس في اواسط القرن الماضي،
كانت القرية تُعاني من الفقر وقلة الموارد فالزيتون جاء “شلتونه” على مدى عامين متتاليين،
اجتمع رجال القرية ووجهاؤها واشاروا على المختار الذهاب إلى عمّان وطلب المساعدة من الملك عبدالله الاول،
شرب المختار بقلولتين من حليب السباع واستجمع شجاعته وتسلّح باجماع رجال القرية وتوجّه إلى عمان على بركة الله،
في عمّان، سأل ودلّه الناس على ديوان الملك عبدالله، فدخل وسلّم وجلس في صالون يفضي إلى ديوان الملك عبدالله،
انتظر، “وناس جايّه وناس رايحة” وهو متمترس في مكانه وكلما سأل يقول له الحاجب اجلس،
مع ساعات الفجر الاولى انهى الملك عبدالله لقاءاته ومقابلاته والزيارات المتعددة، والمختار في مكانه،
قبل ان يفضّ الملك مجلس ديوانه سأل الحاجب اذا ما بقي احد في الصالون لم يدخل عليه،
فاجابه نعم، هناك مختار من احدى قرى الضفة الغربية ينتظر منذ البداية،
امر الملك عبدالله بادخال المختار عليه،
دخل المختار على الملك عبدالله وكله امل “بكثرة اللحم والشحم” وكرم الملك،
سأله الملك ماذا تريد يا مختار؟؟
فقال له احمل لجلالتك طلبا من اهل قريتي لمساعدتنا ماليا فالزراعة شحيحة،
همهم الملك وقال له اقترب يا مختار،
اثني دمايتك واقترب،
ثم عمل الملك حركة بيده الفارغة وقال له تفضل يا مختار: “طز طزين ثلاثة”، سكّر دمايتك وارحل،
رجع المختار إلى قريته وجمع رجال القرية في ديوانه،
قال لهم قفوا صفا امامي واشكلوا دماياتكم وافتربوا،
واخذ المختار يضع في ديماياتهم واحدا واحدا: طز طزين ثلاث،
استغرب الرجال وقالوا له: ما هذا يا مختار هل تسخر منا؟؟
فاجابهم لا والله، لكن هذه “عِملة الملك عبدالله”،
فهل سيحصل الموظفين على عملة شبيهة: “طز طزين ثلاث!!”.