أسعد أبو الخطاب
أمد/ تعتبر الممرات المائية الاستراتيجية مثل باب المندب من أهم الممرات البحرية في العالم، وتقع أهمية خاصة على مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. ومع تصاعد الأحداث السياسية والعسكرية في اليمن، ازدادت الاهتمامات بأمان واستقرار هذا الممر المائي الحيوي.
قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بتعزيز حضورهما البحري في المنطقة كجزء من جهودهما لمواجهة التهديدات الإقليمية، وخاصةً التهديدات البحرية المنبثقة عن النزاع في اليمن. ومع ذلك، يطرح السؤال عما إذا كانت هذه الخطوات قد جنت الأمان المرجو أم أنها أدت إلى تفاقم المشكلات والتهديدات.
تبعث الهجمات البحرية المتزايدة من جماعة الحوثيين في اليمن على إشارات استفهام حول فعالية الاستراتيجيات العسكرية التي اتخذتها الولايات المتحدة وبريطانيا. فقد شهدت المنطقة تصاعداً في الهجمات على السفن التجارية والناقلات النفطية، مما أثار مخاوف بشأن استقرار الممر المائي وسلامة الملاحة.
من الواضح أن استراتيجيات الرد العسكري لم تحقق النجاح المطلوب في وقف التهديدات البحرية، بل عادت لتزيد من تصاعدها. يظهر ذلك في استمرار الهجمات البحرية وتصاعد حدتها، مما يسلط الضوء على فشل السياسات الرامية للحفاظ على الأمن في المنطقة.
بالتالي، يبدو أن الغرب لم يجني الأمان المتوقع من الصفقة البحرية باليمن.
بل ربما أدت تلك الخطوات إلى تصاعد التوترات وزيادة خطر تأمين الملاحة في المنطقة، مما يستدعي إعادة النظر في الاستراتيجيات العسكرية والأمنية المتبعة في البحر الأحمر والمحيط الهندي.