أمد/
وليحفظك الله لي حب وعشق ازلي، فأنا أحلم بأن نلتقي، أمسك بيدكِ، نخرج للبرية ونسير بفرح، نتراكض كأطفال حينا، وككبار يدركون معنى الجمال حينا آخر، نصعد التلة القريبةو نتراكض بين أشجار الحرش، نجلس على أعشاب نابتة خضراء وننظر لالتقاء الأزرق مع التلال، أقطف وردة برية حلوة أزرعها في مفرق شعرك، أسقيك القهوة من يدي ونحتسيها من فنجان واحد، تضميني لصدرك الدافئ العارم، أقبلك بحنان وحب، تتماسك الأيادي وتتلاقى النظرات وتنصهر الأرواح، نحلم بلقاء آخر، بصباح الحنين والحب.
اول الأمس كان آخر مساء في رام الله، وحين انبلج فجر الأمس كنت أحتسي آخر فنجان قهوة بنكهة متمازجة بياسمينات رام الله بود ينبعث وحنين آت، استيقظت على زخات مطر وشعاعين، صباحكِ وشمس أودعها هناك، وشمسكِ تستقبلني في عمَّان، في رام الله كانت لحظة وداع، لحظة (بكت دمعتين ووردة)، فأعادت لذاكرتي دمعات سالت على وجنتي وأنا اعبر الجسر الخشبي المحطم مغادرا رام الله طفلا في الثانية عشرة وبعض من الشهور بعد الهزيمة الحزيرانية، ولحظة لقاء أحلم ان تضمنا من جديد نلتقي فيها ولو بأحلامي، فأهمس: لكِ مني حنيني وصباحكِ جمال مرة أخرى، أختم وجودي في رام الله بالتحليق معكِ، وفي عمَّان سأتناول افطاري الأول الآن، آخذ حمام الصباح البارد، فعمَّان تملأ سماؤها الغيوم.
ارتشف قهوتي، اشارككِ لحظة طعم البن الذي تقاسمناه في صباحاتٍ لا أعرف ان كانت مزعوجة من سفري، وفي عمَّان ستكون روحي في راميَّ الجميلة، سأشتاقكِ واشتاقها، وطيفك يعرف كي يحلق ويأتيني شرفتي العمَّانية، حتى أصل صباحكِ حنين وحب وحكاية عشق، وبحث عنكِ لتحيلي طيفكِ جسدا متجسدا، سأبقى الآن فترة في عمَّان، حتى تجهز صومعتي التي ارممها في بلدتي الصغيرة جيوس، وسأبقى أحن إلى قهوتي في رام الله، حيث الحمام يحط الان على نوافذ الصومعة التي هجرتها في سفرٍ لمعانقة الوطن من جديد، فلكِ مني هذا المطر المحمل بقطرات الفرح الآتي والحنين، فليكن صباحكِ أحلام آخر الحروف من رام الله وأول الحرف من عمَّان، مع رشفات القهوة وفيروز ودالية العنب، شمس تتسلل من بين الغيوم، فقد حرصت أن أودعكِ وآخر اطلالتي عليكِ وانتِ هناك ، حتى التقيك هنا بود وحنين وأول صباح عمَّاني، حيث حين انبلج فجر اليوم كنت احتسي اول قهوة عمَّانية مستذكرا آخر فنجان قهوة بنكهة رام الله، فليكن صباحك اجمل ورام الله أجمل وذكرى ميلادي اليوم والبدء في عامي الثاني والستين أجمل.