منجد صالح
أمد/ ربما يكون ليلنا دامس، من اثر “الغبراء وداحس”،
يتكوّم الركام حطاما حطاما في كل شارع وقرنة وضفاف نهر جاف،
لكن فجرنا يبزغ، ومع بروز الفجر الوليد نُردّد في حُلمنا وصحونا، في النوم واليقظة والواقع المرير والخيال، والخيال بملمس الحرير، أن غدنا يُبشّر بنصر من العلي القدير،
“على هذه الارض ما يستحق الحياة”، والارض ارضنا والرمل رملنا والبحر بحرنا والجبال جبالنا، ونسمات الغرب تهبّ علينا تنعشنا وتزيدنا قوة وايمانا بحقنا الخالص لنا،
وأن كلّ ما هو طارئ سيبقى طارئا وسيخرج من معادلة التاريخ كما خرج كثيرون، بادوا بعد ان كانوا سادوا، غزاة ومستعمرين ومحتلين،
ما يخطّه الرجال في الليل وأوّل الهجيع يغدو “سجلّا وطنيا ثريا، كنزا يتناقله الجيل التالي ، الاشد مراسا، نجى بندبات متعددة على جسده من تحت الردم والدمار،
صنع من دعامتي خشب “هالت “عليه وقت القصف، جناحين قويين لصقر لم تغفو جفونه ،تماما، من يومها حتى يُعيد مياه النهر كاملة إلى مصبّها، تتفتّح على جنباته زهور البنفسج والاقحوان والرياحين،
تنعكس على صفحة المياه الفرات في النهر الجاري الحالم صورة الوطن الوضّاء، تحرسها اجنحة الصقور والنسور، الفرسان الجدد، نبعوا من رحم المعاناة ونجوا اطفالا صغارا من فرط زحام مستشفيات دُمّرتها ايادي الطغاة الغزاة الخارجين من نسق الحضارة والانسانية،
وسيُخرجون من صفحات التاريخ وسيرته ومسيرته،
ليبقى حُلمنا يقظا وهّاجا ينقش خطاه الواثقة الراسخة في سديم الليل بين اجنحة الصقور والنسور وقبضات الفرسان الجدد على احصنة مُجنّحة من نور، برائحة المسك والبخور،
ويبزغ الفجر تنيره نجمات درب التبّانات في سماء فلسطين وقت الحصاد، والقمر بدر البدور.