عمر حماد
أمد/ أصبح من المؤكد لنتنياهو أنه لا يوجد لدى حماس أرقام واضحة للمختطفين، وذلك نتيجة التشتت الذي أصاب الحركة بالإضافة لقطع الاتصال والامداد بين خطوطهم، عدا عن فقدانهم ما يزيد عن ثلثي قوتهم العسكرية، ولذا تحاول الحركة كسب الوقت لإيجاد وسيلة للخروج من هذا المأزق، فالسنوار يتمرد على قيادة الخارج والأخيرين يحاولون التملص من الضغوط الدولية لإنهاء الحرب.
كل ذلك عدا عن التخبط السياسي لقيادة الخارج، فعلى سبيل المثال يخرج علينا أبو مرزوق ليقول ” أهل غزة مسؤولية الأمم المتحدة”، ويقول أيضا موجها خطابه لنتنياهو ” بدك تضرب رفح، اضربها وخلصنا”، فاين هي المسؤولية عن شعب يزيد عدده عن مليوني إنسان، هل أنت مؤهل لقيادة شعب؟
أما توجه كل من أبو عبيدة وإسماعيل هنية، وخالد مشعل بمناشدة الشعب الأردني بالانتفاض ليقول مشعل ” نحث الأمة بالانخراط في المعركة وأن تختلط دماء الأمة بدماء أهل فلسطين”، فأين هي المسؤولية تجاه الأمة العربية من اقحامها في حرب شاملة.
ثم تبعهم خليل الحية ليقول “لا مانع لدينا من التحول لحركة سياسية ورمي السلاح مقابل إقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة”، وهنا وجب السؤال: هل كانت أوسلو تدعو لأقل من ذلك؟ فلماذا أجهضتموها بعمليات غير مجدية سوى دفع العملية السلمية إلى الوراء ومن ثم قتلها.
أما السنوار والذي خاطب نتنياهو قائلا في احدى خطاباته ” سأذهب إلى البيت مشيا على الأقدام، وأنت تعرف مساري، فإن أردت قتلي فأنا بانتظارك”، أما الحقيقة هي منذ أن بدأت المعركة وإلى اليوم لم يخرج ليطمئن الشعب ولو بكلمة واحدة.
وأيضا محمود الزهار الذي قلل من شأن فلسطين قائلا ” هي لا شيء ولا حتى تظهر على الخريطة”، فأين هي الوطنية في ذلك؟
وهنا فإن التاريخ يستوجب منا ذكر ما حدث في حرب لبنان 1982، عندما قاد الرئيس الخالد الحرب بعد أن استشار كافة أطياف منظمة التحرير الفلسطينية والتي تمثل الكل الفلسطيني، متخذين قرارا بالحرب، ليخرج الشهيد الرمز على القيادة ليقول “هبت روايح الجنة” وقاتل في حرب بطولية وصمود أسطوري التحم فيها الشعبين اللبناني والفلسطيني في خندق واحد لمواجهة العدو، ومن بعد حرب دامت ثلاثة أشهر ليعلن الختيار وقف الحرب حقنا لدماء أطفال بيروت، وليخرج منها متجها لدول عديدة ومنها تونس ويودعه الشعبين اللبناني والفلسطيني بالدموع والورود ، فإنا نقاتل عندما نريد أن نقاتل بالقرار الفلسطيني وليس بإملاء خارجي.
إن التحرير لا يكون بالشعارات الواهية، والمقاومة الحقيقية هي مناوشات لاستنزاف العدو، وليس لحرق الشعب واقحامه في مجازر مدمرة، وأما التضحيات فيجب أن يكون لها حدود لا أن تكون بكامل الشعب ومقدراته.
نستذكر أيضا شيخ المناضلين أبو علي شاهين “رحمه الله” عندما نزل لشوارع غزة بعد الانقلاب الغاشم حاملا صورة الشهيد الخالد وصارخا ” نصف قرن من النضال ليحكمني ملثم …. لا، لن يحكمني ملثم”.