د. ناصر اللحام
أمد/ ليس في أوكرانيا فحسب . بل هنا يتهدد البشرية استخدام أسلحة نووية لإبادة السكان والمدن . هنا على هذه الأرض المقدسة هناك خطر حقيقي لاستخدام أسلحة غير تقليدية في الحرب ومن جميع الأطراف .
إسرائيل تعتقد انها تمتلك لوحدها أسلحة الدمار الشامل . ولكن التقارير الأمنية الامريكية والعالمية تقول عكس ذلك . فأسلحة الدمار متوفرة وتباع على الأرصفة لمن يدفع أكثر، وبالتالي خطر الفناء يتهدد المنطقة كلها امام موجة التطرف اليميني التي افقدت الحكومات عقلها وافقدت الجنرالات شرفهم العسكري .
منذ ساعات الصباح يخرج وزراء ليكود على الشاشات ويدعون للبدء بحرب شاملة على الإقليم أولها لبنان. وفي الخطة التي قدمها نتانياهو للأمريكان : ان تقوم إسرائيل بتدمير لبنان وبيروت ومطاراتها وموانئها وأسباب الحياة فيها .
أمريكا أبلغت إسرائيل انها قد تعطيها الضوء الأخضر لمحاربة حزب الله وليس تدمير لبنان، فترد إسرائيل انها قد تحتاج لأكثر من عشر سنوات لتدمير قدرات حزب الله وبالتالي فان تدمير لبنان هو الحل الإسرائيلي وتفسير تل ابيب لهذا الجنون (ان حسن نصر الله وطني لبنان وسوف يؤلمه تدمير لبنان ) !!.
ما يحدث جنون ويجب ان يتوقف فورا من خلال خطة سياسية سريعة من أصحاب القرار الدولي والإقليمي والفلسطيني والإسرائيلي .
ولو وافقنا على القول : ان إسرائيل اقوى طرف عسكري وان مقاتل القسام هو اقوى مقاتل أيديولوجي في العالم وان اهل غزة اقوى شعب على وجه الأرض وان أمريكا اقوى دولة على البسيطة وان السلطة الفلسطينية اضعف سلطة في العصر الحديث وان فلسطين اعدل قضية في التاريخ .. لو اتفقنا او اختلفنا فهذا ليس مهم الان .
نتانياهو يريد الاسرى الإسرائيليين ، ويحي السنوار يريد وقف الحرب .. وأبو مازن يريد وبادين لا يريد ومصر تريد والسعودية تريد وكل طرف يريد . ولكن ما هي الاحتمالات المتبقية ؟.
اما حرب تدمير لا تبقي ولا تذر فتتحول كل المنطقة الى جهنم . وامّا وقف حرب شامل كامل تسترد فيه تل ابيب الاسرى الإسرائيليين كلهم وتطلق إسرائيل سراح جميع الاسرى الفلسطينيين .وتتوقف المدافع وتبدأ العقول بالتحرك لتسوية الأمور قبل فوات الأوان ودخول مرحلة الاجرام المنظم .
الان حان وقت الكلام المباح ، وعلى الرئيس ان يخرج ليتحدث لشعبه بكل وضوح من دون اجندات ولا لوم ولا عتب ولا محاسبات .يتحدث للأطفال عن مستقبلهم .
على الرئيس أبو مازن ان يلقي خطابا للناس وللعالم ويعرض خطة وقف الحرب مقابل تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس وإعلان بداية ترميم ما تم تدميره بأسرع وقت. واما المحاسبة والفواتير السياسية فلنتركها للناخب يقرر فيها .
لا يهم مستقبل أبو مازن السياسي ولا مستقبل أي تنظيم فلسطيني. ولا يهم مستقبل نتانياهو ولا مستقبل الانتخابات الامريكية، فاذا فقدت الشعوب مستقبلها ما قيمة ان يبقى مستقبل الزعماء فوق الخرائب والبيوت المدمرة والشوارع التي اختفت.