أمد/
غزة: تواصل دولة الاحتلال حربها العدوانية على قطاع غزة منذ 246 يوميا، خلفت أكثر من 116 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، جراء إغلاق المعابر، ورغم اعتزام المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير جيشها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية”.
ارتفاع حصيلة الشهداء
أعلنت الصحة يوم الجمعة، ارتفاع ضحايا الحرب العدوانية على قطاع غزة إلى 36731 شهيدا، غالبهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت الصحة في تقريرها اليومي، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 83530، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع جيش الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 8 مجازر في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 77 مواطنا وإصابة221 آخرين، خلال الـ24 ساعة الماضية.
مجازر متواصلة..
استشهد خمسة مواطنين على الأقل، مساء يوم الجمعة، في غارات نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مدينتي غزة ورفح.
وقالت مصادر محلية إن طيران الاحتلال قصف منزلا لعائلة طافش في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين وإصابة 10 آخرين، وإلحاق دمار كبير بالمنزل والمنازل المجاورة.
وأضافت أن شهيدا ارتقى بقصف لطيران الاحتلال على منازل المواطنين شمال مدينة رفح.
وأصيب عدة أطفال أثناء لعبهم داخل حي الزيتون بمدينة غزة، عقب إلقاء طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة عليهم.
وأوضحت المصادر أن طواقم الإنقاذ تمكنت من انتشال جثماني شهيدين متحللين ومجهولي الهوية من مفرق أبو عفانة داخل حي البرازيل في رفح.
أصيب عدد من المواطنين، يوم الجمعة، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال استهدفت منزلين لعائلتي طافش وأبو دف قرب مسجد الشمعة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين نقلوا إلى المستشفى المعمداني بالمدينة.
استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب 15 آخرين، يوم الجمعة، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين، تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بعد يوم واحد على المجزرة التي ارتكبها في مدرسة تابعة للوكالة الأممية في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد 3 مواطنين وإصابة 15 آخرين، بينهم إصابات بجروح حرجة، بعد أن قصف طيران الاحتلال غرفة داخل مدرسة أسماء “ج” التابعة للأونروا في مخيم الشاطئ، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في المدينة، مشيرا إلى أن الشهداء هم: سعد الله أبو العمرين، وأكرم عقيلان، وخالد شحادة.
كما استشهد 10 مواطنين وأصيب آخرون في غارة شنها طيران الاحتلال على منزل لعائلة طبش في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
واستشهد مواطنان في غارة شنها طيران الاحتلال على منطقة الجعفراوي شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وجرى نقلهما إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
وكانت قوات الاحتلال قد ارتكبت مجزرة، فجر الخميس، بقصفها مدرسة ذكور النصيرات الإعدادية التابعة للأونروا في مخيم 2 بالنصيرات، والتي تؤوي نازحين، ما أسفر عن استشهاد 40 مواطنا وإصابة آخرين.
هذا وطالبت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بتحقيق عاجل وسريع في استهداف قوات الإحتلال الإسرائيلي لمنشآت تابعة للوكالة، خاصة ما جرى أمس من استهداف لمدرسة النصيرات وسط قطاع غزة والتي تأوي نازحين.
وقال المتحدث باسم وكالة الأونروا في غزة عدنان أبو حسنة – في مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية يوم الجمعة – إن “هذه ليست المرة الأول لاستهداف قوات الاحتلال منشآت تابعة لوكالة الأونروا، حيث إنه ومنذ بدء العملية العسكرية في غزة تم تدمير 179 منشأة تابعة للأونروا تدميرا كاملا أو جزئيا، كما تعرضنا لحوالي 370 هجمة من الجيش الإسرائيلي وتم قتل 192 تقريبا من موظفي الأونروا و470 من النازحين داخل مراكز الإيواء التابعة للوكالة”.
وأضاف أنه لا يمكن تبرير استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا وتأوي عدد كبير من النازحين وقتل العشرات من الأطفال والنساء بذريعة وجود أشخاص من المطلوبين.
وشدد المتحدث على أن المنشآت التابعة لوكالة الأونروا، يجب أن تكون محمية بالقانون الدولي وقانون الأمم المتحدة وهى ترفع الأعلام الزرقاء ويلجأ إليها النازحون على أساس أنها آمنة، لكن وبالرغم من ذلك يتم استهدافها، وهذا ما يثبت أنه لا مكان آمن الآن في غزة على الإطلاق سواء الأمم المتحدة أو المساجد أو الكنائس فالجميع تحت خطر شديد في أي مكان.
وقال مكتب الاعلام الحكومي بغزة في تصريح صحفي أن “طائرات الاحتلال ارتكبت جريمة جديدة باستهدافها ظهر هذا اليوم مركز إيواء مدرسة أسماء بمخيم الشاطئ، ما أدى لاستشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة سبعة آخرين”.
وأضاف”باستهداف هذه المدرسة التي تتبع وكالة الأونروا، يرتفع عدد مدارس الأونروا المخصصة كمراكز إيواء واستهدفها الاحتلال بالقصف عما يزيد عن 150 مدرسة تتبع وكالة الأونروا، إضافة لقصف عشرات المرافق والمنشآت والمراكز الخدماتية الأخرى التي تتبع الأونروا، وكانت مخصصة لإيواء النازحين”.
وتابع: “بات واضحا الاستهداف الصهيوني الممنهج لمراكز الايواء التي تعج بالمواطنين تحت حجج وذرائع كاذبة، ولا يكترث الاحتلال بأي حماية تفرضها قواعد القانون الدولي الإنساني لهذه المدارس، كونها أعيان مدنية وأيضا كونها تتبع هيئة أممية وتحمل علم الأمم المتحدة، فضلا عن أنها تضم تجمعات بشرية كثيفة العدد وأي استهداف يخلف عدد كبير من الشهداء والجرحى المدنيين”.
وأدان استمرار قصف الاحتلال لمراكز الإيواء ومواصلة جريمة الإبادة الجماعية ضد شعبنا، ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتحرك جاد لإنهاء هذه البلطجة والإجرام الصهيوني الذي يطال المدنيين العزل في كل مكان من قطاع غزة، ويلاحقهم القصف والقتل في كل زاوية يلجأون إليها .
وحمل الولايات المتحدة المسئولية التشاركية مع الاحتلال عن هذه الجرائم، ونطالب المحكمة الجنائية الدولية بإتخاذ خطوة قانونية عملية تجاه هذه الجرائم ضد الإنسانية، كما نطالب محكمة العدل الدولية بإصدار حكم قضائي بإيقاف هذا العدوان وإدانة الاحتلال وقادته على كل الجرائم المرتكبة منذ بداية العدوان.
أمريكا تطالب إسرائيل بـإجراء تحقيق في قصف مدرسة “الأونروا” وسط قطاع غزة
طالبت الولايات المتحدة بإجراء تحقيق في الغارة الإسرائيلية المميتة على مبنى مدرسة تشغلها «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)»، في وسط قطاع غزة، وأبلغت إسرائيل بأنها يجب أن تتمتع بـ«الشفافية الكاملة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم الخميس إنه حتى لو كان الجيش الإسرائيلي يقصد استهداف مسلحين لـ«حماس»، فإن الادعاءات بمقتل أطفال في الغارة «يظهر بأن أمراً خاطئاً حدث».
وتابع ميلر أنه من حق إسرائيل استهداف مقاتلي «حماس» في حين أنه شدد أيضاً على وجوب تقليل إلحاق الأضرار بالمدنيين واتخاذ كل الخطوات الممكنة للقيام بذلك.
وأضاف أن الولايات المتحدة اطلعت على تقارير بأن 14 طفلاً قُتلوا في الغارة.
وقال ميلر: «إذا كان دقيقاً أن 14 طفلاً قُتِلوا، فهم ليسوا إرهابيين».
وأضاف: «هذه هي جميع الحقائق التي تحتاج إلى التحقق منها، وهذا ما نريد أن نراه».
ووفقاً لـ«الأونروا»، فإن مبنى المدرسة في مخيم النصيرات للاجئين يستخدم ملجأَ طوارئ.
وقالت وزارة الصحة إن ما لا يقل عن 40 شخصاً استشهدوا في هجوم ليل الأربعاء، وإن معظم المدنيين كانوا من النساء والأطفال.
آليات جيش الاحتلال تتقدم في غرب رفح بجنوب قطاع غزة
قال مصدر لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) يوم الجمعة، إن الآليات الإسرائيلية تقدمت في منطقة الحي السعودي بغرب رفح في جنوب قطاع غزة، لافتا إلى نسف وتفجير عدد من المنازل.
وذكر المصدر، أن هناك حركة نزوح ملحوظة من مناطق مواصي رفح الساحلية باتجاه مدينتي خان يونس ودير البلح، مع تواصل العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح لليوم الثاني والثلاثين على التوالي.
كما أكد مصدر طبي مقتل فلسطيني وإصابة آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات ميدانية في منطقة مواصي خان يونس.
وأشار المصدر إلى وجود عدد من القتلى والمصابين في منطقتي العزبة والقرية السويدية بغرب رفح لم تستطع سيارات الإسعاف الوصول إليهم نظرا لخطورة الوضع بالمنطقة.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لوكالة (AWP)، جرى “إطلاق نار وقذائف من قبل الزوارق الحربية بشكل كثيف في المنطقة الجنوبية من بحر رفح”.
ورصد شاهد من الوكالة اشتباكات عنيفة بين مسلحين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق حي تل السلطان بغرب مدينة رفح، تخللها تدخل للطيران الحربي وإطلاق قذائف مدفعية بشكل مستمر.
وأشار الشاهد إلى أن إسرائيل شنت قصفا مدفعيا في بلدة خزاعة بشرق مدينة خان يونس، مما أسفر عن إصابة خمسة فلسطينيين.
موقع عبري يكشف خفايا “المرحلة الثالثة” لجيش الاحتلال من حرب غزة
أفاد موقع “واللا” العبري يوم الجمعة، أن استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرحلة الثالثة من الحملة العسكرية على قطاع غزة بلغت ذروتها، وحدَّد الأهداف المفترض تحققها خلال هذه المرحلة، بعد 8 أشهر من الحرب.
وذكر الموقع، أن أهداف المرحلة الثالثة تشمل تركيز الهجمات العسكرية المستهدفة في أنحاء قطاع غزة على مواقع بعينها، والاحتفاظ الاستراتيجي بمعبر رفح، وحفظ سرية العمليات في محور فيلاديلفيا، وتحقيق الحسم على صعيد الجبهة الشمالية ضد “حزب الله”.
ماذا يدور حاليا؟
ويأتي إدخال جبهة “حزب الله” للمرحلة الثالثة من الحرب على غزة بناءً على الرؤية، التي تنص بأن الميليشيا اللبنانية تعمل بموجب التطورات بالقطاع وتعد جزءًا من الحرب الدائرة في الجنوب، كذلك حجم انتشار القوات الإسرائيلية على الحدود الشمالية مرتبط بتطورات العمليات بالجنوب.
ونوه الموقع إلى مواصلة عمليات الفرقة 98 في مناطق مثل شرق البريج وشرق دير البلح وسط القطاع، وبالتزامن يشن سلاح الجو هجمات على عشرات الأهداف في أنحاء متفرقة.
وتعمل الفرقة 162 في رفح وعلى امتداد محور فيلاديلفيا، فيما تؤمن الفرقة 99 محور”نيتساريم” والأعمال الهندسية، التي تجري لإعادة بناء وتشغيل الرصيف البحري الأمريكي العائم.
بقاء احتلال المعبر
ونوه الموقع العبري، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم حاليًا الاحتفاظ باحتلاله لمعبر رفح، ولا ينوي تخفيض حجم القوات العاملة بالمعبر أو محيطه؛ بغرض منع توجه الغزِّيين المدنيين إليه ومنع محاولات حركة “حماس” لشن هجمات، وفق ما أشار إليه.
وأوضح، أن المعبر من بين أهم أوراق اللعب الإسرائيلية في حربها مع حماس، مضيفًا أنه على الرغم من الضغوط الدولية والمصرية سيظل ملف المعبر قضية مهمة خلال المفاوضات الدائرة حول الأسرى.
وأضاف أن العمليات الحالية تتسم بالبطء والفعالية في الوقت ذاته، وتشمل البحث عن البنى التحتية الخاصة بحماس وتدميرها، وقتل عناصر الحركة، وتدمير مخازن السلاح وتحديد مواقع فتحات الأنفاق التي تمر أسفل محور فيلاديلفيا.
وقال إن المستوى السياسي اتخذ قرارًا بعدم تسريب تفاصيل ما يُعثر عليه من أنفاق بالمنطقة.
المعلومات الاستخبارية ستحسم
ووفق التقديرات التي نقلها الموقع عن قيادات ميدانية بالجبهة الجنوبية، فإن الأسابيع المقبلة ستشهد نهاية الحرب المكثفة بكامل القطاع.
ووقتها سيكون على رئاسة الأركان تقييم الموقف ودراسة ما إذا كانت كتائب حماس جميعها قد فُكِّكت، وكذلك مراكز القيادة والسيطرة ومخازن السلاح، ووقتها سيصدر قرارًا بشأن تخفيض القوات وتحديد أهداف جديدة.
العمليات الجديدة في المرحلة الثالثة وفق الموقع، ستعتمد قبل كل شيء على المعلومات الاستخبارية الدقيقة، ووقتها سيشن الجيش الإسرائيلي هجمات برية أو جوية وفق هذه المعلومات على مواقع بعينها.
وفي المرحلة الثالثة، في حال اتخذت رئاسة الأركان قرارًا بتخفيض القوات، سيكون عليها المصادقة، بعد موافقة المستوى السياسي، على نقل القوات إلى الشمال والاستعداد لحرب مع “حزب الله” حال لم يُتوصّل إلى اتفاق سياسي.
وزير ليكودي يدعو إلى فرض حكم عسكري مؤقت في غزة
قال آفي ديختر عضو المجلس الوزاري المصغر للاحتلال يوم الجمعة، إن أحداث 7 أكتوبر كانت فشلا وإخفاقا وكارثة وخللا رهيبا.وفقا لصحيفة معاريف العبرية.
وأضاف ديختر، في حديث لصحيفة “معاريف”: “الفشل الاستخباراتي ثقيل للغاية، نحن أشخاص نختبر أنفسنا وفقا للنتائج، هذا مقبول في الجيش والشاباك والشرطة والموساد، وفي الاختبار لا يمكن أن تكون النتيجة أسوأ من تلك التي تلقيناها في 7 أكتوبر”.
واستكمل قائلا: “لا أحد في دولة إسرائيل، لا في المستوى العسكري، أو الشاباك، أو المخابرات العسكرية، ولا حتى العرافين كان لديه معلومات بأن غزة كانت تستعد لهجوم بهذا الحجم في أراضي إسرائيل”.
وعن الجهات المسؤولة عن الفشل، قال ديختر: “الحكومة والجيش والشاباك، هذه هي الهيئات التي لها علاقة مباشرة بالفشل، كل من زاويته الخاصة”.
وأضاف: “مع كل الاحترام الواجب للقيادة السياسية، في الساعة 6: 30 صباحا ( يوم 7 أكتوبر)، لم تكن القيادة السياسية هي الهيئة التي يمكن أن توفر معلومات استخباراتية، ولم تكن تعرف كيف تقف عند البوابة حيث الخروقات التي تم إنشاؤها في السياج عندما بدأ الهجوم، هناك هيئة رئيسية وهي الجيش بكل قواته، وهناك الجزء الاستخباراتي للشاباك والمخابرات العسكرية”.
وتابع ديختر: “حقيقة أنهم احتلونا في غضون ساعة تتحدث عن نفسها، حتى في يوم الغفران (حرب 1973)، استغرق السوريون بعض الوقت للوصول إلى موقع استيطاني في مرتفعات الجولان”.
وفي وصفه لهجوم 7 أكتوبر، قال ديختر: “كل كلمة ستكون مناسبة لهذا: فشل، إغفال، كارثة، حادث فظيع، عواقب وخيمة”.
وأضاف: “لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل منذ تأسيس الدولة، وأقول هذا كشخص كان في حرب يوم الغفران (أكتوبر 1973)”.
وأشار إلى أنه “لا يعرف أي حدث في إسرائيل وربما حتى خارج البلاد فُقِد فيه 1200 شخص في يوم واحد”.
ولفت إلى أن عدد الإسرائيليين الذين قتلوا في 7 أكتوبر الماضي، أكبر من “العدد الإجمالي للقتلى الذين أودت بهم الانتفاضة الثانية (2000-2005) خلال سنواتها الست”.
تقييم استخباري أميركي: نتنياهو “يتهرب” من تحديد “اليوم التالي” لـ “حرب غزة”
كشف تقييم حديث لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يعتقد أنه سيكون قادرا على “التملص” من تحديد خطة واضحة لـ “اليوم التالي” للحرب في غزة، رغم الضغوط التي تمارسها عليه واشنطن.
ونشرت شبكة “سي إن إن” يوم الجمعة، تقريرا عن التقييم الذي تم توزيعه هذا الأسبوع على المسؤولين الأميركيين.
وجاء في التقرير الصادر بتاريخ 3 يونيو: “يبدو أن نتنياهو يعتقد أنه قادر على الاستمرار في الحفاظ على الدعم من قيادات المؤسسات الأمنية ومنع الانشقاقات من الجناح اليميني في ائتلافه، من خلال مناقشة مستقبل غزة بعبارات غامضة”.
ويحذر التقييم أيضا من أن، “ما قاله نتنياهو علنا من المحتمل أن يكون صحيحا: وهو أنه لن يتعامل بجدية مع قضايا ما بعد الحرب، إلا بعد تلبية ما يعتبره معايير أمنية رئيسية، الأمر الذي قد يستغرق شهورا”.
وفقا للتقييم نفسه، فإن هذه المعايير الأمنية تشمل استكمال “عمليات عسكرية كبرى”، وهو أمر قال محللون إنه “غامض بشكل متعمد”.
ورفضت وكالة المخابرات المركزية التعليق على تقرير “سي إن إن”.
ويسلط التقييم الضوء على كيفية تحدي الزعيم الإسرائيلي ضغوط أعضاء حكومته وإدارة بايدن لتحديد “وضع نهائي” لغزة، ويحذر من أن ما قاله نتنياهو علنا من المرجح أن يكون صحيحا وهو: أنه لن ينخرط بجدية في قضايا ما بعد الحرب، إلا بعد تلبية “ما يراه معايير أمنية رئيسية، والتي قد تستغرق شهورا”.
وبحسب التقييم، تشمل هذه المعايير إكمال “العمليات العسكرية الكبرى”، وهو أمر قال محللون عنها إنها غامضة بشكل متعمد- وكذلك القضاء على القائد العسكري لحماس، محمد الضيف.
ومحمد الضيف هو قائد كتائب عز الدين القسام، وبصفته قائدا كبيرا للجناح العسكري لحماس، يُعتقد أنه شارك بعمق في التخطيط لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 على إسرائيل.
وحاولت إسرائيل استهداف محمد الضيف عدة مرات في الماضي، ورغم إصابته، يُعتقد أنه لا يزال على قيد الحياة.
ويتوافق التقرير مع ما ذكرته شبكة CNN، وغيرها في الأيام التي تلت إعلان الرئيس جو بايدن، عن اقتراح اتفاق سلام من 3 مراحل، الجمعة الماضية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع فيه كبار المسؤولين في إدارة بايدن، بما في ذلك مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، مع وسطاء رئيسيين بين إسرائيل وحماس، خلال لحظة متوترة بشكل خاص في المفاوضات.
وكان بيل بيرنز المفاوض الأمريكي الرئيسي بشأن اتفاق محتمل.
ووصفت الولايات المتحدة الصفقة علنا بأنها اقتراح إسرائيلي، وقالت إنها تنتظر موافقة حماس على الشروط. لكن إسرائيل كانت فاترة في أفضل الأحوال بشأن الاقتراح. وعلى المستوى الخاص، لطالما كان المسؤولون الأمريكيون واضحين بشأن صعوبة إقناع الجانبين بالتوصل إلى اتفاق.
ولقد توترت العلاقة بشكل متزايد بين بايدن ونتنياهو- الزعيم العالمي الذي ادعى ذات يوم أنه “يحبه”- مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين في غزة نتيجة لحملة القصف الإسرائيلية. وازداد انتقاد بايدن وغيره من المسؤولين الأمريكيين لنتنياهو علنا.
ورغم أن الإدارة (الأمريكية) كانت مترددة بشدة في البداية في مناقشة السياسة الإسرائيلية علنا، إلا أن المسؤولين اقتربوا في الأسابيع والأشهر الأخيرة من التقييمات الصريحة لدوافع نتنياهو.
وقال بايدن في مقابلة مع مجلة “تايم”، هذا الأسبوع: “هناك كل الأسباب التي تجعل الناس يتوصلون إلى استنتاج مفاده أن نتنياهو يطيل أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية خاصة به”.
وفي إحدى اللحظات المبكرة في مارس/آذار الماضي، قالت أجهزة الاستخبارات الأمريكية علنا إنها قيمت “جدوى نتنياهو كقائد” بأنها “في خطر”، مشيرة إلى عدم الثقة العامة في قدرة رئيس الوزراء على الحكم، وتوقع “احتجاجات كبيرة تطالب باستقالته وإجراء انتخابات جديدة”.
ويواجه نتنياهو حسابا محليا بشأن الإخفاقات العسكرية والاستخباراتية التي أدت إلى الهجوم المدمر الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما يواجه انقسامات عميقة داخل حكومته. وحتى مع الضغوط الشديدة من بايدن لإنهاء الحرب، فإنه يواجه ضغوطا شديدة بنفس القدر من المسؤولين اليمينيين في ائتلافه الحاكم الهش، لمواصلة القتال.
ويسلط تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الضوء على أنه لا يوجد إجماع داخل إسرائيل بشأن خطة ما بعد الحرب لغزة، مما يشير إلى وجهات نظر متباينة لكل وزير في الحكومة، بشأن الحكم والأمن وإعادة الإعمار بعد الحرب.
فعلى سبيل المثال، تم تصوير نتنياهو مع دعاية تشير إلى أنه “يفضل ائتلافا من الدول العربية المعتدلة لإدارة المنطقة بمشاركة” من زعماء آخرين في نهاية المطاف.
وتم تصوير زعماء إسرائيليين آخرين على أنهم لديهم وجهات نظر مختلفة بشأن الحكم المستقبلي، والتي تتعارض تماما مع تلك المنسوبة إلى نتنياهو.
وبشكل عام، يوضح التقييم كيف تظل الحكومة الائتلافية الإسرائيلية منقسمة بعمق حول العديد من القضايا الحرجة بعد الحرب- مما يدعم استنتاج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الأوسع نطاقا، بأن الافتقار إلى الوحدة بين منافسي نتنياهو السياسيين قد يمكنه من الاستمرار في منصبه.
الضغط على حماس
وفي تقرير آخر للشبكة الأمريكية “سي إن إن” قالت،أمضت إدارة جو بايدن، الأسبوع الماضي، في دفع الحلفاء في الشرق الأوسط لتوجيه تهديدات محددة لحركة “حماس”، كجزء من حملة عاجلة لدفع الحركة نحو قبول أحدث مقترح إسرائيلي لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الرهائن الذي من شأنه أن يوقف القتال في القطاع.
ودعا المسؤولون الأمريكيون “حماس” علنا إلى قبول المقترح في الوقت الذي انخرطت فيه إسرائيل والحركة في أشهر من المفاوضات ذهابا وإيابا، ولكن لم تكن هناك قط حملة ضغط شاملة تميزت بمطالب محددة لكل دولة على حدة كجزء من حملة إدارة بايدن.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ما يقرب من 12 اتصالا هاتفيا مع لاعبين رئيسيين في المنطقة منذ يوم الجمعة، وشارك مسؤولون كبار آخرون في وزارة الخارجية بشكل وثيق في الجهود الشاملة.
وسافر منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى مصر هذا الأسبوع، كما توجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز إلى قطر على أمل إضفاء المزيد من الزخم على المفاوضات، لكن المسؤولين الأمريكيين ظلوا صامتين إلى حد كبير بشأن الرحلات حتى الآن، مشيرين إلى حساسية المحادثات الدبلوماسية الجارية.
ويبدو أن الرد الأولي من “حماس”، الذي أصدرته الأربعاء، على المقترح الإسرائيلي، كما وصفه بايدن علنا الأسبوع الماضي، يشير إلى أن الفجوات ربما لا تزال كبيرة، فبينما رحبت “حماس” بما طرحه بايدن، قالت إنه بعد الاطلاع على المقترح الذي قدمه الوسطاء “تبين أنه يخلو من الأسس الإيجابية التي تضمنتها تصريحات بايدن”.
وقالت الحركة، في بيان حصلت عليه CNN، إن “المقترح لا يضمن وقفا دائما لإطلاق النار، بل وقفا مؤقتا” ويسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في أراضي غزة.
وقال مسؤول أمريكي إن إدارة بايدن تعتقد أن هناك فرصة لإبرام الصفقة، وذكر مصدر آخر لشبكة CNN يوم الخميس، إن مصر “تلقت إشارات مشجعة من حماس بشأن المقترح الأخير”، على الرغم من رفضهما تقديم تفاصيل دقيقة عن تلك “المؤشرات الإيجابية”، وذكر المصدارن أنه من المتوقع أن ترد “حماس” على المقترح الإسرائيلي في الأيام المقبلة.
وبينما يقترب الصراع بين إسرائيل و”حماس” من دخول شهره التاسع، يحث المسؤولون الأمريكيون قطر ومصر وتركيا على زيادة الضغط على “حماس” باستخدام نقاط ضغط متعددة، فقد طلبوا من عدة دول التهديد بتجميد الحسابات المصرفية لأعضاء “حماس” وتضييق الخناق على قدرتهم على السفر بحرية في المنطقة، وفقا لمسؤولين أمريكيين.
وحثت الولايات المتحدة قطر، التي تسمح لـ”حماس” بإدارة مكتب سياسي في عاصمتها، على الإعلان عن أنها ستطردها إذا لم تقبل الصفقة، وفقا لأحد هؤلاء المسؤولين الأمريكيين.
وقال ذلك المسؤول إنه بعد أشهر من إخبار “حماس” بأنهم قد يخاطرون بالطرد، فإن قطر وجهت هذا التهديد بالفعل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الأربعاء، إن الولايات المتحدة رأت أن مصر وقطر “تمارسان ضغوطا كبيرة على حماس”، لكنه رفض الخوض في تفاصيل حملات الضغط المنفصلة تلك.
وأضاف: “لقد رأينا كلا البلدين يلعبان، على ما أعتقد، دورا مهمًا للغاية في التوسط في هذه الصفقة، وفي توضيح أن هذه الصفقة في مصلحة الشعب الفلسطيني، والقيام بذلك بشكل مناسب”.
ويقول المسؤولون الأمريكيون سرا إن مصر تمارس مزيدا من الضغوط على “حماس” أكثر مما كانت عليه في الماضي، ولكن التفاصيل الدقيقة للمدى الذي ذهب إليه المصريون في حوارهم الخاص مع الحركة لا تزال غير واضحة.
وأضافوا أن الولايات المتحدة تريد من القاهرة التهديد بقطع نقاط الوصول من مصر إلى غزة، وهي شريان الحياة الرئيسي للقطاع.
بايدن أطلق العنان لحملة الضغط
وتتزامن حملة الضغط المكثفة التي تمارسها الإدارة الأمريكية مع خطاب بايدن في الجمعة الماضي الذي أعلن فيه أن “حماس” يجب أن تقبل المقترح الإسرائيلي المطروح على الطاولة.
وطرح الرئيس الأمريكي 3 مراحل من الاتفاق الذي قال إن الإسرائيليين نقلوه إلى “حماس” في الليلة التي سبقت حديثه، وقال بايدن عن المقترح: “طالما وفت حماس بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح وقفا للأعمال العدائية بشكل دائم”.
وكانت إدارة بايدن تفكر في إلقاء الرئيس الأمريكي خطابا يخاطب فيه الشعب الإسرائيلي لبعض الوقت، وسرعان ما جاء خطاب الأسبوع الماضي كفرصة للقيام بذلك.
وقال مسؤول أمريكي: “لقد كانت عطلة نهاية أسبوع مزدحمة للغاية بعد خطاب الرئيس، حيث كان الجميع يتحدثون عبر الهواتف مع الأطراف الإقليمية ويضغطون عليهم لإقناع حماس بقبول الصفقة”.
وبينما يستغل المسؤولون الأمريكيون بكل حماس كل وسيلة يمكنهم استخدامها، فقد كان هناك اعتراف خاص من جانب البعض بعدم وجود خطة بديلة لما قد يحدث إذا رفضت “حماس”، وهو الواقع الذي يزيد من ثقل هذه اللحظة.
ويظل التقويم السياسي الأمريكي أيضا عاملا رئيسيا، وكان المسؤولون الأمريكيون يأملون أن تنتهي الحرب مع بداية العام قبل وقت طويل من بدء الانتخابات الرئاسية لكن مع توقف المفاوضات عند منعطفات متعددة، الآن، يفصلنا أقل من 3 أشهر عن المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، حيث من المقرر أن يتلقى بايدن ترشيح حزبه رسميا مما يزيد من الإلحاح الذي يشعر به حلفاء بايدن مع استمرار تصاعد رد الفعل العنيف ضد الحرب في الداخل.
والآن، بعد أسبوع واحد من نقل المقترح الإسرائيلي الأخير إلى “حماس”، يظل من غير الواضح ما إذا كانت حملة الضغط ستنجح.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن لديهم فكرة جيدة عن كيفية ممارسة الضغط الذي من شأنه أن يؤثر على أعضاء “حماس” الذين يعملون خارج ساحة المعركة في غزة، لكن التحدي الأهم هو إقناع يحيى السنوار – زعيم حماس في غزة الذي يعتقد أنه مختبئ تحت الأرض – لقبول الصفقة.
واعترف ميلر يوم الأربعاء، بأن السنوار قد لا يرى أنه من مصلحته قبول الصفقة المطروحة على الطاولة.
البيت الأبيض: واشنطن في انتظار رد حماس الرسمي على مقترح وقف إطلاق النار
قال البيت الأبيض يوم الجمعة إنه لا يزال في انتظار تلقي رد رسمي من حركة (حماس) على أحدث مقترحات وقف إطلاق النار في صراع قطاع غزة.
وقال المتحدث جون كيربي لصحفيين إن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون سيبحثان المسألة خلال اجتماع يوم السبت.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية، قالت إن الوزير أنتوني بلينكن يسافر إلى إسرائيل والأردن ومصر وقطر الأسبوع المقبل.
وأضافت الخارجية، أن الوزير يزور الشرق الأوسط للدفع قدما بمقترح وقف إطلاق النار بغزة، موضحة أن الوزير سيؤكد خلال جولته أهمية قبول حركة “حماس” للاقتراح المطروح على الطاولة.