داود الاطرش
أمد/ التيه هو عنوان المرحلة وما اسوء التيه وما احسن طلاب العلم. يغمرنا الاسف لاعتياد طلاب قطاع غزة خلال اعوام عدة على توقف عمليتهم الدراسية لحين ما تضع الحرب اوزارها سواء كانت لايام ,لاسابيع وربما لاشهر في ظل المعارك القاسية المستمرة التي لا تجعل لهم ولغيرهم موئلا قط اجل حرب بدون قواعد ولا رادع لطالما تألمنا من ظروف الحرب وتاثيرها على التعليم فكيف لا ونحن في اتون حرب ضروس جديدة الخصائص, طويلة المدى, ناشرة المعاناة, نادرة الوجدان ومحاصرة الطموح تدق باب القطاع .ومنذ صباح السابع من تشرين الاول ( اكتوبر ) ونحن الطلبة عالقون قبل ذلك التاريخ الذي اوقف مسيرتنا الطموحة واجل احلامنا الى ما لا نعلم ,لأجل غير مسمى والقانا في ضيق الاطار الزمني فوقت الطلاب ثمين ان لم يكن الاثمن لوجود خطة وحلم يسعى لاجله الطلاب ضمن مواعيد وتفاصيل محددة , حيث مضى من الوقت ما يكفي لخروج العام الدراسي عن الخدمة لهذه السنة ولاول مرة في تاريخ فلسطين , سنة تمر بدون امتحانات الثانوية العامة ومضى الوقت وتهدمت مدارس وفارقنا زملاء ومعلمين ، ونحن على هذا الحال ،وبرايي الخاص الاكثر تضررا هم طلاب الثانوية العامة الذين انا احدهم فكان العام المقرر بمثابة مفصل في حياتنا فهي نهاية محطة وبداية اخرى وطال انتظار لحظة التخرج متلهفين للوصول الى فرحة تنسينا هم ما مضى من تحديات وصعوبات لينقلب العام لسنة يشاء القدر فيها ان نكون امام تحد جديد وهو الاصعب وحقا لا نعلم ما هو تصنيفنا الدراسي الان وماذا ننتظر وهل السنة الدراسية ضاعت من امام ام اعيننا ام ان هناك حل لهذه المشكلة ولكن هل نحن الان علينا ما يجب فعله وان انتهت الحرب هل هناك مدارس لتحتضن التعليم؟ من اين ساعيد الحصول على كراساتي الخاصة التي باتت تحت ركام منزلي فمعظم المدارس قد دمرت واتخذها النازحون كماوى لهم من قسوة الحرب وكما ان التعليم ركن رئيسي في جميع دول العالم فهو كذلك ايضا في فلسطين وبطبيعة الحال في قطاع غزة من المفترض ان ينتظر39000 غزي لحظة التخرج والفرح الذين حرموا منها لذنب لم يقترفوه، ولا ننسى هنا ايضا الاقتحامات المستمرة في الضفة الغربية والتعطيل المستمر للتعليم والتشويش عليه بسبب الاقتحامات نحن لا نختلف عن غيرنا من الطلاب في حب التعليم ويمكث فينا شغف الاستمرار والتقدم والتميز والخروج عن المالوف و كثيرا ما تسترقني لحظات ذكرى فيها مشاهد استعدادنا انا وزملائي لهذه السنة الحاسمة وكيف بدانا بالتحضير لها من قبل بداية العام الدراسي بمدة قليلة بنشاط وعنفوان وشغف نحو التميز واشترينا الكراسات وحجزنا دروس إضافية ولكن حدث مالم يكن بالحسبان يا له من شعور لا يمكن وصفه ولا الشعور به الا من قبل من كان من أصحاب التجربة. لهذا نحزن ونعتبر الوقت الذي ضاع من غير تعليم هو خسارة فادحة للشعب الفلسطيني ككل ولا يستهان به ابدا ودائما ما ننتظر بفارغ الصبر تلك الحلول التي في لحظات اخرى تبعث فينا امل الاستمرار فما تعودنا على مر مسيرتنا التعليمية على الاستسلام وانما النهوض بديلا عنه والنجاح علاوة عليه والتميز لقطع الشك باليقين انني لا اتقبل كلمة مواساة تقول لي (لا تحمل الموضوع اكثر من حجمه فانها مجرد سنة دراسية) كلا انها ليست بذلك الحجم الصغير فما حلمنا به اكبر,على الرغم من امنياتنا ان نكون في هذ الوقت في عملية اجرائات الوصول لتخصصات احلامنا في الجامعات لكن اذا ما فرضت علينا هذه الحالة سنجد الحلول ونجتاز العقبات . هذه هي مأساتنا كطلاب وخصوصا طلبة الثانوية العامة . ولكن لن نفقد الامل وسنجدد الشغف ونامل ان تحل هذه المشكلة باسرع وقت لنواصل مسيرتنا التعليمية ولنرجع اقوى مما سبق. يحدونا الامل لاكمال مسيرتنا التعليمية في اجواء يعمها السلام وتحتضنها الطمأنينة والتطور للافضل .