عمر حماد
أمد/ نظم العديد من الفلسطينيين بالتعاون مع غيرهم (؟) اجتماعاً تحضيرياً لعقد ما يسمى المؤتمر الوطني الفلسطيني والذي صدر نداءٌ لعقده موقّع من نحو ألفي شخص من مختلف أماكن وجود الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات منذ مارس هذا العام، داعيا إلى توحيد القيادة الفلسطينية في إطار وطني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وحدوية وديمقراطية.
إن البدء باجتماعات ما يسمى المجلس الوطني الفلسطيني (البديل سرا) لمنظمة التحرير الفلسطينية (المستهدف الرئيسي لهذا الطرح) سوف يكون أخر الرصاص لقضيتنا ووطننا الفلسطيني مالم نقف له بالمرصاد، ومن هنا وجب النداء إلى كل أحرار الشعب الفلسطيني وإلى كل فلسطيني وطني لمقاطعة هذه الاجتماعات والتحضيرات.
إن خطورة هذه المؤامرة تأتي من عنوان مسماها، حيث تحمل الاسم الفلسطيني وهي في الأصل فكرة صهيونية، وتدعي ترميم هيكلية الوطن الفلسطيني ولكنها تهدف لتمزيق خليته الأقوى وهي منظمة التحرير الفلسطينية “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني” والتي تحتضن الاجماع الفكري والثوري لكافة أطياف شعبنا الفلسطيني.
لن تنطلي الحيلة على شعبنا ولو تجمعت علينا كل الأمم، فلقد صمدنا منذ إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية وإلى اليوم في وجه العديد من المؤامرات الجبانة للإطاحة بالشرعية الفلسطينية ورمز استقلالها ووحدة قرارها، ولن تثنينا مشاريع التصفية وكل اشكال الحرب السياسية والاقتصادية من تمسكنا بروح وحدتنا ورمز استقلالنا وكفاحنا.
نعلم جيدا بأن أحد الأهداف لهذه المؤامرة هو اقحام حصان طروادة في جسد الكيان الفلسطيني بحلة جديدة، ولذا فمن الواجب على الشعب الفلسطيني في كل بقاع المعمورة الوقوف وقفة الأبطال أمام أخطر أشكال تصفية الجسد الفلسطيني الجريح، وأقول جريحا لأنه في أوج معاناته في عصر شريعة لم تعهد الخليقة لها مثيل، في ظل عالم مسعور متعطش للظلم والقهر والبطش.
نحن ضعفاء الجسد ولكن ضعفنا هو وقود قوتنا، فذلك الضعف هو مفتاح صبرنا وصمودنا، وقاعدة إيماننا الصادق بعدالة قضيتنا وعمق يقيننا بحقوقنا المشروعة في تراب وطننا الأبدي، ولهذا لن تثنينا كل المؤامرات الهادفة للقضاء على وحدة صفنا ووجودنا على أرضنا، فهي أرض أصيلة وينتمي لها شعب أصيل، وبالتالي سترضخ لا محالة كل مشاريع التصفية لمصيرنا.
لا بديل عن الممثل الوحيد لشعبنا وهو منظمة التحرير الفلسطينية، فهي الشرعية التي عانى للحصول عليها كل أحرار وطننا وعلى رأسهم الشهيد الخالد، وقاتل من أجلها وأجل استقلال قرارها للخلاص من الإملاءات والضغوطات، وإن أردنا إعادة البناء فإنه يجب أن يكون في إطار البيت الفلسطيني الداخلي دون تدخل خارجي أو فكر مسموم يدعو للخير ظاهرا وبجعبته السم.
نعم، نحتاج لمراجعة داخلية، ونحتاج لتجديد دمائنا وتغذية روح ثورتنا، ولكن هذه الدماء يجب أن تكون كما كانت وستكون، دماء صافية ممزوجة بحب الوطن، نابعة من أصالة إيماننا بحقنا في تقرير مصيرنا واستقلالية قرارنا “ولن نعود للوراء”، فمنذ أن أدينا القسم للمضي في هذه المسيرة تولد فينا الأمل بأننا باقون على العهد حتى وصولنا لحريتنا، تلك الحرية التي روتها دماء شهدائنا الأبطال وأسرانا البواسل في معتقلات الاحتلال ولن تدفنها يد غادر جبان.
وأخيرا نقول لهذه الرصاصة ” لن تخترقي جسدنا لأن العلم لم يتوصل بعد لصنف معدنه حتى يخترقه”.