أمد/
تل أبيب: قال موقع "أكسيوس" في تقرير له يوم الأربعاء، إن إسرائيل تتفاوض مع الأمم المتحدة على نشر نظام الاتصالات ستارلينك التابع لشركة الاتصالات “سبيس إكس” المملوكة للملياردير إيلون ماسك في قطاع غزة.
ووفقا للموقع، يأتي ذلك في إطار خطة لتعزيز أمن عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في قطاع غزة، بحسب ثلاثة من كبار المسئولين الإسرائيليين ومسئول كبير في الأمم المتحدة.
وأوضح مسئولون إسرائيليون كبار، أن الأمم المتحدة أوضحت لإسرائيل أن تركيب النظام هو أحد الشروط الأساسية التي يجب الوفاء بها حتى تتمكن المنظمة من تجديد توزيع المساعدات بشكل كامل في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقال المسئولون، إن هناك مخاوف من وقوع النظام في أيدي حماس، ما يجعل من الصعب على المخابرات الإسرائيلية مراقبة المحادثات التي تجري من خلاله، الأمر الذي سيزيد من خطر وقوع هجمات منسقة على جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
تعرض عمال الإغاثة للخطر
وفي يونيو الماضي، خفضت الأمم المتحدة أنشطتها في غزة بعد أن تعرض عمال الإغاثة التابعين لها للخطر، نتيجة للهجمات الإسرائيلية، ولكن بعد تقييم أمني أجرته الأمم المتحدة، توصل موظفوها إلى هذا الاستنتاج أن المنظمة وصلت إلى الحد الأقصى عندما يتعلق الأمر بالمخاطر الأمنية التي يتعرض لها موظفوها، ولذلك قررت تعليق جزء منها جهودها، وهذا ما يتضح من توزيع المساعدات في غزة.
وأدى ذلك إلى انخفاض حاد في كمية المساعدات التي تصل إلى الفلسطينيين المحتاجين في غزة، وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقال المسئولون الإسرائيليون، إن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت قرار الأمم المتحدة بتعليق توزيع المساعدات خطوة سياسية بتوجيه من كبار مسؤولي الأمم المتحدة، من أجل زيادة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب. ونفى مسئولو الأمم المتحدة ذلك.
وحاولت إدارة بايدن التوسط بين الطرفين وأكدت لإسرائيل أن المخاوف الأمنية للأمم المتحدة حقيقية، وبدأت العمل على إيجاد حل، بحسب مسئولين أمريكيين كبار.
وقال مسئول إسرائيلي، آخر إن هذه القضية طرحت خلال زيارة وزير الجيش يوآف غالانت لواشنطن الأسبوع الماضي، ونتيجة لذلك، أجرى غالانت محادثة هاتفية مع رئيس قسم الأمن التابع للأمم المتحدة، وأخبره أن إسرائيل ملزمة باتخاذ خطوات لتجنب الهجمات التي من شأنها أن تلحق الضرر بفرق الأمم المتحدة في غزة، حسبما قال مسئولون إسرائيليون رفيعون ومن الأمم المتحدة.
وأضاف المسئولون الإسرائيليون، أن الأمم المتحدة سعت خلال المناقشات إلى نشر نظام اتصالات ستارلينك في مقرها الرئيسي في غزة.
وقالت الأمم المتحدة، إنها بحاجة إلى نظام الإنترنت عبر الأقمار الصناعية لتمكين اتصالات أفضل عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي والهواتف المحمولة لفرقها في غزة.
مخاوف إسرائيلية
وقال المسئولون الإسرائيليون، إن تل أبيب، من جانبها، أعربت عن قلقها بشأن طلب الأمم المتحدة وقالت إن حماس استولت على معدات اتصالات متطورة وحساسة في الماضي، ويمكن أن تحاول الاستيلاء على نظام ستارلينك.
وكان الإسرائيليون قلقين بشكل خاص بشأن نظام ستارلينك لأنه، كما يقولون، يصعب على أجهزة المخابرات الإسرائيلية مراقبة المحادثات التي تجري من خلاله، وهذا قد يسهل على حماس تنسيق الهجمات دون أن يتم اكتشافها.
وأوضح المسئولون الإسرائيليون، أن تل أبيب طلبت من الأمم المتحدة ضمانات حول مكان وضع النظام في غزة، وكذلك حول القدرة على تعطيله عن بعد في حالة الاستيلاء عليه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر، إن الولايات المتحدة شجعت إسرائيل على الموافقة على طلبات الأمم المتحدة، وحثتها على تقديم ضمانات للإسرائيليين فيما يتعلق بأمن النظام.
وأضاف: "فيما يتعلق ببعض الطلبات، لدى إسرائيل مخاوف أمنية مشروعة، وما نحاول القيام به هو التوسط من أجل التوصل إلى اتفاق يمنح الأمم المتحدة الأمن الذي تحتاجه، ولكنه سيوفر أيضًا إجابة لأسئلة إسرائيل المشروعة".
إرسال فريق إلى إسرائيل
ووفقا للتقرير، فقد عرضت الأمم المتحدة إرسال فريق إلى إسرائيل لإجراء عرض توضيحي للغرض من النظام أمام خبراء فنيين من المؤسسة الأمنية، من أجل إظهار إمكانية تعطيله عن بعد وبالتالي معالجة مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رفيعة المستوى.
وقال مسئولون إسرائيليون إن "فريقا من إدارة الأمن التابعة للأمم المتحدة يتوجه إلى إسرائيل في إطار تدريبنا المستمر على القضايا المتعلقة بالأمن في عمليات الأمم المتحدة في غزة".