أمد/
واشنطن: مع تزايد الدعوات المطالبة بانسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي بعد أدائه الكارثي أثناء المناظرة، ازدادت الأصوات التي تنادي بتفعيل التعديل 25 في الدستور الأميركي، وبتنحية الرئيس الأميركي الرافض للخروج من السباق وإعطاء فرصة لنائبته أو مرشح ديمقراطي آخر لمواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.
فإعلانُ الرئيس بايدن تمسُّكَهُ بالبقاءِ في السباق رغمَ دَعواتٍ من بعضِ المُشرّعين الديمقراطيين وأركانِ الحزبِ له بالانسحابِ شكَّلَ ارضية ًجديدة لأصواتٍ ديمقراطية وجمهورية بتطبيقِ التعديلِ 25 من الدستور الاميركي، الذي يَسمَحُ بإجبارِ بايدن على التنحي إذا قرَّرت أغلبية ٌمن وزرائِه بأنه غيرُ قادر على مزاولةِ عملِه بسبب مشاكلَ إدراكية.
الدستورُ ينُص على أن نائبَ الرئيس يتولى مَهامَّ الرئاسةِ في حالِ موتِه أو استقالتِه أو الإقرارِ بتدهورِ صحتهِ العَقلية.
مجلةُ "نيويوركر" New Yorker الليبرالية دعت بايدن للاستقالةِ وتسليمِ الحُكمِ لكامالا هاريس، بينما دعا رئيسُ مجلسِ النواب الجمهوري مايك جونسون الى تفعيلِ المادةِ 25 من الدستور.
وقدم مُشرِّعانِ جمهوريان مشروعَ قرارٍ بتفعيلِ المادةِ 25 بعدَ يوم ٍواحد من المناظرةِ، مستندين الى أداءِ الرئيسِ غيرِ المفهوم وتلعثُمِه وعدمِ تركيزِه.
المفارقة ُهنا أن الرئيس ترامب لم ينضَم إلى هذه الأصواتِ وفُتِحَ بابُ التأويلِ بأنه يفضلُ جو بايدن مرشحا للديمقراطيين لسهولةِ هزيمتِه في الانتخابات، بل أن ترامب نصَح الرئيس بتجاهُلِ دعواتِ الانسحاب من السباق.
وينص الدستورُ على ان نائبَ الرئيس و15 وزيرا في إدارتِه يمكن أن يرفَعوا مذكّرةً إلى رئيسَي مجلِسَي النواب والشيوخ ويطالبونَ بإزالة الرئيس من الحُكم. لكنْ يمكن للرئيسِ أيضا استخدامُ الفيتو. وعليه يتوجّب على المشرّعين الاستجابةُ خلالَ 4 أيام للاستمرارِ في العزل وعلى الكونغرس الإقرارُ خلالَ 48 ساعة. القرارُ يحتاج إلى أغلبية ثلثَي المجلسين ليُصبح نافذا وهو أمرٌ غيرُ متوقع.
وما هو مؤكدٌ هو أن معارضي بقاءِ بايدن يريدون خروجا مشرّفا لرئيسِهم فهم يُشيدون بإنجازاته على مدى عقود ولن يسمَحوا بتشويهِ سُمعتهِ السياسية لذا يُفضلون الاقناعَ على الخَلع.
الغاء تجمع نواب لدعمه
ذكرت سي إن أن، أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لن يجتمعوا يوم الاثنين، لمناقشة دعمهم للرئيس جو بايدن لمواصلة محاولة إعادة انتخابه، على الرغم من الجهود التي بذلها السيناتور الديمقراطي مارك وارنر لتنظيم مثل هذا الاجتماع.
وكان ينظر إلى اجتماع وارنر على أنه لحظة فاصلة محتملة للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الذين ظلوا صامتين إلى حد كبير بشأن مستقبل بايدن وسط دعوات له بالتنحي.
وكان السيناتور مارك وارنر (ديمقراطي من ولاية فرجينيا) يتواصل الأسبوع الماضي مع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بشأن الاجتماع لمناقشة مسار بايدن إلى الأمام، لكن هذا الاجتماع لم يكن مقرراً أبداً، حسبما قال شخص مقرب من وارنر لـ"أكسيوس".
وقال المصدر إن تفاصيل الاجتماع المقترح التي تسربت جعلت من المستحيل إجراء محادثة خاصة، فيما سيجتمع الديمقراطيون بمجلس الشيوخ ككل يوم الثلاثاء، في اجتماع حزبي مقرر بانتظام.
وأوضح المصدر، أن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يجرون محادثات مستمرة بشأن ما إذا كان يجب أن يظل بايدن مرشحاً للحزب، وسط مخاوف بشأن تقدمه في السن وحضوره الذهني.
وفي حين أن بعض المشرعين مثل السيناتور بيرني ساندرز وقفوا وراء الرئيس، التزم العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الصمت.
وقالت مجموعة من كبار الديمقراطيين بمجلس النواب يوم الأحد، إن بايدن يجب أن ينسحب من السباق.
وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر علناً وقوفه وراء بايدن، لكنه كان يقول لحلفائه السياسيين إن إجراء مناظرة مبكرة في يوليو سيمنح الحزب مرونة للمضي قدماً بما في ذلك البحث عن مرشح جديد.
وفي وقت سابق ناقش رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ مارك وارنر، وديمقراطيون آخرون قلقون بشأن جدوى استمرار بايدن في السباق الرئاسي، سبل "عقد اجتماع معه"، وفقاً لمصدر مطلع على المحادثات بين أعضاء مجلس الشيوخ تحدث لـ "بلومبيرغ".
وقال المصدر: "إن وجهة نظر وارنر هي أن بايدن لديه الكثير من العمل الذي يتعين عليه القيام به، لإظهار أنه قادر على هزيمة دونالد ترب ويجب أن يظل المرشح".