أمد/
امام هول المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الغازي المُعتدي في قطاع غزة، مجازر متتالية متوالية متواترة مُتكاثرة، تقف دول وشعوب العالم، من اقصاه إلى اقصاه، استنكارا وادانة لهذه الابادة الجماعية، من فرنجة وعجم وصينيين وبوذيين، ومن تنجنيقا وزنجبار، إلا العرب!!،
هذا هو المضحك المُبكي أن يكون العرب قد تاهوا في سراب صحاريهم وفي لُهاثهم وراء امريكا واسرائيل، وكأن الدنيا لم تتغير، ولم “يُصبح عاليها واطيها!!”،
العرب ما زالوا “باركون على رُكبهم” فوق رمال صحاريهم، وامامهم دلّة القهوة والمهباش وعازف الربابة، يتسلّون بعدّ واحصاء ذرّات الرمال الساخنة الجافة،
ويُطلقون الاغاني والاهازيج والمواويل: “وهيهات يا ابو الزلف عيني يا موليّا، ما احلى الوما للوما وما احلى الامريكانيّة”!!”،
لقد نزل العرب عن صهوات احصنتهم العربية الاصلية وباعوها للغرب كي يضعوها في المتاحف وفي اسطبلات التدريب على قفز الحواجز ونيل الجوائز،
تتحرّك كولومبيا ونيكاراغوا وكوبا وفنزويلا وبوليفيا والتشيلي والبرازيل ولا تتحرك دول عربية لا تبعد عن حدود فلسطين وارضها اكثر من “خبط العصا”،
من المحيط إلى الخليج المياه راكدة سابتة ساكنة، ولا حتى نسمة هواء تهبّ،
كلّه سراب في سراب، في الذهاب وفي الاياب، لا تشي غيفارا لديهم ولا الجنرال جياب،
حذفوا “وامعتصماه” من كُتب التاريخ،
وحذفوا منها “بلاد العُرب اوطاني”، وحذفوا منها ايضا سيرة الزير سالم وحتى “حكايات ألف ليلة وليلة”،
حذفوا منها النشيد الوطني والسلام الوطني، وابقوا على “سلام ابراهام”،
واصبحوا يُحيّون بعضهم، بدل السلام عليكم، ب “شالوم عليخم”.